تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الواو والياء

صفحة 104 - الجزء 20

  وقُنُوَّةٌ، كفُتُوَّةٍ: د بالرُّومِ؛ وضَبَطَه الصَّاغانيّ بضمٍ فسكونٍ⁣(⁣١).

  وقُناءٌ؛ كغُرابٍ: ماءٌ؛ كذا في النسخِ والصَّوابُ قُناةٌ بالتاءِ في آخِرِه، كذا ضَبَطَه نَصْر في مُعْجمه، وقال: هو ماءٌ عنْدَ فنى لجبَلٍ قُرْبَ سميراء.

  وقِنَا، كإلَى: د بالصَّعِيدِ الأعْلَى، يُكْتَبْ بالألِفِ، ووجِدَ بخطِّ الحافِظِ قطب الدِّين الخَيْضَري كتابَتُه بالياءِ، وكأنَّه اغْتَرَّ بقولِ المصنِّف كإِلى فظنَّ أنَّهُ يُرْسَمُ بالياءِ وليسَ كذلكَ، نبَّه على ذلكَ الحافِظُ السَّخاوِي في ترْجَمَةِ المَذْكُورِ مِن تارِيخِه. ثم رأَيْته في التكْمِلةِ مَرْسوماً بالياءِ كما في خطِّ الخَيْضري، وإليها نُسِبَ القطبُ عبدُ الرحيمِ ابنُ أحمدَ بنِ حَجون القُنائِيُّ نَزِيلُها، أَحدُ الصَّالِحِين المَشْهورِين، تَرْجَمَتُه واسِعَةٌ: وولدُه أَبو محمدٍ الحَسَنُ سَمِعَ من الفَقِيهِ شيث، وتُوفي بقُنا سَنَة ٦١٠، وله ذُرِّيَّةٌ فيهم سَخاءٌ وكَرَمٌ؛ وأَبو الفَضْل جَعْفرُ بنُ محمدِ بنِ عبدِ الرحيمِ عن المجدِ القُشَيْري، وعنه أبو حيَّان. وولدُه أَبو البَقاءِ محمدٌ مُسْنِدٌ صالِحٌ شيخُ خانقاه رسلان بمنْشِيَّة المهراني على شاطئِ النِّيل بينَ مِصْرَ والقاهِرَة، سَمِعَ مِن أصْحابِ السَّلفي، وهو الذي بَشَّرَ والِدَ الحافِظِ زَيْن الدِّيْن العِراقي بولَدِه عَبْدِ الرَّحيمِ وسَمَّاه به.

  وقَنَا، كَعَلَى: ع باليَمَنِ؛ عن نَصْر، لكنَّه ضَبَطَه بتَنْوينِ النونِ. وقال أبو عليِّ القالِي: اسْمُ جَبَلٍ يُكْتَبُ بالألِفِ لأنَّه يقالُ في تَثْنِيتِه قَنَوانِ.

  وقَنِيَ، بكسْرِ النُّونِ، مع فَتْح القافِ: ة على ساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ ممَّا يَلِي بلادَ العَرَبِ قُرْبَ⁣(⁣٢) مَيْفَع.

  ويقالُ قَناهُ اللهُ على حبِّه يَوْمَ قَناهُ: أَي خَلَقَهُ وجَبَلَهُ؛ وهو مَقلوبُ قَانَه اللهُ على حُبِّه، نبَّه عليه ابنُ السيِّد البَطْليوسي، ونقلَهُ ابنُ عُدَيْس في هامِشِ كتابِ أَبي عليِّ القالِي.

  والقُنُوُّ، كعُلُوِّ: السَّوادُ عن حُمْرةٍ. وسِقاءٌ قَنٍ، مَنْقوصٌ: أَي مُتَغَيِّرُ الرِّيحِ.

  وقَنَوانِ، محرَّكةً والنُّون مَكْسُورَة: جَبَلانِ بينَ فَزَارَة وطيِّئٍ؛ قالَهُ يَعْقوب؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي لبعضِ الرجَّازِ:

  كأَنَّها وقد بدَا عُوَارِضُ ... والليل بين قَنوَين رابضُ

  بجهلة الوادي قَطَا نواهض⁣(⁣٣)

  قالَ ابنُ الأَنْبارِي؛ هو مُثَنَّى قَنْوٍ اسْمُ جَبَلٍ.

  وقال غَيْرُهُ: قَنَوين: موضِعٌ. يقالُ: صِدْنا بقَنَوين وصدْنا وَحْشَ قَنَوين؛ وكذا فُسِّر في هذه الأبْياتِ وهي للشمَّاخ.

  قالَ القالِي: وهذا هو الصَّحِيحُ عنْدَنا.

  وقَناءُ الحائِطِ، كسَماءٍ: الجانِبُ الذي يَفِيءُ عليه الفَيْءُ: كالأَقْناءَةِ.

  وأَقْنَتِ السَّماءُ: أَقْلَعَ مَطَرُها.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اقْتِناءُ المالِ وغيرِهِ اتِّخاذُهُ.

  وفي المَثَلِ: «لا تَقْتَنِ مِن كَلْبِ سوءٍ جَرْواً»؛ قالَ الشاعرُ:

  وإنَّ قَنائي إنْ سَأَلْتَ وَأُسْرَتِي ... مِن الناسِ قَوْمٌ يَقْتَنُونَ المُزَنَّما⁣(⁣٤)

  واسْتَقْنَى: لَزِمَ حَياءَهُ.

  وَقَنِيَ: الحَياء، كرَضِيَ: اسْتَحْيَى.

  والقَنِيَّةُ، كغَنِيَّةٍ: ما اقْتُنِي مِن شاةٍ أَو ناقَةٍ. ومنهُ حديثُ عُمر: «لو شِئْت لأَمَرْت بقَنِيَّةٍ سَمِينَةٍ فأُلْقِي عنها شَعرَها».

  واقْتَنَيْتُ كذا وكذا: عَمِلْته على أنَّه يكونُ عِنْدِي لا أُخْرِجُه من يَدِي.


(١) قيدها ياقوت قُنْوَةُ بالضم، بوزن رُغْوَة اللبن.

(٢) على مسيرة نصف يوم من ميفع، كما في التكملة.

(٣) الأول والثاني في ياقوت بدون نسبة.

(٤) اللسان والتهذيب بدون نسبة، وهو للمتلمس كما أثبته بحاشية التهذيب.