[فضو]:
  والفِضاءُ، ككِساءٍ: الماءُ يَجْرِي على الأرضِ.
  وفي المُحْكم في الياءِ: الفَضْيةُ الماءُ المُسْتَنقِع، والجَمْعُ فِضاءٌ، مَمْدودٌ، عن كُراعٍ.
  وقالَ أبو عليٍّ القالِي في المَقْصورِ والمَمْدودِ: الفِضاءُ، كالحِساءِ، وهو ماءٌ يَجْري على وَجْهِ الأرضِ، واحِدَتُه فَضِيَّةٌ، ومنه قولُ الفَرَزْدق:
  فصَبَّحْن قَبْلَ الوَارِداتِ من القَطا ... ببَطْحاءَ ذِي قارٍ فِضاءً مُفَجَّرا(١)
  وأفْضَى المَرْأَةَ إفْضاءً: جامَعَها وجَعَل مَسْلُكَيْها مَسْلَكاً واحِداً، وذلكَ إذا انْقَطَعَ الحِتارُ الذي بينَ مَسْلَكَيْها، فهي مُفْضاةٌ، وهو مِن فَضَا المَكانُ يَفْضُو إذا اتَّسَعَ.
  ومِن الكِنايَةِ: أَفْضَى الرَّجُلُ إليها: إذا جامَعَها.
  قالَ الرَّاغِبُ: هو أَبْلَغ وأَقْرَبُ إلى التَّصْريحِ من قوْلِهم خَلا بها.
  قالَ ابنُ الأعْرابي: والإفْضاءُ في الحَقيقَةِ الانْتِهاءُ، ومنه: وقد أَفْضَى بعضُكُم إلى بعضٍ، أَي انتَهَى وأَوَى.
  أَو أَفْضَى بها: إذا خَلَا بها جامَعَ أَمْ لا، نقلَهُ ابنُ سِيدَه.
  وأَفْضَى الساجِدُ بيدِه إِلى الأرضِ: مَسَّها برَاحَتِهِ(٢) في سُجُودِه، نقلَهُ الزَّمَخْشَري والجَوْهري.
  وقالَ أَبو عَمْرٍو: سَهْمٌ فَضاً، وهو في كتابِ أَبي عليٍّ بالياءِ، أَي واحِدٌ. ونَصّ أَبي عَمْرٍو: إذا كانَ مُنْفرداً ليسَ في الكنانَةِ غيرُهُ، نقلَهُ أبو عليٍّ القالِي.
  وبَقِيتُ فَضاً: أَي وَحْدِي مِن الأقْرانِ، نقلَهُ الأزْهريَّ.
  وقالَ أَبو الحَسَنِ الأخْفَش: أَي فَرْداً مِن إخْوتي وأَهْلي، وأَنْشَدَ لعبيدِ بنِ أَيُّوب:
  فأَصْبَحْت مِثْلَ الشمْسِ في قعْرِ جعْبَةٍ ... فضيا فضا قد طالَ فيها فَلافِلُه
  ومحمدٌ وخالِدٌ ابنا فَضاً: مُعَبِّرانِ بَصْرِيَّانِ، ومحمدٌ رَوَى عن أَبيهِ.
  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:
  أَفْضَى فلانٌ إلى فلانٍ: وَصَلَ.
  وأَفْضَى: صارَ إلى الفَضاءِ.
  وأَفْضَى إليه الأمْرُ: وَصَلَ إليه.
  وأَلْقَى ثَوْبَه فَضاً: لم يُودعْه.
  وأَمْرُهُم بَيْنهم فَضاً: أَي سَواءٌ.
  ومَتاعُهم فَوْضَى فَضاً: أَي مُشْترِكٌ، وهذا قد تقدَّم للمصنِّفِ في حَرْفِ الضادِ.
  وفي الصِّحاح: أَمْرُهُمْ فَضاً بَيْنهم: أَي لا أَميرَ عليهم، ومثْلُه لأَبي عليٍّ القالِي.
  والفاضِي، البارِزُ والخالِي والواسِعُ كالمُفْضَى.
  والفضوُّ: الخُلُوُّ.
  وأَفْضَى: إذا افْتَقَرَ، عن ابنِ الأعْرابي، كأَنَّه وَصَلَ إلى الأرضِ.
  والإفْضاءُ: أن تَسْقطَ الثَّنايا من تَحْت ومن فَوْق، عن ابنِ الأعْرابي، ومنه المُفْضاةُ والمُفْضَى: المُتَّسَعُ.
  وأَفْضَى بهم: بَلَغَ بهم مَكاناً واسِعاً.
  وترَكَ الأَمْرَ فَضاً: أَي غَيْر مُحْكَم.
  ويقولونَ: لا يُفْضِي اللهُ فاكَ، مِن أَفْضَيْت، وهكذا رُوِيَ حديثُ الدُّعاء للنابغَةِ، أَي لا يَجْعَله فَضاءً واسِعاً خالِياً، ومنه أَخَذَ ابنُ الأعرابي قوْلَه المتقدِّمَ.
  والفِضَى، بالكَسْر والفَتْح: جَمْعُ فَضْيةٍ للماءِ المُسْتَنقِع كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ، وبالفَتْحِ مِن بابِ حَلْقةٍ وحَلَقٍ ونَشْفةٍ ونَشَفٍ، وبها رُوِي قولُ عدِيّ بنِ الرِّقاع:
  فأَوْرَدَها لمَّا انْجَلَى الليلُ أَوْ دَنا ... فَضًى كُنَّ للجُونِ الحَوائِم مَشْرَبا
  وأَفْضَى إليه بالسرِّ: أعْمَلَهُ به، نقلَهُ الجَوْهري.
  وفَضَا الشَّجَرُ بالمَكانِ فُضُوًّا: كَثُرَ، عن ابن القطَّاع.
(١) ديوانه ٣٥٨ واللسان والأساس والتكملة.
(٢) في الصحاح: «بباطن راحته» وفي الأساس: بباطن كفّه.