تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الضاد المعجمة مع الواو والياء

صفحة 618 - الجزء 19

  ورَجُلٌ ضَحْيانٌ: يأْكُلُ في الضُّحَى، والقِياسُ فيه ضَحْوان لأنَّه مِن الضَّحْوَةِ، وهي بهاءٍ، مِثْل غَدْيان وغَدْيانَة؛ قالَهُ شمِرٌ.

  ورجُلٌ مُتَضَحِّ ومُسْتَضْحٍ ومُضْطَحٍ: إذا أَضْحَى، أَي دَخَلَ في وَقْتِ الضَّحْوَةِ.

  والإضْحِيانُ، بالكسْر: نَبْتٌ كالأُقْحُوانِ في الهَيْئةِ.

  وما لكَلامِهِ ضُحًى، كَهُدًى، أَي بَيانٌ وظُهورٌ؛ كذا في المُحْكم، وهكذا ضَبَطَه بالكسْرِ.

  والذي في الأساسِ: وأَنْشَدَني شعْراً ليسَ فيه حَلاوَةٌ ولا ضَحاءٌ، أَي ليسَ بواضِحِ المعْنَى، وضَبَطَه بالمدِّ فتأَمَّل ذلك.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  ضحَّى الرَّجلُ: تغدَّى بالضُّحى؛ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه:

  ضَحَّيْتُ حتى أَظْهَرَتْ بمَلْحوبْ ... وحَكَّتِ السَّاقَ ببَطْنِ العُرْقوبْ

  يقولُ: ضَحَّيْت لكَثْرَةِ أَكْلِها حتى تعَدَّيْت تلكَ السَّاعةَ انْتِظاراً لها، والاسْمُ الضَّحاءُ، كسَماءٍ.

  وفي الصِّحاح: الضَّحاءُ الغَداءُ، سُمِّي بذلكَ لأنَّه يُؤْكَلُ في الضّحاءِ؛ قالَ ذو الرُّمَّةِ:

  تَرَى الثَّوْرَ يَمْشِي راجِعاً مِنْ ضَحائِهِ ... بها مِثْلَ مشْيِ الهِبْرِزِيِّ المُسَرْوَلِ⁣(⁣١)

  وضَحَّى قَوْمَه: غَدَّاهُم، أَو دَعاهُم إلى ضحائِهِ.

  وبَدا بضاحِي رأَسِهِ: أَي ناحِيَتِه.

  والضَّحْيانُ مِن كلِّ شيءٍ: البارِزُ للشَّمْسِ.

  قال ابنُ جنِّي: القِياسُ ضَحْوانٌ لأنَّه مِن الضّحْوةِ إلَّا أنَّه اسْتُخِفَّ بالياءِ.

  والضَّحْيانُ: لَقَبُ عامِرِ بنِ سعْدِ بنِ الخزرج من بَنِي النَّمِر بنِ قاسِطٍ، سمِّي بذلكَ لأنه كانَ يَقْعدُ لقوْمِه في الضَّحاءِ فيَقْضِي بَيْنهم.

  والضَّحْيانَةُ: عَصاً نَبَتَتْ في الشمْسِ حتى طَبَخَتْها وأَنْضَجَتْهَا، وهي أَشَدُّ ما تكونُ، ومنه قولُ الشاعرِ:

  يَكْفِيك جهْلَ الأَحْمَقِ المُسْتَجْهَلِ ... ضَحْيانَةٌ من عَقَداتِ السَّلْسَلِ⁣(⁣٢)

  وضَحِيَ للشَّمْسِ، كرَضِيَ، ضَحاءً، مَمْدودٌ: بَرَزَ، وكَذلِكَ ضَحَى، كسَعَى. ومُسْتَقْبلُهُما يَضْحَى في اللُّغَتَيْن جمِيعاً؛ نَقَلَهُ الجوهريُّ؛ وزادَ ابنُ القطَّاع في مصادِرِه ضحيّاً.

  وفي الحديثِ: أَنَّ ابنَ عُمَر رأَى رجُلاً مُحْرِماً قدِ اسْتَظَلَّ فقال: «أَضْح⁣(⁣٣) لِمَنْ أَحْرَمْتَ له»، قالَ الجوهريُّ هكذا يَرْوِيه المحدِّثونَ بفتْحِ الأَلِفِ وكَسْر الحاءِ مِن أَضْحَيْتُ. وقالَ الأصْمعيّ: إنَّما هو بكَسْر الأَلِفِ وفتحِ الحَاءِ مِن ضَحِيتُ أَضْحَى، لأنَّه إنَّما أَمَرَه بالبُروزِ للشَّمْسِ.

  وضحيته عن الشيءِ⁣(⁣٤): رَفَقْتُ به.

  وضَحِّ رُوَيْداً: أَي لا تَعْجَل، قالَ زَيْدُ الخَيْل الطَّائيَ:

  فلو أَنَّ نَصْراً أَصْلَحَتْ ذاتَ بَيْنها ... لضَحَّتْ رُوَيْداً عن مطالِبِها عَمْرُو⁣(⁣٥)

  ونَصْرٌ وعَمْرٌو: ابْنا قُعَيْنٍ، بَطْنانِ من أَسَدٍ؛ كما في الصِّحاح.

  وفي الأساسِ: ومِن المجازِ: ضَحَّى عن الأَمْرِ وعَشَّى عنه إذا تَأَنَّى عنه واتَّأَدَ ولم يَعْجَلْ.

  وفي مَثَلٍ: ضَحِّ رُوَيْداً وعَشِّ رُوَيْداً. وأَصْلُه من تَضْحِيةِ الإِبِلِ عن الوِرْدِ، انتهَى.


(١) ديوانه ص ٥٠٣ واللسان والتهذيب والصحاح وصدره في المقاييس ٣/ ٣٩٢، والهبرزي: الماضي في أمره من ضحائه، أي في غدائه، من المرعى وقت الغداء إذا ارتفع النهار.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) ضبطت بالقلم في غريب الهروي والتهذيب «إضحَ».

(٤) في اللسان: وضحى عن الشيء: رفق به.

(٥) شعراء إسلاميون، شعر زيد الخيل ص ١٧٣، وانظر تخريجه فيه. واللسان والصحاح والأساس والمقاييس ٣/ ٣٩٢.