تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الغين المعجمة مع الواو والياء

صفحة 24 - الجزء 20

  تَوَسَّطَها غالٍ عَتِيقٌ وزانَها ... مُعَرّسُ مَهْرِيِّ بهِ الذَّيْلُ يَلْمَعُ⁣(⁣١)

  أَي شَحْمٌ عتيقٌ في سنامِها.

  وغَلَا بالجارِيَةِ والغُلامِ، عَظْمٌ غُلُوًّا: وذلكَ في سُرْعةِ شَبابِهِما، قالَ أَبو وَجْزَةَ:

  خُمْصانه قَلِق مُوَشَّحُها ... رُؤْد الشَّباب غَلا بِها عَظْمُ⁣(⁣٢)

  والغَلاءُ، كسَماءٍ: سَمَكٌ قصِيرٌ نحو شبْرٍ، ج أَغْلِيَةٌ.

  والغَلْوَى، كسَكْرَى: الغالِيَةُ، وبه فُسِّر قولُ عَدِيِّ بنِ زيْدٍ:

  يَنْفَحُ من أرْدانِها المِسْكُ والعَنْ ... بَرُ والغَلْوَى ولُبْنى قَفُوصْ⁣(⁣٣)

  وأَما اسْمُ الفَرَسِ فبالْمُهْمِلةِ وغَلِطَ الجَوْهرِيُّ.

  * قُلْت: وهذا مِن أَغْرَب ما يكونُ، فإنَّ الجوْهرِيَّ، ¦، ما ذَكَره إلَّا في المُهْملةِ، وأَما هُنا فإنَّه ليسَ له ذِكْرٌ في كتابِهِ مُطْلقاً، قالَ في المُهْمِلةِ بَعْدَ ما ذَكَرَ المعلى: وعَلْوَى اسْمُ فَرَسٍ آخَر، وتَبِعَه المصنِّفُ هناكَ، وأَمَّا بالمعْجمةِ فإِنَّما ذَكَرَه ابنُ دُرَيْدٍ وكأَنَّه أَرادَ أَنْ يقولَ: وغَلِطَ ابنُ دُرَيْدٍ فرجَّعهَ للجَوْهرِي فتأَمَّل ذلكَ.

  وتَغالَى النَّبْتُ: ارْتَفَعَ، هكذا في سائِرِ النسخِ وسَيَأْتي له قرِيباً والنَّبْت الْتَفَّ، فهو تِكْرارٌ.

  وفي المُحْكم: ارْتَفَعَ وطالَ.

  وفي الصِّحاح: تَغالَى لَحْمُ النَّاقَةِ: أَي ارْتَفَعَ وذَهَبَ، قالَ لَبيدٌ:

  فإِذا تَغالَى لَحْمُها وتحَسَّرَتْ ... وتقطَّعت بعدَ الكَلالِ خِدامُها⁣(⁣٤)

  ورَواهُ ثَعْلبٌ بالعَيْن المُهْملةِ، انتَهَى.

  وفي التَّهذيبِ: تَغالَى لَحْمُ الدابَّةِ: إذا تحَسَّر عنْدَ التَّضَمُّرِ⁣(⁣٥)، وتَغالَى لَحْمُها: ارْتَفَعَ وصارَ على رُؤُوسِ العِظامِ.

  وفي المُحْكم: وكلُّ ما ارْتَفَعَ فقد غَلَا وتَغالَى، وتَغالَى لَحْمُهُ: انْحَسَر عِنْدَ الضِّمارِ⁣(⁣٦): كأَنَّه ضدٌّ.

  وتَغالَى النَّبْتُ: الْتَفَّ وعَظُمَ، وهو الارْتِفاعُ بِعَيْنِه، كغَلَا، قالَ لَبيدٌ:

  فغَلَا فُرُوعُ الأَيْهُقانِ وأَطْفَلَتْ ... بالجَلْهَتَيْنِ ظِباؤُها ونَعامُها⁣(⁣٧)

  وأَغْلَى الكَرْمُ: الْتَفَّ وَرَقُه وكَثُرَتْ نَوامِيَه وطالَ.

  واغْلَوْلَى النَّبْتُ كَذلك.

  وأَغْلاهُ، أَي الكَرْمَ: خَفَّفَ من وَرَقِه ليَرْتَفِعَ ويَجُودَ.

  واغْتَلَى البَعيرُ: أَسْرَعَ وارْتَفَعَ فجاوَزَ حُسْنَ السَّيْرِ، وكذلكَ كلُّ دابَّةٍ.

  وفي الصِّحاح: الاغْتِلاءُ الإسْراعُ، وأَنْشَدَ:

  كَيْفَ تَراها تَغْتَلي يا شَرْجُ ... فقد سَهَجْناها فطَالَ السَّهْجُ؟⁣(⁣٨)

  وأَنْشَدَ الأَزْهرِي:

  فَهْي أَمامَ الفَرْقَدَيْن تَغْتَلي⁣(⁣٩)

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  غَلَتِ الدابَّةُ غُلُوًّا: ارْتَفَعَتْ فجاوَزَتْ حُسْنَ السَّيْرِ.

  وغَلَا بها عَظْمُ: إذا سَمِنَتْ.

  وغالَى في الصَّداقِ: أَغْلاهُ، ومنه قولُ عُمَر، رضِيَ


(١) اللسان والتهذيب والتكملة.

(٢) اللسان ونسبه للحارث بن خالد، وبدون نسبة في التهذيب.

(٣) اللسان والتكملة والتهذيب.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٦٨ برواية: «وإذا ...» والمثبت كرواية الصحاح واللسان والتهذيب والأساس.

(٥) في التهذيب: التضمير.

(٦) في اللسان: الضماد.

(٧) ديوانه ط بيروت ص ١٦٤ برواية: «فعلا» وبهامشه: ويروى «فغلا» فاعتم نور الأيهقان. والمثبت كرواية اللسان.

(٨) اللسان والصحاح.

(٩) اللسان والتهذيب بدون نسبة.