تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[صغي]:

صفحة 600 - الجزء 19

  غَلَطٌ، والصَّوابُ وصَغْوُهُ وصِغْوُهُ بهاءِ الضِّمِيرِ؛ وصَغاهُ معك: أَي مَيْلُهُ معك، فهو تَفْسيرٌ للأَلْفاظِ الثلاثَةِ؛ وهكذا نقلَهُ الجوهريُّ عن أَبي زيْدٍ.

  وصاغِيَتُكَ: الذين يَمِيلونَ إليكَ ويَأْتُونَكَ في حوائِجِهِم. يقالُ: أَكْرمُوا فلاناً في صاغِيَتِه. وصَغَتْ إلينا صاغِيَةٌ مِن بَني فلانٍ.

  قالَ ابنُ سِيدَة: وأُراهُم إنَّما أَنَّثوا على مَعْنى الجماعَةِ.

  وقيلَ: الصاغِيَةُ كلُّ مَنْ أَلَمَّ بالرَّجُلِ مِن أَهْلِه.

  وأَصْغَى فلانٌ: اسْتَمَعَ. وأَصْغَى إليه: مالَ بسَمْعِه نحوَه؛ كما في الصِّحاح.

  وفي المُحْكم: أَصْغَى إليه سَمْعَه: أَمالَهُ.

  وأَصْغَى الإِناءَ للهرَّةِ: أَمالَهُ وفي المُحْكم: حَرَفَه على جَنْبِه ليَجْتَمِعَ ما فيه.

  ومِن المجازِ: أَصْغَى الشَّيءَ: إذا نَقَصَهُ؛ كانَ الأَوْلى أَنْ يقولَ: أَصْغَى حَقَّه نَقَصَهُ؛ كما في الأساس.

  أَو أَنْ يقولَ بَعْد أَمَالَهُ ونَقَصَه؛ كما في الصِّحاح ونَصّه: يقالُ؛ فلانٌ مُصْغىً إناؤُه إذا نُقِصَ حَقُّه؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للنَّمرِ بنِ تولبٍ:

  وإنَّ ابنَ أُخْتِ القَوْمِ مُصْغىً إناوه ... إذا لم يزاحِمْ خالَه بأَبٍ جَلْدِ⁣(⁣١)

  وقيلَ: أَصْغَى إناؤُهُ: إذا وقَعَ فيه؛ نقلَهُ الزمَخْشريُّ.

  وأَصْغَتِ النَّاقَةُ إصْغاءً: إذا أَمالَتْ رأْسَها إلى الرَّجُلِ؛ وفي بعضِ نسخِ الصِّحاح: إلى الرَّحْلِ؛ كالمُسْتَمِع شيئاً، وذلكَ حينَ يشدُّ عليها الرَّحْلَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ؛ وأَنْشَدَ لذي الرُّمَّة:

  تُصْغِي إذا شَدَّها بالكُورِ جانِحةً ... حتى إذا ما اسْتَوى في غَرْزِها تَثِبُ⁣(⁣٢)

  والصَّغْوُ، بالكسْر، منَ المِغْرَفةِ: جَوْفُها؛ ومنَ البِئْرِ:

  ناحِيَتُها؛ ومنَ الدَّلْوِ: ما تَثَنَّى من جوانِبِه؛ كلُّ ذلكَ في المُحْكم؛ وجَمْعُ الكُلِّ أَصْغاءٌ، كقِدْحٍ وأَقْداحٍ.

  والأصاغِي: د؛ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّة:

  لَهُنَّ بما بَيْنَ الأصاغِي ومَنْصَحٍ ... تَعَاوٍ كما عَجَّ الحَجِيجُ المُلَبِّدُ⁣(⁣٣)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  صَغَا الرَّجُلُ: مالَ على أَحَدِ شِقَّيْه، أَو انْحَنَى في قوْسِه.

  والصَّواغِي: هنَّ النّجومُ التي مالَتْ للغُروبِ.

  وأَقَامَ صَغاهُ: مَيلَهُ.

  وأَصْغَى إناء فلانٍ: أَي هَلَكَ؛ نقلَهُ الرَّاغبُ.

  وفي المَثَلِ: الصَّبِيُّ أَعْلَم بمُصْغى خدِّه، أَي هو أَعْلَم إلى مَنْ يلْجَأُ إليه أَو حيثُ⁣(⁣٤) يَنْفعُه.

  والصَّغْواءُ: القطاةُ التي مالَ حَنَكُها وأَحَدُ مِنْقارَيْها؛ قال الشاعرُ:

  لم يَبْقَ إلَّا كلُّ صَغْواءَ صَغْوَةٍ ... لصَحْراء تِيهٍ بينَ أَرْضَيْنِ مَجْهَلِ

  وقوْلُه صَغْوَة على المُبالَغَةِ، كلَيْلٍ لائِلٍ، وإن اخْتَلَفَ البِنَاآنِ.

  [صغي]: ي صَغِيَ، كرَضِيَ: كَتَبَه بالأَحْمر مع أنَّ الجوهريَّ ذَكَرَه فقالَ: وكَذلكَ صَغِيَ بالكَسْر، يَصْغَى.

  وقالَ ابنُ سِيدَه: قد سُمِعَ.

  وفي المِصْباح: صَغا يَصْغُو لُغَةُ القُرْآن، يُشِيرُ إلى قوْلِه تعالى: {فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما}⁣(⁣٥).

  صَغْياً؛ هكذا في النَّسخِ والصَّوابُ صَغاً، كما هو نَصُّ


(١) شعراء إسلاميون، شعر النمر بن تولب، فيما نسب له، ص ٣٩٨ وانظر تخريجه فيه، واللسان، والتهذيب والأساس وفيهما «لم يمارس».

(٢) ديوانه ص ٩ واللسان والصحاح.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٢٣٧ واللسان والتكملة.

(٤) في الأساس: وبمن ينفعه.

(٥) سورة التحريم، الآية ٤.