تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وأب]:

صفحة 460 - الجزء 2

  واستعار بعضهم الأَنيابَ لِلشَّرّ وأَنشدَ:

  أَفِرُّ حِذَارَ الشَّرّ والشَرُّ تَارِكِي ... وأَطْعُنُ في أَنْيَابِهِ وهُوَ كالِحُ

  ومن المَجَاز: عَضَّتْهُ أَنيابُ الدَّهْرِ ونُيُوبُهُ.

  وظَفَّرَ فلانٌ في كذا، ونَيَّبَ: نَشِبَ فيه، كذا في الأَساس.

فصل الواو

  [وأب]: الوَأْب، بالفتح قال شيخنا: ذِكْرُ الفتح مُسْتَدْرَكٌ: الضَّخْمُ، والواسِعُ من القِدَاح. يقال: قَدَحٌ وَأْبٌ، أَي: ضَخْمٌ واسع، وكذلك إِناءٌ وَأْبٌ، والجمع أَوْآبٌ.

  والوَأْبُ مِنَ الحَوافِرِ: الشَّدِيدُ، مُنْضَمُّ السَّنَابِك، الخَفِيفُ. قال الأَزهريّ: وَأْبَ الحافِرُ يَئِبُ⁣(⁣١) وَأَبَةً: إِذا انضَمَّتْ سَنابِكُهُ. وإِنّهُ لَوَأْبُ الحوَافرِ. وحافِرٌ وأْبٌ: حَفِيظٌ، أَو الوَأْبُ: الحافِرُ المُقَعَّبُ، الكَثِيرُ الأَخْذِ من الأَرْض، وعليه اقتصر الجوْهرِيّ.

  وقَدَحٌ وَأْبٌ: ضَخْمٌ، مُقَعَّبٌ، واسِعٌ وأَنشد لِأَبِي النَّجْم العِجْلِيّ:

  بِكلِّ وَأْبٍ لِلْحَصَى رَضّاحِ ... لَيْسَ بِمُصْطَرٍّ ولا فِرْشاحِ

  أَو الوَأْبُ: الجَيِّدُ القَدْرِ. وفي التّهْذيب: حافرٌ وَأْبٌ: إِذا كانَ قَدْراً، لا واسِعاً عريضاً، ولا مَصْرُوراً.

  والوَأْب: الاسْتِحْيَاءُ، والانْقِباضُ. وقد وَأَبَ يَئِبُ، كوَعَدَ يَعِدُ، وَأْباً، وإِبةً بالكسر، كعِدَة.

  ويقال: الوَأْبُ: البَعِيرُ العَظِيم.

  وناقَةٌ وأْبةٌ، بِهاءٍ: قَصِيرةٌ عَرِيضة، وكذلك المرأَة.

  والوَأْبَة أَيضاً: النُّقْرَة في الصَّخْرَةِ، تُمْسِك الماءَ، ومثله في الصَّحاح.

  والوَأْبَةُ مِنَ الآبارِ: الواسِعَةُ، البَعِيدَةُ؛ أَو هي البعِيدَةُ القَعْرِ فَقَطْ. كذا في لسان العرب. والمُوئِبَاتُ، مثالُ المُوعِبَات⁣(⁣٢): المُخْزِيات.

  وَوأبَ منْهُ، واتَّأَبَ: خَزِيَ، واسْتَحَيَا.

  وأَوْأَبَهُ، فَعَلَ به فِعْلاً يُسْتَحْيَا مِنْه وأَنشد شَمرٌ:

  وإِنّي لَكَيْءٌ عن المُوئِباتِ ... إِذا ما الرَّطِئُ انْمَأَى مَرْثَؤُهْ

  الرَّطِئُ: الأَحْمَق، ومَرْثؤهُ: حُمْقه.

  أَو أَوْأَبَهُ: أَغْضَبَهُ، ويأْتِي ثُلاثِيُّه قريباً.

  أَو أَوْأَبَهُ: إِذا رَدَّهُ بِخِزْيٍ عن حاجتِهِ، كذا في النُّسَخِ.

  والَّذِي في تهذيب الأَفعال: عن صاحِبه، وهي نسخة قديمة موثوقٌ بها كأَتْأَبه⁣(⁣٣): رَدَّهُ بخزْيٍ وعارٍ. والتّاءُ في ذلك بدل من الواو.

  والإِبَة، كعِدَةٍ: العَارُ⁣(⁣٤)، قاله أَبو عُبَيدٍ، يقال: نَكَحَ فُلانٌ في إِبَةٍ. قال الجوهريُّ: هو العارُ، وما يُسْتَحْيَا منه، والهاءُ عِوَضٌ عن الواو. قال ذو الرُّمَّة:

  إِذا المَرَئِيُّ شَبَّ له بَنَاتٌ ... عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَةً وعَارَا

  والتُّؤْبَة⁣(⁣٥) والمَوْئِبَة: كلُّه الخِزْيُ والعَارُ، والحَيَاءُ، والانقباضُ. قال أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانيُّ: التُّؤَبَةُ: الاستِحياءُ وأَصلهَا وُأَبَةٌ، مأْخوذٌ من الإِبَةِ، وهي العَيْبُ. قال أَبو عمرٍو: تَغَذَّى عندي أَعرابيٌّ فصيحٌ، من بني أَسَد، فلمَّا⁣(⁣٦) رفعَ يدَه، قلتُ له: ازْدَدْ. فقال: واللهِ ما طَعامُك، يا أَبا عَمرٍو، بذي تُؤَبَةٍ أَي: بطعامٍ يُستَحْيَا من أَكْله، وأَصل التّاءِ واوٌ.

  وقد اتَّأَبَ الرَّجُل من الشَّيْءِ، فهو مُتَّئِبٌ: إِذا خَزِيَ واسْتَحْيَا، وهو افتعل من وَأَبَ، كاتَّعَدَ من وَعَدَ، ثم وَقَعَ الإِبْدَال والإِدْغَام، وهذا لازمٌ، والّذي سبقَ مُتعدٍّ. قال الأَعْشَى يَمدَح هَوْذَةَ بْنَ عليٍّ الحَنَفِيّ:


(١) اللسان: يأَب.

(٢) كذا بالأصل والصحاح، وفي اللسان: الموغبات.

(٣) في القاموس: كاتَّأبَه ضبط قلم.

(٤) في اللسان عن أبي عبيد: العيبُ.

(٥) الصحاح واللسان: تُؤَبَة ضبط قلم.

(٦) الصحاح: «ثم رفع ... فقلت ..».