تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غذي]:

صفحة 12 - الجزء 20

  وقَوْسٌ مَغْرُوَّةٌ ومَغْرِيَّةٌ أَيْضاً حَكَاها ابنُ السِّكِّيت، كما في الصِّحاح.

  قالَ ابنُ سِيدَه: بُنِيَتِ الأخيرَةُ على غَرَيْت، وإلا فأصْلُه الواو.

  وغَرِيَ به، كرَضِيَ غَراً، مَقْصورٌ، عن أبي الخطَّاب، وغِراءً، ككِساءٍ، وضَبَطَه في المُحْكم كسَحابٍ، وجَعَلَه الجَوْهرِي اسْماً، أُولِعَ به ولَزِمَه من حيثُ لا يَحْملُه عليه حامِلٌ، فهو غَرٍ بِهِ مَنْقوصٌ، كأُغْرِيَ به وغُرِّيَ، مضمُومَتَيْنِ، الأخيرَةُ مُشدَّدَة⁣(⁣١)، كما هو نَصُّ المُحْكم.

  وغَرِيَ الغَدِيرُ: بَرَدَ ماؤُه، هكذا في سائِرِ النسخِ والصَّوابُ: غَرِيَ العِدُّ بَرَدَ، كما هو نَصُّ المُحْكم، وأَنْشَدَ لِعَمْرِو بنِ كُلْثوم:

  كأَنَّ مُتُونَهُنَّ مُتُونُ عِدِّ ... تُصَفِّقُه الرِّياحُ إذا غَرِينا⁣(⁣٢)

  وأَغْراهُ به، لا غَيْر، أَي لا يقالُ فيه غَراهُ به، والاسْمُ الغَرْوَى: أَي ولَّعُه به فهو مُغْرًى به، ومنه إغْراءُ الكَلْبِ بالصَّيْدِ.

  ومِن المجازِ: أغْرَى بَيْنَهم العَداوَةَ والبَغْضاءَ، والاسْمُ الغَراةُ، كما في الصِّحاح، أي أَلْقاها كأَنَّه أَلْزَقَها بهم.

  والغَرَا، كالعَصَا، ما طُلِيَ به، عن شَمِرٍ، أَو لُصِّقَ به، كما في الصِّحاح، وهو مَعْمولٌ من الجُلُودِ، كما في المِصْباح.

  أَو شيءٌ يُسْتَخْرَجُ من السَّمَكِ، كالغِراءِ، ككِساءِ، إذا فَتَحْته قَصَرْت، وإذا كَسَرْته مَدَدْتَ.

  قالَ شَمِرٌ: الغِراءُ، مَمْدودٌ، الطّلاءُ الذي يُطْلَى به، ويقالُ: إِنَّه الغَرا بفَتْح الغَيْن مَقْصورٌ.

  وقالَ أَبو حَنِيفَةَ: قوْمٌ يَفْتحونَ الغَرَاء فيَقْصُرُونَه وليسَتْ بالجَيِّدَةِ. والغَرَا: ولَدُ البَقَرةِ، وخَصَّ بعضٌ بالوَحْشِيَّةِ، تَثْنِيَتُه غَرَوانِ، والجَمْعُ أَغْراءٌ، ويُرْسَمُ بالألِفِ.

  ويقالُ للحُوارِ أَوَّل ما يُولَدُ: غَراً أَيْضاً.

  وقيلَ: هو الوَلَدُ الرَّطْبُ جِدّاً.

  وقيلَ: كُلُّ مَوْلودٍ غَراً حتى يَشْتَدَّ لَحْمه.

  يقالُ: أيُكلِّمُني وهو غَراً.

  والغَرَا: المَهْزُولُ جِدًّا، على التَّشْبيهِ.

  كالغَراةِ، ومنه الحديثُ: «لا تَذْبَحُوه غَرَاةً حتى يَكْبَرَ» ج أغْراءٌ.

  والغَرَا: الحُسْنُ، ومنه الغَرِيُّ، كَغَنِيٍّ: الحَسَنُ الوَجْهِ مِنَّا، والحَسَنُ مِن غيرِنا.

  والغَرِيُّ: البِناءُ الجَيِّدُ الحَسَنُ.

  ومنه الغَرِيَّانِ: وهُما بِناءان مَشْهورانِ بالكوفةِ عنْدَ الثَّوِيَّة حيثُ قَبْر أَمِيرِ المُؤْمِنِين عليّ، ¥، زَعَمُوا أنَّهما بَناهُما بعضُ مُلوكِ الحِيرَةِ، قالَهُ نَصْر، وفيهما يقولُ الشاعِرُ:

  لو كانَ شيءٌ لَهُ أَلَّا يَبِيدَ على ... طُولِ الزَّمانِ لَمَا بادَ الغَريَّانِ⁣(⁣٣)

  وقالَ الجَوْهرِي: هُما بِناءانِ طَوِيلانِ يقالُ هُما قَبْرا مالِكٍ وعَقِيلٍ نَدِيمَي جَذيمَةَ الأبْرش، وسُمَّيا غَريَّيْن لأنَّ النُّعْمانَ بن المُنْذرِ كانَ يُغَرِّيهما بدَمِ مَنْ يَقْتُله إذا خَرَجَ في يَوْم بُؤْسِه، فسِياقُ الجَوْهرِي يَقْتَضِي أنَّهما سُمِّيا بالتَّغْرِيَةِ وهو الإلْصاقُ.

  وسِياقُ المصنِّف أنَّه مِن الحُسْنِ.

  ولا غَرْوَ ولا غَرْوَى، وعلى الأوَّل اقْتَصَرَ الجَوْهرِي، أَي لا عَجَبَ.

  وفي الصِّحاح: أَي ليسَ بعَجَبٍ.

  ورجلٌ غِراءٌ، ككِساءٍ: لا دابَّةَ له، ومنه قولُ أَبي نُخَيْلة السَّعْدي:


(١) في القاموس بالتخفيف.

(٢) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٧٢ برواية:

كأن متونهن متون غدر ... تصفقها الرياح إذا جرينا

والمثبت كرواية اللسان.

(٣) معجم البلدان: «الغربان» ونسبه لمعن بن زائدة. وفي اللسان بدون نسبة.