تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الواو والياء

صفحة 616 - الجزء 19

  بها، ج أَضاحِيّ، كالضَّحِيَّةِ، كغَنِيَّةٍ، ج ضَحايا، كعَطِيَّة وعَطايا، كالأضْحاةِ ج أَضْحَى، كأَرْطاةٍ وأَرْطَى، فهذه أَرْبَعُ لُغاتٍ ذَكَرَها الجوهريُّ عن الأَصْمعي. وبها سُمِّيَ يَوْمُ النَّحْرِ يَوْم الأَضْحَى.

  قالَ يَعْقوب: سُمِّي اليَوْم أَضْحَى بجَمْع الأَضْحاةِ التي هي الشَّاةُ.

  وفي الصِّحاحِ: قالَ الفرَّاءُ: الأَضْحَى يُذَكَّر ويُؤَنَّث، فمَنْ ذكَّر ذَهَبَ به إلى اليوم؛ وأَنْشَدَ لأبي الغولِ الطُّهَوي:

  رَأَيْتُكُم بَني الخَذْواءِ لما ... دَنا الأَضْحَى وصَلَّلَتِ اللِّحامُ⁣(⁣١)

  وضاحِيَةُ المالِ مِن الإِبِلِ والغَنَم: التي تَشْرَبُ ضُحَى.

  وضاحِيَةُ البَصْرَةِ؛ ذُكِرَتْ في «ب ط ن».

  وضَحا الرَّجُلُ ضَحْواً، بالفتْح وضُحُوّاً، كعُلُوِّ وضُحِيّاً، كعُتِيِّ: بَرَزَ للشَّمْسِ، كذا في المُحْكَم، وظاهِرُه أنه من حَدِّ دَعا.

  وضَحَى، كسَعَى ورَضِيَ، ضَحْواً، بالفتح وضبَطَه في المُحْكم كعُلُوِّ، وضُحِيّاً، كعُتِيِّ: أَصابَتْه الشَّمْسُ؛ ومنه قولُه تعالى: {وَأَنَّكَ لا تَظْمَؤُا فِيها وَلا تَضْحى}⁣(⁣٢)، أَي لكَ أَن تتصون من حَرِّ الشمْسِ.

  وأَرْضٌ مَضْحاةٌ، كمَسْعاةٍ: لا تَكادُ تَغِيبُ عنها الشَّمْسُ، وهي الأرضُ البارِزَةُ.

  وضَواحِيكَ: ما بَرَزَ منْكَ لها، أَي للشَّمْسِ، كالكَتِفَيْنِ والمَنْكِبَيْنِ، جَمْعُ ضاحِيَةٍ.

  والضَّواحِي من الحَوْضِ: نَواحِيهِ.

  والضَّواحِي منَ الرُّومِ: ما ظَهَرَ من بِلادِهم.

  والضَّواحِي: السَّمَواتُ لبُروزِ نَواحِيها؛ قالَهُ الرَّاغبُ، ونقلَهُ الجوهريُّ أَيْضاً. قالَ ابنُ سِيدَه: وهذه الكلمةُ واوِيَّةٌ يائِيَّةٌ.

  ولَيلَةٌ ضَحْياءُ، هكذا هو بالمدِّ في سائِرِ النُّسخِ ومِثْلُه في نسخِ الصِّحاحِ.

  وأَنْكَرَه شيْخُنا وقالَ: الذي في المَطالِعِ والمَشارِقِ وغيرِهما مِن مصنّفاتِ الغِرِيبِ لَيْلَةٌ ضَحْيا بالقَصْر.

  * قُلْتُ: وهذا الإنْكارُ لا وَجْه له، فقد جَمَعَ بَيْنَهما ابنُ سِيدَه فقالَ: لَيْلَةُ ضَحْياً وضَحرياءُ، ومن حفظ حجَّة على من لم يَحْفَظ إلَّا أَنَّ المصنِّفَ قَصَّر عن ذِكْر المَقْصورِ.

  وإِضْحِيانَةٌ وإِضْحِيَةٌ، بكسْرهما، ذَكَرَ الجوهريُّ وغيرُهُ الإضْحِيانَ، ولم أَجِد للأخيرَةِ ذِكْراً فيمَا رأَيْت في الكُتُبِ، ولعلَّ الصَّوابَ وإضْحِيان وإضْحِيانَة بكَسْرِهِما كما هو نَصّ كُتُبِ الغَرِيبِ وسَيَأَتي بَيانُه في المُسْتدركاتِ؛ مُضِيئَةٌ لا غَيْمَ فيها؛ كما في الصِّحاحِ.

  وخصَّ بعضُهم به التي يكونُ القَمَرُ فيها مِن أَوَّلِها إلى آخِرِها.

  ويَوْمٌ ضَحْياةٌ، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ إضْحيانُ بالكسْر وآخِرُه النّون؛ أَي مُضِيٌّ لا غَيْمَ فيه؛ كما هو نَصُّ المُحْكم.

  وقالَ الرَّاغبُ: مُضِيئَةٌ إضاءَةَ الضُّحَى.

  والضَّحْياءُ: فَرَسُ⁣(⁣٣) عَمْروِ بنِ عامِرٍ، كما سَيَأْتي.

  أَو الضَّحْياءُ: الشَّهْباءُ منه، أَي مِن الفَرَسِ؛ وهو أَضْحَى.

  ونَصُّ الصِّحاحِ: والأَضْحَى من الخَيْلِ: الأَشْهَبُ؛ والأُنْثَى ضَحْياءُ.

  وفي الأساسِ: فَرَسٌ أَضْحى وجَمَلٌ هِجانٌ، ولا يقالُ: أَبْيَضُ.

  وقُلَّةٌ ضَحْيانَةٌ: أَي بارِزَةٌ للشَّمْسِ.


(١) اللسان والصحاح والتهذيب والتكملة وعجزه في المقاييس ٣/ ٣٩٢، قال الصاغاني: والشعر لأبي الغول النهشلي لا الطهوي.

(٢) سورة طه، الآية ١١٩.

(٣) في القاموس بالرفع منونة، وأضافها الشارح فسقط التنوين.