تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فرى]:

صفحة 47 - الجزء 20

  ولأَنْتَ تَفْرِي ما خَلَقْتَ وبَعْ ... ضُ القَوْمِ يَخْلُقُ ثم لا يَفْرِي⁣(⁣١)

  مَعْناهُ: تُنَفِّذُ ما تَعْزِمُ عليه وتُقَدِّرُهُ، وهو مَثَلٌ.

  وفَرَى الكَذِبَ: اخْتَلَقَهُ، عن اللّيْثِ، كافْتَرَاهُ.

  وفي الصِّحاح: فَرَى فُلانٌ كَذِباً: خَلَقَهُ، وافْتَراهُ اخْتلَقَهُ.

  وقالَ الرَّاغبُ: اسْتُعْمِل الافْتِراءُ في القُرْآنِ في الكَذِبِ وللظُّلْمِ والشّركِ نَحْو قوْلِه تعالى: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً}⁣(⁣٢)، {... انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ}⁣(⁣٣)، {... وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ الْكَذِبَ}⁣(⁣٤).

  وفَرَى المَزَادَةَ فَرْياً: خَلَقَها وصَنَعَها، وأَنْشَدَ الجَوْهرِي لصريع الركبان:

  شَلَّتْ يَدَا فارِيةٍ فَرَتْها ... مَسْكَ شَبُوبٍ ثُمَّ وَفَّرَتْها

  لو كانتِ الساقِيَ أَصْغَرَتْها⁣(⁣٥)

  وفَرَى الأرضَ فَرْياً: سارَها وقَطَعَها، نقلَهُ الجَوْهرِي، وهو مجازٌ.

  وفَرِيَ الرّجُلُ، كَرَضِيَ، فَرًى، بالفَتْح مَقْصورٌ: تَحَيَّرَ ودُهِشَ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وقالَ الأصْمعي: فَرِيَ يَفْرَى إذا نَظَرَ فلمْ يَدْرِ ما يَصْنَع، نقلَهُ الأزْهرِي، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه للأعْلم الهُذَلي:

  وفَرِيتُ مِنْ فَزَعٍ فلا ... أَرْمِي ولا وَدَّعْتُ صاحِبْ⁣(⁣٦)

  وأَفْراهُ: أَصْلَحَهُ، أَو أَمَرَ بإصْلاحِهِ كأَنَّه رَفَعَ عنه ما لَحِقَه مِن آفَةِ الفَرْي وخَلَلِهِ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وتقدَّمَ عن الكِسائي والأصْمعي ما يُخالِفُ ذلكَ.

  وأَفْرَى فُلاناً: لامَهُ، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  والفَرْيَةُ، بالفَتْح: الجَلَبَةُ⁣(⁣٧)، عن ابنِ سِيدَه.

  والفِرْيَةُ، بالكسْرِ: الكذِبُ، وهو اسْمٌ مِن الافْتِراءِ، والجَمْعُ فِرًى كسِدْرَةٍ وسِدرٍ.

  والفَرِيُّ، كَغَنِيٍّ: الأمْرُ المُخْتَلَقُ المَصْنوعُ أَو العَظِيمُ، نَقَلَهُما الجَوْهرِي، أَو العَجِيبُ، نقلَهُ الراغبُ، وبكلِّ ذلكَ فُسِّر قولُه تعالى: {لَقَدْ جِئْتِ شَيْئاً فَرِيًّا}⁣(⁣٨).

  والفَرِيُّ: الواسِعَةُ الكَبِيرَةُ من الدِّلاءِ كأَنَّها شُقَّتْ كالفَرِيَّةِ، كغَنِيَّةٍ.

  والفَرِيُّ: الحَلِيبُ ساعَةَ يُحْلَبُ.

  وتَفَرَّى الأدِيمُ: انْشَقَّ، وهو مُطاوعُ أَفْرى، ومنه تَفَرَّى الليْلُ عن صُبْحِه، وهو مجازٌ.

  ومِن المجازِ: تَفَرَّتِ العَيْنُ، وكذا الأرضُ بالعَيْنِ⁣(⁣٩).

  كما هو نَصُّ الصِّحاح والأساسِ، أَي انْبَجَسَتْ.

  وفُرَيَّةُ بنُ ماطِلٍ، كسُمَيَّة، كأَنَّه مُصَغَّر فريةٍ، تابعِيٌّ رَوَى عن عُمَر، رضِيَ اللهُ تعالى عنه، له ذِكْرٌ.

  ويقالُ: هو يَفْرِي الفَرِيَّ، كغَنِيٍّ، أَي يَأْتي بالعَجَبِ في عَمَلِه، أَو في سَقْيهِ، هذه روايَةُ أبي عُبَيدٍ.

  ورَواهُ الخَلِيلُ: تَرَكْته يَفْري فَرْيَة، بالفتْحِ والتَّخْفِيفِ، وكانَ يقولُ: التَّشْديدُ غَلَطٌ. وفي الحديثِ: «فلم أَرَ


(١) البيت في اللسان والتهذيب منسوباً لزهير، وهو في ديوانه ط بيروت ص ٢٩ برواية: «فلأنت» وفي المقاييس ٤/ ٤٩٧ بدون نسبة.

(٢) سورة النساء، الآية ٤٨.

(٣) سورة النساء، الآية ٥٠.

(٤) سورة الصف، الآية ٧.

(٥) اللسان والصحاح والأول في التهذيب، والرجز في التكملة: قال الصاغاني: وفي هذا الإنشاد خلل بينته في صغر. وفي مادة صغر يقول بعد الشطر الأول: أربعة مشاطير وهي:

وعميت عين التي أرتها ... أساءت الخرز وأثجلتها

أعارت الإشفى وقدّرتها ... مسك ثبوب ثم وفرتها

لو كانت النازع أصغرتها

والرجز لصريع الركبان. واسمه جُعَل.

(٦) ديوان الهذليين ٢/ ٧٦ واللسان والتهذيب والمقاييس ٤/ ٤٩٧ وفيها: وقد ودّعت.

(٧) على هامش القاموس عن نسخة: الحَلْبَةُ.

(٨) سورة مريم، الآية ٢٧.

(٩) في الصحاح والأساس: بالعيون.