تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الواو والياء

صفحة 617 - الجزء 19

  قالَ الجوهريُّ: جاءَ ذلكَ في قولِ تأَبَّطَ شرّاً⁣(⁣١) وبه فُسِّر وفَعَلَهُ ضاحِيَةً: أَي علانِيَةً؛ كما في الأساسِ والصِّحاحِ؛ وأَنْشَدَ:

  عَمِّي الذي مَنَعَ الدينارَ ضاحِيَةً ... دِينارَ نَخَّةِ كَلْبٍ وهو مَشْهودُ⁣(⁣٢)

  وفي المُحْكم: أَي ظاهِراً بيِّناً.

  وضَحا الطَّريقُ ضُحُوّاً⁣(⁣٣)، كعُلُوِّ وضُحِيّاً؛ كعُتِيِّ: بَدَا وظَهَرَ؛ واقْتَصَرَ ابنُ سَيدَه وابنُ القطَّاع على أَوَّل المَصادِرِ. ونقلَهُ الجوهريُّ عن أَبي زيْدٍ وضَبَطَ مَصْدرَهُ بالفَتْح.

  وضَحِيَ، كرَضِيَ⁣(⁣٤)، ضَحاً، مَقْصورٌ: عَرِقَ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  والضَّاحِي: وادٍ في دِيارِ كِلابٍ؛ عن نَصْر؛ وفي التكملةِ: لهُذَيْلٍ. وقيلَ: رَمْلَةٌ. وفي المُحْكم: ضاحٍ: موضِعٌ. وفي التَّكملةِ: غَرْبيِّ سُلْمى فيه ماءَةٌ يقالُ لها مُخَرَّبَة.

  والضِّحْيانُ: ع على جادةٍ في طريقِ حَضْرَمَوْتَ وهي طريقٌ مُخْتَصَرٌ منها إلى مكَّةَ بينَ نَجْران وتَثْلِيث؛ قالَهُ نَصْر.

  وأَيْضاً أُطُمٌ بالمدينَةِ لأُحَيْحَةَ بنِ الجلَّاحِ بَناهُ بالعصبةِ في أَرْضِه التي يقالُ لها القنانة⁣(⁣٥)؛ قالَهُ نَصْر.

  والضَّحِيُّ، كغَنِيِّ: ع باليَمَنِ؛ بل قَرْيةٌ كبيرَةٌ عامِرَةٌ في تِهامَة اليَمَنِ، وهي إحْدَى مَنازِلِ حاجِّ زَبِيد، وقد نَزَلْتُ بها مَرَّتَيْن وسَكَنَتْها الفُقهاءُ من بَني كِنانَةَ العَلَويِّين، منهم: الفَقِيهُ المَشْهورُ قطبُ الدِّيْن إسْماعيلُ بنُ عليِّ الحَضْرميُّ الشافِعِيُّ أَحَدُ الأئِمَّة المَشْهورِين بالعِلْم والصَّلاحِ والوَلايَةِ والكَرَاماتِ، سَكَنَ بها وأَعْقَبَ وَلدَيْن محمداً وعليّاً فلمحمدٍ قطب الدين إسماعيل صاحب المُؤَلّفات وَلِيَ القَضاءَ الأَكْبر باليَمَنِ تُوفي سَنَةَ ٦٠٥ وعقبُه بالضَّحِيِّ؛ وأَما عليّ فإنَّه سَكَنَ زَبِيد وبها عقبُه منهم: محمدُ بنُ عليٍّ المُلَقَّبُ بالشافِعِيِّ الصَّغير، من ولدِه محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمدٍ أَقامَ مُفْتِياً بزَبِيد نَحْو أَرْبَعِين سَنَة، ومنهم صالِحُ بنُ عليٍّ مِن ولدِه محمدٌ وعليُّ ابْنا إبراهيمَ بنِ صالِحٍ؛ وبالجملةِ فهُم مِن مَشاهِير بُيوتِ اليَمَنِ. والعَجَبُ للمصنِّفِ كيفَ لم يُشِرْ إليهم مع شُهْرتِهم وجَلالَتِهم ومع ذِكْرِه لمَنْ دُونَهم.

  ومن المجازِ: ضَحا ظِلُّهُ، أَي ماتَ؛ ومنه حديثُ: «فإذا نَضَبَ عُمْرُه وضَحا ظِلُّهُ».

  قالَ ابنُ الأثير: يقالُ ضَحا الظِّلُّ إذا صارَ شمْساً، فإذا صارَ ظِلُّ الإنْسانِ شمْساً فقد بَطَلَ صاحِبُه.

  والضَّحْياءُ: امْرأَةٌ لا يَنْبُتُ شَعَرُ عانَتِها، فكأَنَّ عانَتَها ضاحِيَةٌ، أَي بارِزَةٌ عارِيَةٌ مِن الشَّعَرِ لا ظِلَّ عليها.

  وأَيْضاً: فَرَسُ عَمْرِو بنِ عامِرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَة، وهو فارِسُ الضَّحْياءِ؛ وأَنْشَدَ الجوهريُّ:

  أَبى فارِسُ الضَّحْياءِ يومَ هُبالَةٍ ... إذا الخَيْلُ في القَتْلى من القومِ تَعْثُرُ⁣(⁣٦)

  قالَ الصَّاغاني: والرِّوايَةُ: فارِسُ الحَوَّاءِ، وهي فَرَسُ أَبي ذي الرُّمَّة، والبَيْتُ لذي الرُّمَّة.

  وقوْلُه الضَّحْياءُ فَرَسُ عَمْروِ بنِ عامِرٍ صَحِيحٌ، والشاهِدُ عليه بَيْتُ خِداش بنِ زُهَيْر:

  أَبي فارِسُ الضَّحْياءِ عَمْرُو بنُ عامِرٍ ... أَبَى الذَّمَّ واخْتارَ الوَفاءَ على الغَدْرِ⁣(⁣٧)

  وهو خداشُ بنُ زُهَيرِ بنِ ربيعَةَ بنِ عمْروِ بنِ عامِرٍ.


(١) قال ابن بري: وبيت تأبط شرّاً هو قوله:

وقلةٍ كسنان الرمح بارزة ... ضحيانة في شهور الصيف محراق

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) في القاموس: «ضَحْواً» ونبه مصححه بهامشه إلى عبارة الشارح.

(٤) في القاموس: «وكَرَضِيِّ» في القاموس ط مؤسسة الرسالة بيروت خطأ.

(٥) في ياقوت: القُبابة.

(٦) اللسان والصحاح والتكملة، وفي اللسان: «إذ الخيل» وفي التكملة: «أتى فارس الضحياء».

(٧) التكملة وفيها: «أتى» بدل «أبي».