تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فسو]:

صفحة 48 - الجزء 20

  عَبْقرِيَّا يَفْرِي فَرِيَّه»، رُوِي بالوَجْهَيْن، قالَ أَبو عُبيدٍ: وأَنْشَدَنا الفرَّاءُ:

  قد أَطْعَمَتْني دَقَلاً حَوْلِيَّا ... قد كنت تَفْرِينَ به الفَريَّا⁣(⁣١)

  أَي كنتِ تُكْثِرِينَ فيه القوْلَ وتُعظِّمِينه.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  تَفَرَّى جِلْدُه: انْشَقَّ.

  وأَفْرَى الأَوْدَاجَ بالسَّيْفِ: شَقَّها.

  وحَكَى ابنُ الأعرابي وَحْدُه فَرَاها.

  وجِلْدٌ فَرِيٌّ، كغَنِيٍّ: مَشْقوقٌ، وكَذلكَ الفَرِيَّة.

  ورجُلٌ فَرِيٌّ، كغَنِيٍّ، ومِفْرًى كمِنبَرٍ: مُخْتَلقٌ، عن اللّحْياني.

  والفَرِيَّةُ: الأمْرُ العَظيمُ. وفي الحديثِ: «مَنْ أَفْرى الفِرَى»، أَفْرَى: أَفْعَل التَّفْضِيل مِن فَرَى يَفْرِي، والفِرَى: جَمْعُ فِرْيةٍ، أَي مَنْ أَكْذَب الكَذِباتِ.

  ويقولونَ: الفَرِيّ الفَرِيّ، كغَنِيٍّ فيهما، أَي العَجَلَةُ العَجَلَةُ، نقلَهُ الصَّاغاني.

  وأَفْرَى الجلَّةَ: شَقَّها وأَخْرَجَ ما فيها.

  والمَفْرِيَّةُ: المَزادَةُ المَعْمولَةُ المُصْلحة.

  وأَفْرَى الجُرْحَ: بَطَّه.

  وفَرَى البَرْقُ يَفْرِي فَرْياً: وهو تَلأْلُؤهُ ودَوامُه في السّماءِ.

  وفَراهُ يَفْرِيه: قَطَعَهُ بالهِجاءِ وقد يكنَى به عن المُبالغَةِ في القَتْلِ.

  وفُرِّيان: بالضمِ وكسْرِ الراءِ المُشدَّدةِ: بَلَدٌ بالمَغْربِ.

  أَو قَبيلَةٌ، منها: عبدُ اللهِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ الرحمنِ اللخميُّ التونسيُّ المالِكِيُّ ماتَ سَنَة ٨١٣، وابنُ عَمِّه محمدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الفريانيُّ ولِدَ سَنَة ٧٨٠، وسَمِعَ من مسندِ المَغْربِ أَبي الحَسَنِ البطرني بتُونُسَ.

  وفِرْيان، بالكسْرِ: جَدُّ أَبي بكْرٍ محمدِ بنِ عبدِ⁣(⁣٢) بنِ خالِدِ بنِ فِرْيان النخعيّ البلخيّ الفِرْيانيّ ثِقَةٌ حَدَّثَ ببَغْدادَ عن قتيبَةَ بنِ سعيدٍ وغيرِهِ.

  والفرا: الجَبَانُ.

  وأَيْضاً: العَجبُ⁣(⁣٣).

  [فسو]: وفَسَا فَسْواً، بالفتح، وفُسَاءٌ، كغُرابٍ: أَخْرَجَ رِيحاً من مَفْساهُ، أَي دُبُرِه، بِلا صَوْتٍ.

  وقيلَ: الفُساءُ: هو الاسْمُ.

  وهذا الذي عَبَّر به المصنِّفُ فيه تَطْويلٌ، ولو قالَ: مَعْروفٌ لكَفَى عنه.

  وهو فَسَّاءٌ، ككتَّانٍ، ومنه قيلَ لامْرأَةٍ: أَيُّ الرِّجالِ أَبْغَضُ إليك؟ قالت: العَثِنُ النَّوَّاءُ⁣(⁣٤) القَصِيرُ الفَسَّاءُ الذي يَضْحَك في بيتِ جارِهِ وإذا أَوَى بَيْته وَجَمَ.

  وفَسُوٌّ، كَعدُوٍّ، ومنه قولُ بعضِ العَرَبِ، أَبْغَضَ الشيوخِ إليَّ الأقْلَح الأمْلَح الحَسُوُّ الفَسُوُّ، أي كثيرُهُ.

  والفاسِياءُ والفاسِيَةُ: الخُنْفُساءُ، ومنه المَثَلُ: أَفْحَشُ من فاسِيَةٍ.

  وفَسَواتُ الضِّبَاعِ، بالتّحْريكِ: كَمْأَةٌ، قالَ أَبو حنيفَةَ: هي القَعْبَلُ من الكَمْأَةِ، ومِثْلُه في المِنْهاجِ، وقالَ: هو نَباتٌ كَرِيهُ الرَّائِحَةِ له رأْسٌ يُطْبَخُ ويُؤكَلُ باللبَنِ، فإذا يَبِسَ خَرَجَ منه مِثْلُ الوَرْس.

  وفي حديثِ شريحٍ: سُئِل عن الرّجُلِ يُطَلِّقُ المَرْأَةَ ثم يَرْتَجعها فيَكْتُمها رَجْعتها حتى تَنْقَضِي عِدَّتُها فقالَ: «ليسَ


(١) الرجز في اللسان منسوباً لزرارة بن صعب يخاطب العامرية وبينهما:

مسوساً مدوداً حجريّا

والثاني في المقاييس ٤/ ٤٩٧ بدون نسبة والصحاح.

(٢) في التبصير ٣/ ١١٠٨ عبد الله.

(٣) هنا موقع «مادة: فذو» التي استدركها الشارح قبل «فرى» وقد تركناها في موقعها وأشرنا إلى أنه الأصح أن تكون هنا قبل مادة «فسو».

(٤) في اللسان: النزَّاء.