تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الصاد مع الواو والياء

صفحة 592 - الجزء 19

  وصابَى البَعيرُ مَشافِرَهُ: إذا قَلَبَها عندَ الشُّرْبِ؛ ومنه قولُ ابنِ مُقْبل يذكرُ إِبِلاً:

  يُصابِينَها وهي مَثْنِيَّةٌ ... كَثَنْي السُّبُوت حُذينَ المِثالا⁣(⁣١)

  وصابَى السَّيْفَ: أَغْمَدَهُ في القرابِ مَقْلوباً.

  وفي الأساسِ: صابَى سَيْفَه وسكِّينَه: قرّبه على غَيْر وجْهِه المُسْتَقِيم.

  وتقولُ لمَنْ يناوِلُكَ السِّكِّين: صابِ سكِّينَكَ، أَي اقْلِبْه واجْعَلْ مَقْبِضَه إليَّ.

  وتقولُ: إذا ناولْتَ السِّكِّين فصابِه، وملْ إلى أَخِيكَ بنصَابِه.

  * قلْت: ومُناوَلَته طَولاً من النّصَابِ لم يَرْتَضه الظّرَفاء، وقالوا إنَّما يناول عرضاً جهَةَ النّصَاب.

  والمُصابِيَةُ: الدَّاهِيَةُ التي تغيِّرُ حالَ الإِنْسانِ.

  وامرأَةٌ مُصبِيَةٌ ومُصْبٍ، بلا هاءٍ، الأخيرَةُ عن الكِسائي؛ ذاتُ صَبِيِّ، وقد أَصْبَتْ.

  وفي الصِّحاح: أَصْبَتِ المرأَةُ إذا كانَ لها صَبِيٌّ وولدٌ ذَكَرٌ أَو أُنْثَى؛ وامرَأَةٌ مُصبِيَة: ذاتُ صِبْيةٍ.

  وفي الأساسِ: ذاتُ صِبْيانٍ⁣(⁣٢).

  واقْتَصَر الأزهريُّ على مُصْبٍ.

  والصَّابِيَةُ النَّكْباءُ⁣(⁣٣) التي تَجْرِي بين الصَّبا والشَّمالِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وصُبَيُّ، كسُمَيِّ: ابنُ مَعْبَدٍ الثَّعْلبيُّ تابِعيٌّ ثقَةٌ، رَوَى عن عُمَر في العمْرَةِ، وعنه النّخعيُّ والشَّعبيُّ وزرُّ بنُ حبيشٍ.

  وصُبَيُّ بنُ أَشْعَثَ بنِ سالمٍ السّلوليُّ تابعُ التَّابِعيِّ، رَوَى عن أَبي إسْحق، وعنه الحدثاني.

  وأُمُّ صُبَيَّةَ، كسُمَيَّةَ: صَحابيَّةٌ جُهَنِيَّةٌ، واسْمُها خوْلَةُ بنْتُ قَيْسٍ، ومَوْلاها عَطاءُ رَوَى عن أَبي هُريرَةَ وعنه المقبري.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  يقالُ للجارِيَةِ صَبِيَّةٌ وَصِبيٌّ، والصَّبايا للجماعَةِ، كما في التَّهذيبِ.

  وتَصْغيرُ صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ في القِياسِ.

  وقد جاءَ في الشِّعْر أُصَيْبَة كأنَّه تَصْغيرُ أَصْبِيةٍ، قالَ الحُطَيْئة:

  ارْحَمْ أُصَيْبيَتي الذين كأنَّهم ... حِجْلى تَدَرَّجُ في الشَّرَبَّةِ وُقَّعُ⁣(⁣٤)

  كما في الصِّحاح.

  وفي المُحْكم: تَصْغيرُ صِبْيَةٍ أُصَيْبِيَةٌ، وتَصْغيرُ أَصْبِيَةٍ صُبَيَّةٌ، كِلاهُما على غيرِ قِياسٍ، هذا قولُ سِيْبَوَيْه.

  وعنْدِي أَنَّ تَصْغيرَ صِبْيَةٍ صُبَيَّةٌ، وأُصَيْبِيَة تَصْغير أَصْبِيَةٍ، ليكونَ كلُّ شيءٍ منهما على بناءِ مُكَبَّره.

  وصابَى السَّيْفَ: قَلَبَه وأمالَهُ.

  وصابوا عن الحَمْضِ: عَدَلُوا عنه.

  وتَصَبَّى المْرأَةَ: دَعاها إلى الصّبْوةِ.

  وتَصَبَّى الشيخُ وتَصابَى: عَمِلَ عَمَلَ الصّبا.

  وهو صابٍ أَي صَبِيٌّ، كقادِرٍ وقَدِيرٍ.

  وأَصْبَى عِرْسَ فلانٍ: اسْتَمالَها.

  والصابي: صاحِبُ الصَّبْوةِ.


(١) ديوانه ص ٢٣٠ واللسان والتهذيب والتكملة، وبالأصل: «تصابينها كتني» والتصحيح عن المصادر.

(٢) كذا، وليس في الأساس: «ذات صبيان» وعبارتها: وأصبت المرأة: كثر صبيانها، وامرأة مصب ومصيبة، ونساء مصبيات.

(٣) في اللسان والصحاح: النكيباء.

(٤) لم أعثر عليه في ديوانه، والبيت في الصحاح بدون نسبة، وفي اللسان منسوباً لعبد الله بن الحجاج التغلبي، والبيت في «شعراء أمويون. شعر عبد الله بن الحجاج ص ٣٠٩» من قصيدة قالها وهو يقف في حضرة عبد الملك بن مروان وروايته:

فانعش أصيبيتي الألاء كأنهم ... حجل تدرج بالشربة جوعُ

وانظر تخريجه فيه.