تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الواو والياء

صفحة 13 - الجزء 20

  بَلْ لَفَظَتْ كلَّ غِراءٍ معصم⁣(⁣١)

  وغارَى بينَ الشيئينِ غِراءً: وَالَى، حكَاهُ أَبو عبيدٍ عن خالِدِ بنِ كُلْثوم، ومنه قولُ كثيِّرٍ:

  إذا قُلتُ: أَسْلُو فاضَتِ العَيْنُ بالبُكى ... غِراءً ومَدَّتها مَدامِعُ حُفَّلُ⁣(⁣٢)

  قالَ: وقالَ أَبو عُبيدَةَ: هي فاعَلَت من غَرِيت بالشيءِ أَغْرَى به، كذا في الصِّحاح.

  وغارَى فُلاناً يُغارِيه مُغارَاةً وغِراءً: لاجَّهُ، عن أَبي الهَيْثمِ وأَنْكَرَ غَرِيَ بِه غِرَاءً.

  والتَّغْرِيَةُ: التَّطْلِيَةُ. يقالُ: مَطْلِيٌّ مُغَرَّى، بالتَّشْديدِ.

  والغُراوَى، كالرُّغامَى: الرَّغْوَةُ، ج غَراوي، بالفَتْح، وكأَنَّه مَقْلوبٌ منه، فإنَّه تقدَّمَ له الرَّغاوى الرَّغْوَة وجَمْعُه بالفَتْح.

  وغَرِيَّةٌ، كغَنِيَّةِ: ع بحَوْرَانَ⁣(⁣٣).

  وأَيْضاً: مَوْضِعٌ قُرْبَ فيد بَيْنهما مَسافَةُ يَوْم، وثم ماءٌ يقالُ له غمر غَرِيَّة، ويقالُ هو بالزَّاي.

  وغَرِيَّةٌ، كسُمَيَّة: ماءٌ لغَنِيٍّ قُرْبَ جَبَلَة وهو أَغْزَرُ ماءٍ لهم.

  وغُرَيٌّ، كسُمَيٍّ: ماءٌ قُرْبَ أجأَ لطَيِّئٍ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  الغَرِيُّ، كغَنِيٍّ: صِبْغٌ أَحْمَر كأنَّه يُغْرِي قالَ الشاعِرُ:

  كأنَّما جَبِينُه غَرِيُّ

  وأَيْضاً: اسْمُ صَنَمٍ كانَ يُطْلَى به ويُذْبَح عليه. ومَشْهَدُ الغَرِيّ: بالعِرَاقِ.

  والغَرِيَّانِ: خَيَالانِ مِن أَخْيِلَةِ حمَى فَيْد يَطَؤُهُما طَرِيقُ الحاجِّ بَيْنهما وبينَ فَيْد سِتَّةَ عَشَرَ مِيلاً، ومنه قولُ خطام المُجاشِعِيّ:

  أَهَلْ عَرَفْتَ الدارَ بالغَرِيَّيْنْ ... وصالِياتٍ كَكَما يُؤَثْفَيْنْ⁣(⁣٤)

  والغَرِيُّ، كغَنِيٍّ: موضِعٌ، ومنه قولُ الشاعِرِ:

  وبَقْلٌ بأَكْنافِ الغَرِيِّ تُؤَانُ⁣(⁣٥)

  أَرادَ: تُؤَامُ فأَبْدَلَ.

  والغَرْوُ: مَوْضِعٌ آخَرُ.

  وفي المَثَلِ: أَدْرِكْنِي ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْنِ، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن.

  وقالَ ثَعْلبٌ: أَدْرِكْني بسَهْمٍ أَو برُمْحٍ، كذا في الصِّحاحِ، والقَوْلُ الأوَّل هو الذي ذَكَرَه أَبو عليٍّ في البصريات.

  ويقالُ أَيْضاً: أَنْزِلْني ولو بأَحَدِ المَغْرُوَّيْن، أَي بأَحَدِ السَّهْمَيْن، وأَصْلُه أَنَّ رجُلاً رَكِبَ بَعِيراً فَتَقَحَّمَ به فاسْتغاثَ بصاحِبٍ له معه سَهْمانِ فقالَ ذلكَ.

  والغَرَا: الغِرْسُ يَنْزلُ مع الصَّبيّ.

  وغَرَيْت السَّهْمَ: مثْلُ غَرَوْته.

  وغِرْيان، بالكسْر أَو بالفَتْح: كُورَةٌ بالمَغْرِبِ مِن أَعْمالِ طَرَابُلُس ينْبتُ بها الزَّعْفران، منها: عبدُ الرحمنِ بنُ أَحمدَ ابنِ محمدِ بنِ أَبي القاسِمِ الغَرْيانيُّ أَحَدُ الفُضَلاءِ بتُونس، وكانَ أَبوهُ قاضِياً بطَرَابُلُس، قالَهُ الحافِظُ.

  ونفيسُ بنُ عبدِ الرحمنِ الغَرَوِيُّ سَمِعَ ابنَ قدامَةَ،


(١) اللسان وفيه: «معظم» بدل: «معصم».

(٢) ديوانه ص ٢٥٥ واللسان والصحاح والتهذيب والتكملة قال الصاغاني: والبيت مغير الاول، والآخر مداخل، والرواية:

إذا قيل: مهلاً غارت العين بالبكا ... غراء ومدتها مدامع بهلُ

وقبله:

محاجرها السفلى نهال فريغة ... وأرجاؤها العليا حواشك حفلُ

(٣) في ياقوت: قرية من أعمال زرع من نواحي حوران.

(٤) الصحاح واللسان وبينهما:

لم يبق من آي بها بحلين ... غير حُطام ورماد كنفين

والتكملة، قال الصاغاني: والمشطور الثاني لخطام الريح والمشطور الاول ليس في رجزه، وإنما هو للكميت، والرواية: هل تعرف المنزل.

(٥) اللسان وصدره:

أغرك يا موصول منها ثمالةُ