تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فضو]:

صفحة 52 - الجزء 20

  والفِضاءُ، ككِساءٍ: الماءُ يَجْرِي على الأرضِ.

  وفي المُحْكم في الياءِ: الفَضْيةُ الماءُ المُسْتَنقِع، والجَمْعُ فِضاءٌ، مَمْدودٌ، عن كُراعٍ.

  وقالَ أبو عليٍّ القالِي في المَقْصورِ والمَمْدودِ: الفِضاءُ، كالحِساءِ، وهو ماءٌ يَجْري على وَجْهِ الأرضِ، واحِدَتُه فَضِيَّةٌ، ومنه قولُ الفَرَزْدق:

  فصَبَّحْن قَبْلَ الوَارِداتِ من القَطا ... ببَطْحاءَ ذِي قارٍ فِضاءً مُفَجَّرا⁣(⁣١)

  وأفْضَى المَرْأَةَ إفْضاءً: جامَعَها وجَعَل مَسْلُكَيْها مَسْلَكاً واحِداً، وذلكَ إذا انْقَطَعَ الحِتارُ الذي بينَ مَسْلَكَيْها، فهي مُفْضاةٌ، وهو مِن فَضَا المَكانُ يَفْضُو إذا اتَّسَعَ.

  ومِن الكِنايَةِ: أَفْضَى الرَّجُلُ إليها: إذا جامَعَها.

  قالَ الرَّاغِبُ: هو أَبْلَغ وأَقْرَبُ إلى التَّصْريحِ من قوْلِهم خَلا بها.

  قالَ ابنُ الأعْرابي: والإفْضاءُ في الحَقيقَةِ الانْتِهاءُ، ومنه: وقد أَفْضَى بعضُكُم إلى بعضٍ، أَي انتَهَى وأَوَى.

  أَو أَفْضَى بها: إذا خَلَا بها جامَعَ أَمْ لا، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  وأَفْضَى الساجِدُ بيدِه إِلى الأرضِ: مَسَّها برَاحَتِهِ⁣(⁣٢) في سُجُودِه، نقلَهُ الزَّمَخْشَري والجَوْهري.

  وقالَ أَبو عَمْرٍو: سَهْمٌ فَضاً، وهو في كتابِ أَبي عليٍّ بالياءِ، أَي واحِدٌ. ونَصّ أَبي عَمْرٍو: إذا كانَ مُنْفرداً ليسَ في الكنانَةِ غيرُهُ، نقلَهُ أبو عليٍّ القالِي.

  وبَقِيتُ فَضاً: أَي وَحْدِي مِن الأقْرانِ، نقلَهُ الأزْهريَّ.

  وقالَ أَبو الحَسَنِ الأخْفَش: أَي فَرْداً مِن إخْوتي وأَهْلي، وأَنْشَدَ لعبيدِ بنِ أَيُّوب:

  فأَصْبَحْت مِثْلَ الشمْسِ في قعْرِ جعْبَةٍ ... فضيا فضا قد طالَ فيها فَلافِلُه

  ومحمدٌ وخالِدٌ ابنا فَضاً: مُعَبِّرانِ بَصْرِيَّانِ، ومحمدٌ رَوَى عن أَبيهِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَفْضَى فلانٌ إلى فلانٍ: وَصَلَ.

  وأَفْضَى: صارَ إلى الفَضاءِ.

  وأَفْضَى إليه الأمْرُ: وَصَلَ إليه.

  وأَلْقَى ثَوْبَه فَضاً: لم يُودعْه.

  وأَمْرُهُم بَيْنهم فَضاً: أَي سَواءٌ.

  ومَتاعُهم فَوْضَى فَضاً: أَي مُشْترِكٌ، وهذا قد تقدَّم للمصنِّفِ في حَرْفِ الضادِ.

  وفي الصِّحاح: أَمْرُهُمْ فَضاً بَيْنهم: أَي لا أَميرَ عليهم، ومثْلُه لأَبي عليٍّ القالِي.

  والفاضِي، البارِزُ والخالِي والواسِعُ كالمُفْضَى.

  والفضوُّ: الخُلُوُّ.

  وأَفْضَى: إذا افْتَقَرَ، عن ابنِ الأعْرابي، كأَنَّه وَصَلَ إلى الأرضِ.

  والإفْضاءُ: أن تَسْقطَ الثَّنايا من تَحْت ومن فَوْق، عن ابنِ الأعْرابي، ومنه المُفْضاةُ والمُفْضَى: المُتَّسَعُ.

  وأَفْضَى بهم: بَلَغَ بهم مَكاناً واسِعاً.

  وترَكَ الأَمْرَ فَضاً: أَي غَيْر مُحْكَم.

  ويقولونَ: لا يُفْضِي اللهُ فاكَ، مِن أَفْضَيْت، وهكذا رُوِيَ حديثُ الدُّعاء للنابغَةِ، أَي لا يَجْعَله فَضاءً واسِعاً خالِياً، ومنه أَخَذَ ابنُ الأعرابي قوْلَه المتقدِّمَ.

  والفِضَى، بالكَسْر والفَتْح: جَمْعُ فَضْيةٍ للماءِ المُسْتَنقِع كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وبالفَتْحِ مِن بابِ حَلْقةٍ وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ، وبها رُوِي قولُ عدِيّ بنِ الرِّقاع:

  فأَوْرَدَها لمَّا انْجَلَى الليلُ أَوْ دَنا ... فَضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا

  وأَفْضَى إليه بالسرِّ: أعْمَلَهُ به، نقلَهُ الجَوْهري.

  وفَضَا الشَّجَرُ بالمَكانِ فُضُوًّا: كَثُرَ، عن ابن القطَّاع.


(١) ديوانه ٣٥٨ واللسان والأساس والتكملة.

(٢) في الصحاح: «بباطن راحته» وفي الأساس: بباطن كفّه.