تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نيب]:

صفحة 459 - الجزء 2

  من الوَاوات. قال ابْنُ السَّرّاح: هذا غلطٌ منه. هذا نصّ الصَّحاح في لسان العرب.

  قال ابْن بَرِّيّ: ظاهِرُ هذا اللَّفْظ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج غَلَّط سيبويه، فيما حكاه، قال: وليس الأَمْرُ كذلك، وإِنّمَا قوله: وهو غَلَطٌ مِنْهُ، من تَتِمَّة كلامِ سِيبَوَيْهِ، إِلّا أَنّه قال: مِنْهُمْ، وغَيَّرَهُ ابْن السّرَّاج فقال: منه، فإِنّ سيبويه قال: وهذا غلطٌ منهم، أَي من العرب الَّذِين يقولونَهُ كذلك. وقول ابنِ السَّرَّاج غَلَطٌ منه، هو بمعنى: غَلَط من قائله، وهو من كلام سيبويه، وليس من كلام ابْنِ السَّرَّاج. انتهى.

  قال شيخنَا: قلت الظّاهرُ يُنَافِيه. نعم، يُمْكِن حملُه على موافقةِ سيبويهِ بأَنَّ الجَوْهَرِيَّ نقلَ أَوَّلَ كلامِ سِيبَوَيْهِ أَوّلاً، وأَيَّده بكلامِ ابْنِ السَّرَّاج، وقال ابْن السَّرَّاج قال هذا الكلامَ الّذي نقله سِيبَوَيْه غَلَطٌ من قائله، فيتَّفِقانِ على تغليط المتكلّم بهذه اللُّغَة، ويكون كلام ابْنِ السَّرّاج موافِقاً لكلام سيبويهِ لا اعتراضَ، ولا نقلَ عنه، بالنسبة لِما في الصَّحاح كما هو ظاهر، والله أَعلم.

  وأَمّا دَعْوَى ابْنِ بَرِّيّ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج نقل كلامَ سِيبويهِ بعَيْنه، وأَنّه مُرادُ الجَوْهريّ، فدُونَ إِثباتِه وأَخْذِه من هذه الأَلْفاظِ خَرْطُ القَتادِ، وإِنْ نقله ابْن المُكَرَّم وسَلَّمَهُ، فلا يَخْفَى ما فيه من التَّنَافُر وعدم تلاؤُم⁣(⁣١) الأَطرافِ.

  انتهى. وهو تحقيقٌ حَسَنٌ.

  والنّابُ بْنُ حُنَيْف أَبُو لَيْلَى⁣(⁣٢) أَي: والدُها أُمِّ بالجرّ، صفة لَيْلَى، أَي: والِدُ لَيْلَى الّتي هي أُمُّ عِتْبانَ بْنِ مالِكِ الصَّحابيّ المشهور، إِمام مَسْجِدِ قُبَاءَ، حدِيثه في الصَّحيحيْنِ، لها صُحْبَةٌ أَيضاً.

  ونَهْرُ نابٍ: في نواحِي دُجيْل قُرْب أَوَانَى، مقصوراً، ببَغْدادَ.

  ومن المَجَاز: النّابُ: سَيِّدُ القَوْمِ وكَبيرُهُم، جمعُه أَنْيَابٌ، وأَنشد أَبو بَكْرٍ قولَ جَمِيل:

  رَمَى اللهُ في عَيْنيْ بُثَيْنَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أَنْيَابِهَا بالقَوَادِحِ⁣(⁣٣)

  قال: أَنْيَابُها: ساداتُها، أَي: رَمَى اللهُ بالهَلاكِ والفَسَاد في أَنْيَاب قومِها وساداتِهَا، إِذْ حالُوا بينَها وبين زِيارَتي.

  وقالت الكِنْدِيَّةُ تَرْثِي إِخْوَتَها:

  هَوَتْ أُمُّهُمْ ما ذَامُهُمْ⁣(⁣٤) يَوْمَ صُرِّعُوا ... بِبَيْسَانَ من أَنْيَابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا

  والأَنْيَبُ: الغَلِيظُ النّابِ، لا يَضْغَم شَيْئاً إِلّا كَسَره، عن ثعلب؛ وأَنشد:

  فقلْت: تَعَلّمْ أَنَّنِي غَيْرُ نائِمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ أَنْيَبَا

  ونِبْتُهُ، كخِفْتُه: أَصَبْتُ نابَهُ، وكذا نابَهُ يَنِيبُهُ.

  ونَيَّبَ السَّهْمَ، بالتَّشديد: عَجَمَ عُودَهُ.

  ويُقَال: ظَفَّرَ فيه السَّبُع⁣(⁣٥).

  ونَيَّبَ: أَثَّرَ فيهِ بِنابِه، وفي حديث زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ: «أَنَّ ذِئْباً نَيَّبَ في شاةٍ، فذَبَحُوها» أَي: أَنْشَبَ أَنْيابَهُ فيها وقال اللِّحْيَانيّ: نَيَّبَتِ النّاقَةُ: هَرِمَتْ، وهي مُنَيِّبٌ. وفي الأَساس: صارتْ ناباً.

  ونَيَّبَ النَّبْتُ: خَرَجَتْ أَرُومَتُه، كَتَنَيَّبَ، وكذلك الشَّيْبُ. قال ابن سِيدَهْ: وأُراه على التَّشْبِيه بالنّاب؛ قال مُضْرِّسٌ:

  فقالَتْ: أَمَا يَنْهَاكَ عن تَبَعِ الصِّبَا ... مَعالِيكَ والشَّيبُ الّذي قد تَنَيَّبا

  وذو الأَنْيَابِ: لَقَبُ قَيْسِ بْن مَعْدِيكَرِبَ بْنِ عمرِو بْنِ السِّمْط.

  وأَيضاً: لَقَبُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْد وُدٍّ العامِريّ الصَّحَابيّ، رَضِيَ الله تعَالَى عَنْهُ، أُمُّه حُبَّى بنت قَيْسٍ الخُزَاعِيَّة. وكنْيَتُه أَبو يَزِيدَ، أَحدُ أَشرافِ قرَيْشٍ وخُطبائِهم، وكانَ أَعْلَمَ الشّفةِ. كذا في المعجم.

  وممّا يُسْتَدْرَك عليهِ: نُيُوبٌ نُيَّبٌ، على المُبَالغة، قال:

  مَجُوبَةٌ جَوْبَ الرَّحَى لم تُثْقَبِ ... تَعَضُّ مِنها بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ


(١) في الأصل «تلايم».

(٢) في إحدى نسخ القاموس: والد ليلى.

(٣) في المطبوعة الكويتية «بثيبة» تصحيف.

(٤) عن اللسان، وفي الأصل «ما دأبهم».

(٥) في الأساس: وظفر فيه السبع ونيّب: أنشب فيه ظفره ونابه.