تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عظي]:

صفحة 687 - الجزء 19

  والعَفْوُ: الفَضْلُ؛ وبه فسِّرَ قوْلُه تعالى: {خُذِ الْعَفْوَ}⁣(⁣١)؛ وقيلَ: ما أَتَى بلا مَسْأَلَةٍ ولا كُلْفَة والمَعْنى أَقْبَلِ المَيْسُورَ من أَخْلاقِ الناسِ ولا تَسْتَقْصِ عليهم فيَسْتَقْصُوا عليك فيَتَولَّدُ منه البَغْضاءُ والعَداوَةُ.

  وقولُه تعالى: {قُلِ الْعَفْوَ}⁣(⁣٢)، أَي الكَثْرَة والفَضْلَ، أُمِرُوا أن يُنْفِقُوا الفَضْلَ إلى أَنْ فُرِضَتِ الزَّكاةُ.

  والعَفْوُ: المَعْروفُ.

  والعَفْوُ من الماءِ: ما فَضَلَ عن الشَّارِبَةِ وأُخِذَ بِلا كُلْفةٍ ولا مُزاحَمَةٍ.

  والعَفْوُ مِن البِلادِ: ما لا أَثَرَ لأَحَدٍ فيها بمِلْكٍ.

  وفي الصِّحاح: هي الأرضُ الغُفْل لم تُوطَأْ وليسَتْ بها آثارٌ؛ وقالَ الأخْطَلُ:

  قَبيلةٌ كشِراكِ النَّعْلِ دارِجةٌ ... إنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لم يُوجَدْ لهم أَثَرُ⁣(⁣٣)

  والعَفْوُ: وَلَدُ الحِمارِ، ويُثَلَّثُ، نقلَهُ الجوهريُّ؛ كالعَفا، بالقَصْرِ، فيهما أَي في الجَحْشِ وفي البِلادِ، ومنه الحديثُ: «ويَرْعَوْنَ عَفاها»؛ والعَفا بِمعْنَى الجَحْشِ يُرْوَى فيه الكَسْرُ أَيْضاً؛ وبهما رُوِي ما أَنْشَده المُفَضَّل لحَنْظَلَةَ بنِ شَرْقيِّ:

  بِضَرْبٍ يُزِيلُ الهامَ عن سَكناتِهِ ... وطَعْنٍ كتَشْهاقِ العَفَا هَمَّ بالنَّهْقِ⁣(⁣٤)

  ج عَفْوَةٌ، هكذا في النُّسخ بفَتْحٍ فسكونٍ وهو غَلَطٌ والصَّوابُ عِفَوةٌ بكسْرٍ ففتحٍ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وليسَ في الكَلامِ واوٌ مُتَحرِّكةٌ بعدَ فَتْحة في آخِرِ البِناءِ غَيْرِ هذه. وعِفاءٌ بكسْرٍ مَمْدود، نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً؛ وأعْفاءٌ، كذلكَ نقلَهُ ابنُ سِيدَه أَيْضاً وأَغْفَلَهُ المصنِّفُ.

  والعَفْوَةُ: الدِّيَّةُ لأنَّهُ بها يَحْصَل العَفْو من أَوْلياءِ المَقْتولِ.

  ورجُلٌ عَفُوٌّ عن الذَّنْبِ، كعَدُوِّ، أَي عافٍ.

  وفي الصِّحاح: العَفُوُّ على فَعُولٍ: الكَثيرُ العَفْوِ وهو مِن أَسْمائِهِ جلَّ وعزَّ.

  وأَعْفاهُ مِن الأمْرِ: أَي بَرَّأَهُ.

  وعَفَتِ الإِبِلُ المَرْعَى تَعْفُوه عَفْواً: تَنَاوَلَتْهُ قرِيباً.

  وعَفا شَعَرُ ظَهْرِ البَعيرِ: إذا كَثُرَ وطالَ فغَطَّى دُبُرَهُ؛ وقولُ الشاعرِ:

  هلَّا سَأَلْت إذا الكَواكِبُ أَخْلَفَتْ ... وعَفَتْ مَطِيَّة طالبِ الأَنْسابِ

  معْنَى عَفَتْ أَي لم يَجِدْ أحدٌ كَرِيماً يرحَلُ إليهِ فعَطَّل مَطِيَّتَه فسَمِنَتْ وكَثُرَ وَبَرُها.

  وقد عَفَّيْتُهُ، بالتَّشْديدِ، وأَعْفَيْتُهُ. يقالُ: عَضُّوا ظَهْرَ هذا الجَمَل، أَي ورّعوه⁣(⁣٥) حتى يَسْمَنَ.

  وعَفا أَثَرُهُ عَفاءً، كسَحابٍ، هَلَكَ، كأَنَّه قَصَد هو البلى.

  وعَفا الماءُ: لم يَطَأْهُ ما يُكَدِّرُهُ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.

  وعَفا عليه في العِلْمِ: إذا زادَ عليه فيه؛ وكذا في الجَرْيِ.

  وعَفَتِ الأرضُ: غَطَّاها النَّباتُ.

  وعَفا الصُّوفَ: إذا وفرَهُ ثم جَزَّهُ.

  والعافِي: الرَّائِدُ للمَعْروفِ أَو الكَلأ.

  وأَيْضاً: الوارِدُ على الماءِ، وقد عَفاهُ إذا أَتاهُ ووَرَدَ عليه.

  وأَيْضاً: الطَّويلُ الشَّعَرِ؛ نقلَهُ الجوهريُّ.


(١) سورة الأعراف، الآية ١٩٩.

(٢) سورة البقرة الآية، ٢١٩.

(٣) ديوانه ص ٢٩٨ والصحاح وفي التهذيب واللسان والمقاييس ٤/ ٥٨: «لا يوجد» قال ابن بري: والذي في شعره:

إن يهبطوا عفو أرضٍ لا ترى أثراً

(٤) اللسان والصحاح، والمقاييس ٤/ ٥٩ وعجزه في التهذيب بدون نسبة فيهما.

(٥) في اللسان: «دعوه» وفي التهذيب: «ودِّعوه».