تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[غلى]:

صفحة 25 - الجزء 20

  اللهُ عنه: «أَلا لا تُغالوا في صُدُقاتِ النِّساء».

  وغَلا الشيءُ: ارْتَفَعَ، قالَ ذو الرُّمَّة:

  فما زالَ يَغْلُو حُبُّ مَيَّة عنْدَنا ... ويَزْدادُ حتى لم نَجِدْ ما نَزِيدُها⁣(⁣١)

  وغَالاهُ مُغالاةً: طاوَلَهُ.

  وقِتْرُ الغِلَاءَ، ككِساءٍ: اسْمُ سَهْمٍ للنبيِّ ، كانَ أَهْداهُ له يَكْسُومُ في سلاحٍ.

  وأَغْلَى الماءَ واللحْمَ: اشْتَراهُ بثَمنٍ غالٍ، عن ابنِ القطَّاع.

  وفي الصِّحاح: ويقالُ أَيْضاً: أَغْلَى باللّحْمِ، وأَنْشَدَ:

  كأَنَّها دُرَّة أَغْلَى التِّجارُ بها⁣(⁣٢)

  وأَغْلاهُ: وجَدَهُ غالِياً، أَو عَدَّهُ غالِياً، كاسْتَغْلاهُ.

  وقد تُسْتَعْملُ الغَلْوةُ في سِباقِ الخَيْل.

  والغُلُوُّ في القافِيَةِ: حَركَةُ الرَّوِيِّ الساكِنِ بَعْدَ تمامِ الوَزْنِ، والغالي: نونٌ زائِدَةٌ بعْدَ تلْكَ الحركَةِ، كقوْلِه عنْدَ مَنْ أَنْشَدَه هكذا:

  وقائِم الأعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقِنْ

  فحركَةُ القافِ هي الغُلُوُّ، والنونُ بعْدَ ذلكَ الغالي، وهو عنْدَهُم أَفْحشُ من التَّعدِّي، قالَهُ ابنُ سِيدَه.

  وناقَةُ مِغْلاةُ الوَهَقِ: تَغْتَلِي إذا تَواهَقَتْ أَخْفَافُها، قالَ رُؤْبَة:

  تَنَشَّطَتْه كلُّ مِغْلاةِ الوَهَقْ⁣(⁣٣)

  ومِن الغلو: أَبو الغمرِ الغالِي: شاعِرٌ، ومحمدُ بنُ غالِي الدّمْياطِي عن النَّجِيبِ الحرَّاني، وغالِي بنُ وُهَيْبَةَ بكفر بَطْنا، سَمِعَ من أَبي⁣(⁣٤) مشرفٍ. والمغلواني: مَنْ يَبيعُ الشيءَ غالِياً أَبَداً، عامِّيّة.

  وغِلِي: كأَنَّه أَمْرٌ مِن وَغَلَ يَغِلُّ: اسْمُ رجُل، وهو أَخُو مُنَبه والحارِثِ وسَحْبان⁣(⁣٥) وشِمْران وهِفَّان. ويقالُ لجمِيعِهِم: جَنْب⁣(⁣٦).

  [غلى]: ي غَلَتِ القِدْرُ تَغْلِي غَلْياً، بالفَتْح، وغَلَياناً، محرَّكةً، ولا يقالُ غَلِيتْ، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لأَبي الأسْودِ الدُّؤَلي:

  ولا أَقُولُ لقِدْرِ القَوْمِ قدْ غَلِيتْ ... ولا أَقولُ لبابِ الدَّارِ مَغْلُوقُ⁣(⁣٧)

  أَي أَنِّي فصِيحٌ لا أَلْحَنُ. والمصنِّفُ تَركَ هذه اللغَةَ، وقد ذَكَرها غَيْرُ واحِدٍ إِلَّا أَنَّها مَرْجوحةٌ، إلَّا أَنَّ المصنِّفَ لم يَلْتزمْ في كتابِهِ الرَّاجحَ والفَصِيحَ.

  قالَ شيْخُنا: ومنهم مَنْ فَسَّر بيتَ أَبي الأَسْود بالنَّزاهَةِ عن التَّعَرّض لأبوابِ الناسِ.

  وقالَ الصَّاغاني: لم أَجِدْه في شِعْر أَبي الأَسْودِ.

  وأَغْلاها وغَلَّاها، بالتَّشْديدِ، وعلى الأُوْلى اقْتَصَرَ الجَوْهرِي.

  قالَ ابنُ دُرَيْدٍ: في بعضِ كَلامِ الأوَائِل أَنَّ ماءً وغَلَّه.

  والغالِيَةُ: طِيبٌ م مَعْروفٌ، أَوَّلُ مَنْ سَمَّاها بذلكَ سُلَيْمانُ بنُ عبدِ الملِكِ، كما في الصِّحاح، وإِنَّما سُمِّيَت لأنَّها أَخْلاطٌ تُغْلَى على النَّارِ مع بعضِها.

  وقالَ عبدُ القادِرِ البَغْدادِي في بعضِ مسودَّاتِه: هي ضَرْبٌ مِن الطّيبِ سَمَّاه به مُعاوِيَةُ وذلك أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ جَعْفرٍ دَخَلَ عليه ورائِحَة الطِّيب تَفُوحُ منه فقالَ له: ما طِيبُك يا عَبْد اللهِ؟ فقالَ: مِسْكٌ وعَنْبرٌ جَمَعَ بَيْنهما دُهْنٌ بانٍ، فقالَ مُعاوِيَةُ: غالِيَةٌ، أَي ذاتُ ثمنٍ غالٍ، كذا في شرْحِ الحَماسَةِ للتَّبْريزِي، انتَهَى.


(١) ديوانه ص ١٦٥ واللسان والتهذيب.

(٢) اللسان والصحاح.

(٣) الصحاح واللسان وبعده:

مضبورة قرواء هرجاب فنق

(٤) في التبصير ٣/ ٨٩٢: ابن مشرف.

(٥) في جمهرة ابن حزم ص ٤١٣ «سنحان» وفي التكملة: «سيحان».

(٦) سموا جنب لأن هؤلاء الستة تحالفوا على ولد أخيهم صُداء، قاله ابن حزم.

(٧) اللسان والصحاح والتكملة، قال الصاغاني: ولم أجده في شعره.