تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[فضو]:

صفحة 51 - الجزء 20

  وبَنُو فُصَيَّةَ، كسُمَيَّة، عن ابنِ دُرَيْدٍ.

  وضَبَطَه ابنُ سِيدَه كغَنِيَّةٍ: بَطْنٌ من العَرَبِ.

  والفَصَا، كذا في النُّسخِ والصَّوابُ أَن يُكْتَب بالياءِ*: حَبُّ الزَّبيبِ، الواحِدَةُ فَصاةٌ، هكذا ضَبَطَه ابنُ سِيدَه بالصادِ المُهْملةِ، قالَ: وأَنْشَدَ أَبو حنيفَةَ:

  فَصًى من فَصَى العُنْجُد

  وأَعَادَهُ أَيْضاً في الذي يَلِيه.

  ووجدْتُ في هامشِ المَقْصورِ والمَمْدودِ لأبي عليٍّ القالِي، وقد ذَكَرَ عن ابنِ سِيدَه قوْلُه هذا فقالَ: ولَستُ منه على يَقينٍ.

  * قُلْت: وهي لُغَةٌ حِجازِيَّةٌ. ويسمّون نَوَى التّمْرِ فَصية أَيْضاً.

  [فضو]: وفَضَا المَكانُ فَضَاءَ وفُضُوًّا، كعُلُوٍّ: اتَّسَعَ، فهو فاضٍ، وأَنْشَدَ الأزْهرِي لرُؤْبة:

  أَفْرَخَ قَيْضُ بَيْضِها المُنْقاضِ ... عَنكُم كِراماً بالمَقام الفاضِي⁣(⁣١)

  كأَفْضَى، وهو مُفْضٍ، وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه لثَعْلَبَة بنِ عُبيدٍ العَدَويّ يَصِفُ نخلاً:

  شَتَتْ كثَّةَ الأَوْبار لا القُرَّ تتَّقي ... ولا الذِّئْبَ يَخْشَى وهْو بالبَلَدِ المُفْضي⁣(⁣٢)

  ومنه حديثُ مُعاذٍ في عذابِ القَبْر: «حتى يُفْضِيَ كلُّ شيءٍ»، أَي يَصِير فَضاءً، كذا في النهايَةِ.

  وفَضَا دَراهِمَهُ: لم يَجْعَلْها في صُرَّةٍ.

  والفَضَا: الفَصَا، هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ كِتابتُهما بالياءِ** كما هو نَصُّ المَقْصورِ والمَمْدودِ لأبي عليٍّ القالِي.

  ووجِدَ في نسخِ الصِّحاح كِتابَة الفَضَا بالألِفِ وكأَنَّ المصنّفَ تبِعَه على أنَّ الحرْفَ واوِيٌّ والصَّحِيحُ أنَّه واوِيٌّ يائيٌّ.

  وقال الجَوْهرِي والقالِي: الفَضَى الشَّيءُ المُخْتَلِطُ، زادَ القالِي: مثْلُ التَّمْرِ مع الزَّبيبِ ونحْوِهما إذا خَلَطْتهما ما في إناءٍ واحِدٍ. يقالُ: هو فضى في جرابٍ، يُكْتَب بالياءِ.

  قالَ أبو عَمْرٍو: وتقولُ تَمْرٌ فَضًى، وتَمْرَانِ فَضَيانِ، وتمورُ أَفْضاءُ، وأَنْشَدَ الفرَّاءُ:

  فقُلْتُ لها يا عَمَّتا لَكِ ناقَتِي ... وتمرٌ فَضًى في عَيْبَتي وزَبيبُ⁣(⁣٣)

  وهكذا أَنْشَدَه الجَوْهرِي أَيْضاً وفيه: يا عَمَّتا، كذا بخطِّه.

  وأَنْشَدَه ابنُ سِيدَه والأزْهرِي: يا خالَتِي.

  قالَ ابنُ سِيدَه: ورَواهُ بعضُ مُتأَخِّري النَّحويِّين: يا عَمَّتي.

  والفَضاءُ، بالمدِّ: السَّاحةُ، وما اتَّسَعَ من الأرضِ، كذا في الصِّحاحِ، والأخيرُ قولُ ابنُ شُمَيْل.

  وفي المُحْكم: هو الواسِعُ من الأرضِ.

  وقالَ الرّاغبُ: المَكانُ الواسِعُ، وهو نَصُّ الأزْهرِي أَيْضاً.

  وقالَ شَمِرٌ: هو ما اسْتَوَى من الأرضِ واتَّسَعَ.

  وقالَ أبو عليٍّ القالِي: الفَضاءُ السّعَةُ، وأَنْشَدَ:

  بأَرْض فَضَاء لا يسدّ وصيدها ... عليَّ ومعروفي بها غير منكر

  وقالَ الآخَرُ:

  أَلا رُبَّما ضاقَ الفَضاءُ بأَهْلِه ... وأَمْكَن من بَيْن الأسِنَّة مَخْرج

  قالَ ابنُ شُمَيْل: وَجَمْعُ الفَضاءِ أَفْضيةٌ.

  والفَضاءُ: ع بالمدينةِ، تكَرَّرَتْ فيه الحَرْبُ، قالَهُ نَصْر.


(*) كما في النسخة التي بأيدينا.

(١) ديوانه ص ٨٣ واللسان والتهذيب.

(٢) اللسان منسوباً لثعلب بن عبيد، وفيه:

ولا الذئب تخشى وهي بالبلد المفضي

(**) كما في النسخة التي بأيدينا.

(٣) اللسان والتهذيب وفيهما: يا خالتي، والأصل كالمقاييس ٤/ ٥٠٩ والصحاح.