تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لجي]:

صفحة 145 - الجزء 20

  واللَّحْيُ، بالفتح فالسكون: مَنْبِتُها مِن الإنْسانِ وغيرِه، وهُما لَحْيانِ.

  قال اللَّيْثُ: وهُما العَظْمانِ اللذانِ فيهما الأسْنانُ مِن كلِّ ذي لَحْيٍ. وثلاثَةُ أَلْحٍ، على أَفْعُلٍ إلَّا أَنَّهم كسروا الحاءَ لتَسْلم الياءَ، والكثيرُ لُحِيٌّ، على فَعُول، مِثْل ثُدِيِّ وظُبِيٍّ ودُلِيٍّ؛ كما في الصِّحاح.

  واللِّحْيانُ، بالكسر: الوَشَلُ، والصَّديعُ في الأرضِ يَخِرُّ فيه الماءُ؛ وقيلَ: خُدودٌ في الأرضِ ممَّا خَدَّها السَّيْلُ؛ الواحِدَةُ لِحْيانَةٌ؛ قالَهُ شَمِرٌ.

  وأَيْضاً: اللِّحْيانيُّ: وهو الطَّويلُ اللِّحْيَةِ، يُقالُ: رجُلٌ لَحْيانٌ، وهو مُجْرَى في النّكِرَةِ لأنَّه لا يقالُ للأُنْثَى لَحْيانَةٌ.

  ولِحْيانٌ: أَبو قَبِيلَةٍ، وهو لِحْيانُ بنُ مدركَةَ بنِ هُذَيْل، سُمِّي باللِّحْيانِ بمعْنَى الصَّدِيع في الأرضِ، وليسَ تَثْنِيَة للّحْي.

  وقال الهَمَداني: لِحْيانٌ مِن بَقايَا جرْهَمٍ دَخَلَتْ في هُذَيْل.

  واللّحاءُ، ككِساءٍ: قِشْرُ الشَّجَرِ؛ ونقلَ عن الليْث فيه القَصْرَ.

  قالَ الأزْهرِي: والمدُّ هو المَعْروفُ؛ وفي المَثَل: لا تَدْخُل بينَ العَصَا ولِحائِها.

  ولَحَيْتُهُ، كَسَعَيْتُهُ، أَلْحَاهُ لَحْياً ولَحْواً: قَشَرْتُهُ؛ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَوْسٍ:

  لَحَيْنَهُم لَحْيَ العَصا فَطَرَدْنَهم ... إلى سَنَةٍ قِرْدانُها تَحَلَّمِ⁣(⁣١)

  ومِن المجازِ: لَحَيْتُ فُلاناً أَلْحاهُ لَحْياً: إذا لُمْتُه، فهو لاح، وذاكَ مَلْحِيٌّ، كمَرْمِيِّ.

  قال الكِسائِي: لَحَيْت الرَّجُل مِن اللَّوْمِ بالياءِ لا غَيْر؛ ولَحَيْت العُودَ ولَحَوْت بالياءِ والواوِ. ومِن المجازِ، قوْلُهم: لَحَى اللهُ فلاناً: أَي قَبَّحَهُ ولَعَنَهُ.

  وفي المُحْكَم: لَحاهُ اللهُ: قَشَرَهُ.

  * قُلْت: ومنه قولُ الحريري في المَقامَات:

  لَحاكَ اللهُ هل مِثْلِي يُباعُ ... لكَيْما يُشْبَعُ الكَرْش الجِيَاعُ

  ولاحاهُ مُلاحاةً، ولِحاءً، ككِتابٍ: نازَعَهُ وخاصَمَهُ؛ ومنه الحديثُ: «نُهِيتُ عن مُلاحاةِ الرِّجالِ».

  وفي المَثَل: مَنْ لَاحاكَ فقد عَادَاكَ.

  وأَلْحَى الرَّجُلُ: أَتَى ما يُلْحَى عليه، أَي يُلامُ: وأَلْحَتِ المرْأَةُ؛ قالَ رُؤْبَة:

  فابْتَكَرَتْ عَاذلةً لا تُلْحي⁣(⁣٢)

  وأَلْحَى العُودُ: آنَ له أنْ يُقْشَرَ.

  ولَحًى: كهُدًى ويُمَدُّ: وادٍ بالمدِينَة؛ وكذا في التكمِلَةِ؛ وفي كتابِ نَصْر: باليَمامَةِ واقْتَصَرَ على المدِّ، قالَ: هو وادٍ فيه نَخْلٌ كثيرٌ وقُرًى لبَني شكْرٍ يقالُ له ولَحجْر والهَزْمةِ والخِضْرِمةِ⁣(⁣٣) الأَعْراضُ، والعِرْضُ مِن أَوْدِيةِ اليَمامَةِ.

  ولُحيانُ، بالضَّمِّ كذا في النُّسخِ والصَّوابُ⁣(⁣٤) بالفَتْح والنُّون مَكْسورَة: وادِيانِ كأَنَّهما باليَمامَةِ.

  ولَحيانُ، بالفتح: قَصْرُ النُّعْمانِ بنِ المُنْذرِ بنِ ساوَى بالحِيرَةِ.

  وذُو لَحْيان: أَسْعَدُ بنُ عَوْفِ بنِ عَدِيِّ بنِ مالِكِ بنِ زيدِ ابنِ شددِ بنِ زَرْعةَ بنِ سَبَا الأَصْغَر. مُقْتَضَى سِياقِه أَنَّه بالفَتْح، وقَيَّده الهَمَداني كالصَّاغاني بالضم، وقالَ: هو في نَسَبِ أَبرص⁣(⁣٥) ابنِ حمالٍ المَأْربيُّ؛ نقلَهُ الحافِظُ.


(١) ديوان أوس بن حجر ط بيروت ص ١١٩ برواية: «جرذانها» بدل «قردانها» والمثبت كرواية الصحاح واللسان والمقاييس ٥/ ٢٤٠.

(٢) ملحق ديوانه ص ٧١ واللسان والتهذيب وفيه «وابتكرت».

(٣) عن ياقوت، في رسمها، وعنه الضبط، وبالأصل بالحاء المهملة.

(٤) في ياقوت اللُّحْيَان، بألف ولام، بضم أوله.

(٥) في التبصير ٣/ ١٢٢٧ أبيض.