تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صفو]:

صفحة 601 - الجزء 19

  الصِّحاحِ والمُحْكم؛ وصُغِيّاً، كعُتِيِّ. ويقالُ: هو مَصْدَرُ صَغَى يَصْغَى، كسَعَى يَسْعَى، وأصْلُه صغوى؛ ولذا اقْتَصَرَ الجوهريُّ وغيرُهُ على صَغَا: مالَ، واسْتَمَعَ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  صَغَى على القوْمِ صَغاً: إذا كانَ هَواهُ مع غيرِهِم.

  [صفو]: والصَّفْوُ: نَقِيضُ الكَدَرِ، كالصَّفا، هكذا في النسخ بالقَصْر، وفي الصِّحاح بالمدِّ. يقالُ: صَفا الشَّرابُ يَصْفُو صَفاءً.

  وقالَ الرَّاغبُ: الصَّفاءُ خُلوصُ الشيءِ من الشوهِ.

  والصُّفُوِّ، كعُلُوِّ، والصّفْوَةِ مِثْلُه.

  وصَفْوَةُ الشَّيءِ، مُثَلَّثَة: ما صَفَا منه وخلصَ؛ ومنه: محمدٌ ، صَفْوَةُ اللهِ من خَلْقِه، أَي خالِصُهُ.

  كصَفْوِهِ؛ قالَ أَبو عُبيدَةَ: يقالُ له صَفْوَةُ مالِي وصِفْوَةُ مالِي وصُفْوَةُ مالِي، فإذا نَزَعُوا الهاءَ قالوا له صَفْوٌ مالِي، بالفَتْح لا غَيْر كذا في الصِّحاحِ.

  وفي التَّهْذيبِ: صَفْوَةُ كلِّ شيءٍ: خالِصُهُ من صَفْوَةِ المالِ والإِخاءِ.

  وهو صَفْوَةُ الماءِ، بالفَتْح والكَسْر؛ وكذا المالُ.

  وهو صَفْوُ⁣(⁣١) الإِهالَةِ لا غَيْر.

  وصَفا الجَوُّ صَفْواً وصَفاءً: لم يَكُنْ فيه لَطْخَةُ غَيْمٍ.

  ويَوْمٌ صافٍ وصَفْوانُ: أَي بارِدٌ، أَو شَدِيدُ البَرْدِ، بِلا غَيْمٍ فيه ولا* كَدَرٍ.

  وفي الصِّحاح: يَوْمٌ صَفْوانُ إذا كانَ صافِي الشَّمْسِ شَدِيدَ البَرْدِ.

  واسْتَصْفاهُ: أَخَذَ منه صَفْوَهُ، أَي خِيارَهُ**.

  وفي التَّهذيب: اسْتَخْلَصَه؛ كاصْطَفاهُ.

  قال الرَّاغبُ: الاصْطِفاءُ تَناوُلُ صَفْوَ الشيء؛ كما أنَّ الاخْتِيارَ تَناوُلُ خَيْرَه؛ ومنه محمدٌ ، مُصْطَفاهُ، أَي مُخْتارُهُ.

  واصْطِفاءُ اللهِ عبْدَه قد يكونُ بإيجادِهِ إيَّاه صافِياً عن الشَّوْبِ المَوْجودِ في غيرِهِ، وقد يكونُ باخْتِيارِه وحكْمِه؛ ومِن الأوَّل: {إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً}؛ وقوْله تعالى: وإنَّه {لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ}⁣(⁣٢).

  واصْطَفَيْتُ كذا على كذا: اخْتَرْتُه؛ ومنه قوله تعالى: {أَصْطَفَى الْبَناتِ عَلَى الْبَنِينَ}⁣(⁣٣).

  واسْتَصْفاهُ: عَدَّه صَفِيّاً، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ أَعَدَّه صَفِيّاً؛ كما هو نَصُّ المُحْكم؛ ولكنَّه قالَهُ في الاصْطِفاءِ دونَ الاسْتِصْفاءِ؛ وأَنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ:

  عَشِيَّةَ قامَتْ بالفِناءِ كأنَّها ... عَقيلَةُ نَهْبٍ تُصْطَفى وتَعوجُ⁣(⁣٤)

  واسْتَصْفَى مالَهُ: أَخَذَه كُلَّه، وهو مجازٌ.

  وصافاهُ مُصافَاةً: صَدَقَهُ الإِخاءَ.

  والمَودَّةَ؛ والاسْمُ منه الصَّفاءُ؛ وهو مجازٌ.

  كأصْفاهُ، يقالُ: أَصْفاهُ المَودَّةَ، أَي أَخْلَصَها إيَّاهُ، وهو مجازٌ أَيْضاً.

  والصَّفِيُّ، كغَنِيِّ: الحبيبُ المُصافي الذي يُصافِيكَ الإِخاءَ؛ وهو صَفِيٌّ من بَيْن إخْوانِي وهم أصْفيائِي؛ وهو مجازٌ.

  والصَّفِيُّ من الغَنِيمَةِ: ما اخْتَارَه الرّئِيسُ لِنَفْسِهِ قَبْل القِسْمَةِ من فَرَسٍ أَو سَيْفٍ أو جارِيَةٍ؛ وهو مجازٌ.

  والجَمْعُ الصَّفايا؛ ومنه قولُ الشاعِرِ، وهو عبدُ اللهِ بنُ عَنَمة الضَّبِّيُّ:

  لَكَ المِرْباعُ منها والصَّفَايا ... وحُكْمُكَ والنَّشِيطَةُ والفُضولُ⁣(⁣٥)


(١) كذا بالأصل واللسان، وفي التهذيب: «وهو صَفْوة الإهالة لا غير» لعله يريد أنها فقط بفتح الصاد.

(*) كذا بالأصل، ولم ترد في القاموس.

(**) عبارة القاموس: اخذ منه صَفْوَهُ واخْتارَهُ.

(٢) سورة ص، الآية ٤٧ وفي الآية: {وَإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ}.

(٣) سورة الصافات، الآية ١٥٣.

(٤) ديوان الهذليين ١/ ٥٨ برواية «وتغوج» ومثله في اللسان.

(٥) اللسان والصحاح والمقاييس ٣/ ٢٩٢ والمصباح والتكملة، قال الصاغاني: والرواية «لك المرباع فيها ...»، وصدره في التهذيب والأساس.