تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الواو والياء

صفحة 86 - الجزء 20

  خَلْفَ رَحَى حَيْزُومِه كالغَمْضِ⁣(⁣١)

  وتَقَضَّى البازِيُّ: انْقَضَّ، وأَصْلُه تَقَضَّضَ، فلمَّا كَثُرَتِ الضَّادات أُبْدِلَت من إحْداهُن ياءٌ، قالَ العَجَّاجُ:

  إذا الكرامُ ابْتَدَرُوا الباعَ بَدَرْ ... تَقَضِّيَ البازِي إذا البازِي كَسَرْ⁣(⁣٢)

  هكذا ذكَرَه الجَوْهرِي هنا، وتَبِعَهُ المصنِّفُ.

  ووَجدْتُ في هامِشِ الصِّحاح ما نَصّه: صَوابُه أَنْ يُذْكَر في بابِ الضَّاد، وذِكْرُه هنا وَهْمٌ ولا اعْتِبارَ باللَّفْظِ.

  وسُمٌّ قاضٍ: أَي قاتِلٌ.

  واسْتُقْضِيَ فلانٌ: صُيِّر قاضِياً، نقلَهُ الجَوْهرِي، زادَ غيرُهُ: يَحْكُم بينَ الناسِ.

  وقَضَّاهُ السُّلْطانُ تَقْضِيَةً، كما تقولُ أَمَّر أَميراً.

  والقَضَّاءُ، كشَدَّادٍ: الدِّرْعُ المُحْكَمَةُ أَو الصُّلْبَةُ، سُمِّيَت لأنَّه قد فُرِغَ مِن عَمَلها وأُحْكِمَت، هكذا نقلَهُ أَبو عبيدٍ وأَنْشَدَ للنابِغَةِ:

  وكلُّ صَمُوتٍ نَثْلةٍ تُبَّعِيَّةٍ ... ونسْجُ سُلَيْمٍ كلَّ قَضَّاءَ ذَائِلِ⁣(⁣٣)

  قالَ الأزْهرِي: جَعَلَ القَضَّاء فَعَّالاً من قَضَى أَي أَتَمَّ وغيرُه يَجْعَلُه فَعْلاء من قَضَّ يَقَضُّ، وهي الخَشِنَةُ مِن إقْضاضِ المَضْجَع.

  * قُلْت: وهكذا ذَكَره ابنُ الأنْبارِي، ونقلَ القَوْلَيْن أبو عليٍّ القالِي في كِتابِه، وقد ذُكِرَ في حَرْفِ الضّاد شيءٌ مِن ذلك.

  والقَضَى، بالفتْح مَقْصورٌ: العُنْجُدُ، وهُم عَجَم الزَّبيبِ، قالَ ثَعْلب: وهو بالقافِ، قالَهُ ابنُ الأعْرابِي، ومَرَّ أَنَّ الفاءَ لغةٌ فيه.

  وسَمَّوْا: قَضَاءٌ، بالمدِّ والقَصْرِ، من ذلكَ أَبو جَعْفرٍ محمدُ بنُ أحمدَ⁣(⁣٤) بنِ يَحْيَى بنِ قَضاءٍ الجَوْهرِي مِن شيوخِ الطَّبْراني وعَمّه عبيد من شيوخِ الخُراسَاني، وجَعْفَرُ ابنُ محمدِ بنِ قَضاءٍ عن أَبي مُسْلم الكجي.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  القاضِي: هو القاطِعُ للأُمُورِ المُحْكِم لها، والجَمْعُ قُضَاةٌ.

  وجَمْعُ القَضاءِ: أَقْضِيَةٌ.

  وجَمْعُ القضِيَّةِ: القَضايَا على فَعالَى، وأَصْلُه فَعائِل.

  واسْتَقْضاهُ السُّلْطانُ: طَلَبَه للقَضاءِ.

  والمُقاضاةُ: مُفاعَلَةٌ مِن القَضاءِ بمعْنَى الفَصْلِ والحُكْم.

  وقَضاهُ: رافَعَهُ إلى القاضِي، وعلى مالٍ: صَالَحَهُ عليه. وكلُّ ما أُحْكِم عَمَلَهُ وأُتِمَّ أَو أُوجِبَ أَو أُعْلِمَ أَو أُنْفِذَ أَو أُمْضِيَ: فقد قُضِيَ. وقَد جاءَتْ هذه الوُجُوهُ كُلُّها في الأحاديثِ.

  والقضاءُ: العَمَلُ، ومنه: {فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ}⁣(⁣٥).

  وقَضاهُ: فَرَغَ مِن عَمَلِه، ومنه قَضَيْتُ حاجَتِي: وقَضَى عليه المَوْتَ أي أَتمَّهُ. وقَضَى فلانٌ صَلاتَه: فَرَغَ منها، وقَضَى عَبْرَتَه: أَخْرَجَ كلَّ ما فِي رأْسِه، قالَ أَوْسٌ:

  أَمْ هَل كَثِيرٌ بُكًى لم يَقْضِ عَبْرَتَه ... إِثْرَ الأَحِبَّةِ يومَ البَيْنِ مَعْذُور؟⁣(⁣٦)

  وقَضَى الرجلُ تَقْضِيَةً: ماتَ، وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لذي الرُّمَّة:

  إذا الشَّخْصُ فيها هَزَّه الآلُ أَغْمَضَتْ ... عليهِ كإغْماضِ المُقَضِّي هُجُولُها

  ويقالُ: قَضَى عليَّ وقَضَانِي، بإِسْقاطِ حَرْف الجَرِّ، قالَ الكِلابي:


(١) اللسان وبالأصل: «كالعمض».

(٢) اللسان والثاني في الصحاح.

(٣) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص ٩٥ واللسان.

(٤) في التبصير ٣/ ١٠٧٩ محمد بن أحمد بن محمد بن يحيى.

(٥) سورة طه، الآية ٧٢.

(٦) ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص ٣٩ برواية:

«أم هل كبيرٌ بكى ...»

ومثله في التهذيب، والمثبت كرواية اللسان.