تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[شأو]:

صفحة 558 - الجزء 19

فصل الشين المعجمة مع الواو والياء

  [شأو]: والشَّأَوُ: السَّبْقُ.

  قال أَبو زَيْدٍ: شَأَوْتُ القوْمَ شَأْواً إذا سَبَقْتُهم؛ قالَ امْرؤ القَيْسِ:

  وقالَ صِحابي: قَدْ شَأَوْتُكَ فاطْلُبِ⁣(⁣١)

  وقال الأصمعيُّ: أَصْلُ الشَّأْوِ الزَّبِيلُ من التُّرابِ يُخْرَجُ من البِئْر.

  وفي الصِّحاح: ما أُخْرِجَ مِن تُرابِ البِئْرِ؛ كالمِشْآةِ، كمِسْحاةٍ؛ عن الأصْمعي أَيْضاً.

  والشَّأْوُ: الغايَةُ والأمَدُ.

  يقالُ: عَدَا الفَرَسُ شَأْواً أَو شَأْوَيْن: أَي طَلَقاً أَو طَلَقَيْن.

  والشَّأْوُ: زَمامُ النَّاقَةِ؛ وأَنْشَدَ اللَّيْث:

  ما إِنْ يزالُ لها شَأْوٌ يُقَوِّمُها ... مُجَرّبٌ مثلُ طُوطِ العِرْقِ مَجْدولُ⁣(⁣٢)

  وأَيْضاً: بَعْرُها؛ ومنه قوْلُ الشمَّاخ:

  إذا طَرَحا شَأْواً بأَرْضٍ هَوى لَهُ ... مُقَرَّضُ أَطْرافِ الذِّراعَيْنِ أَفْلَجُ⁣(⁣٣)

  يَصِفُ عَيْراً وأَتانَه.

  قالَ الأَصمعيُّ: أَصْلُ الشَّأْوِ زَبِيلٌ من تُرابِ البِئْرِ فشَبَّه ما يُلْقِيه الحِمارُ والأَتانُ مِن رَوْثِهِما به؛ كما في التَّهْذيب.

  وفي المُحْكم: شَأْوُ الناقَةِ بَعْرُها، والسِّيْن أَعْلى.

  والشَّأْوُ: نَزْعُ التُّرابِ من البِئْرِ وتَنْقِيتها، وقد شَأَوْتُها شَأْواً. وحَكَى اللَّحْيانيُّ: شَأَوْتُ البئْرَ أَخْرَجْت منها شَأْواً أَو شَأْوَيْن.

  وذلكَ التُّرابُ المَنْزوعُ منها شَأْوٌ أَيْضاً، كما تقدَّمَ قرِيباً.

  وتَشاءَى ما بَيْنهما، كتَشاعَى: إذا تَباعَدَ.

  وتَشاءَى القوْمُ: تَفَرَّقُوا؛ قال ذو الرُّمّة.

  أَبوك تَلافَى الدِّين والناسَ بَعْدَ ما ... تَشاءَوْا وبَيْتُ الدِّينِ مُنْقَطِعُ الكِسْرِ⁣(⁣٤)

  وشاءه⁣(⁣٥): سابَقَهُ أَو سَبَقَه، هكذا في سائِرِ نسخِ الكِتابِ زِنَةَ شَاعَه وهو غَيْرُ مُحرَّر.

  والذي في الصِّحاح: وشَاءاهُ على فاعَلَهُ أَي سابَقَهُ، وشَاءاهُ أَيْضاً مثْل شَاءَه على القَلْبِ أَي سَبَقَه، قالَ: وقد جَمَعَها الشَّاعِرُ، وهو الحارِثُ بنُ خالِدٍ المَخْزومي في قوْله:

  مَرَّ الحدوجُ وما شَأَوْنَكَ نَقْرَةً ... ولَقَدْ أَراكَ تُشاءُ بالأَضْعانِ⁣(⁣٦)

  هذا نَصُّه وهو مَأْخوذٌ مِن كَلامِ أَبي عُبيدٍ وفيه خلف، فإنَّ نَصَّ أَبي عُبيدٍ في الغَرِيبِ المصنِّفِ: شَاءَني الأَمْر مثْلُ شَاعَنِي وشَآنِي مِثْل شَعَانِي إذا حَزَنَكَ؛ وعليه بيتُ الحارِثِ بنِ خالِدٍ:

  مَرَّ الحدوجُ وما شَأَوْنَكَ

  الخ.

  وفي التَّهْذيب عن ابنِ الأَعْرابي: شَآنِي الأَمْرُ، كشَعانِي، وشاءَنِي، كشَاعَنِي: حَزَنَني، وأَنْشَدَ قوْلَ الحارِثِ بنِ خالِدٍ، ثم قالَ: فجاءَ باللُّغَتَيْن جمِيعاً.

  وفي المُحْكَم: شَآنِي الشَّيءُ: سَبَقَنِي، وأَيْضاً حَزَنَني، مَقْلوبٌ مِن شَاءَنِي، والدَّليلُ على أنَّه مَقْلوبٌ منه أَنَّه لا مَصْدرَ له، أَيْضاً لم يقولوا: شَأَى شأواً كما قالوا شَاءَنِي شَوْأً.


(١) ديوانه ط بيروت ص ٦٩ وصدره:

فطال تنادينا وعقد عذاره

وفي اللسان «فكان» بدل «فطال» وفي الصحاح:

فألقيت في فيه اللجام فبذني

(٢) اللسان والتكملة.

(٣) ديوانه ص ٧٣ والقافية مجرورة، وفي اللسان والتكملة والتهذيب بضمها.

(٤) ديوانه ص ٢٧٣ واللسان والتهذيب والصحاح.

(٥) في القاموس: «وشاءاه».

(٦) الصحاح بهذه الرواية، وفي اللسان والتهذيب برواية:

مر الخمول فما شأونك نقرة

في اللسان: الحمول.