تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لغو]:

صفحة 154 - الجزء 20

  ويقالُ: ما بها لاعِي قَرْوٍ: أَي ما بها مَنْ يَلْحَسُ عُسًّا، مَعْناه: ما بها أَحَدٌ؛ عن ابنِ الأعْرابي.

  وبَنُو لَعْوَةَ: قَوْمٌ من العَرَبِ.

  وأَلْعَى ثَدْيُها: إذا تغَيَّر للحَمْلِ.

  وأَلْعَتِ الأرْضُ: أَنْبَتَتْ اللّعاع؛ كلاهُما عن ابنِ القطَّاع؛ والأخيرُ نقلَهُ الجَوْهرِي أَيْضاً.

  [لغو]: واللُّغَةُ، بالضَّمِّ، وإنَّما أَطْلَقَهُ لشُهْرتِه، وإن اغْتَرَّ بعضٌ بالإطْلاقِ فظنَّ الفَتْح لُغَةً فلا يعتدُّ بذلكَ، وأَشَارَ له شيْخُنا.

  قالَ ابنُ سِيدَه: اللُّغَةُ اللِّسْنُ، وَحَدُّها أنَّها أَصْوَاتٌ يُعَبِّرُ بِها كلُّ قومٍ عن أَغْراضِهم.

  وقالَ غيْرُهُ: هو الكَلامُ المُصْطَلحُ عليه بينَ كلِّ قَبِيلٍ، وهي فُعْلَةٌ مِن لَغَوْت، أي تكلَّمْت، أَصْلُها لُغْوة ككُرَةٍ، وقُلةٍ وثُبةٍ، لامَاتُها كُلّها واواتٌ.

  وقال الجَوْهرِي: أَصْلُها لُغَيٌّ أَوْ لُغَوٌ، والهاءُ عِوَضٌ.

  زادَ أَبو البَقاء: ومَصْدرُه اللَّغْوُ، وهو الطَّرْح، فالكَلامُ لكَثْرَةِ الحاجَةِ إليه يرمي به، وحُذِفَتِ الواوُ تَخْفيفاً.

  ج لُغاتٌ؛ قالَ الجَوْهرِي: وقالَ بعضُهم: سَمِعْت لُغاتَهم، بفتح التاءِ، وشبَّهها بالتاءِ التي يُوقَفُ عليها بالهاءِ، انتَهَى.

  وفي المُحْكم قالَ أَبو عَمْرٍو لأبي خَيْرة: سمعتُ لُغاتِهم، قالَ: وسمعت لُغاتَهم، فقالَ: يا أَبَا خَيْرَة أُريد أَكْشَفَ⁣(⁣١) منْك جِلداً جِلدُكَ قد رَقَّ، ولم يَكُنْ أَبو عَمْرو سَمِعَها.

  ولُغُونَ، بالضَّمِّ، نقلَهُ القالِي عن ابنِ دُرَيْدٍ، ونقلَهُ الجَوْهرِي⁣(⁣٢) وابنُ سِيدَه.

  ولَغَا لَغْواً: تَكَلَّمَ؛ ومنه الحديثُ: «مَنْ قالَ في الجُمعة صَهْ فقد لَغَا»، أَي تَكلَّم. ولَغا لَغْواً: خابَ؛ وبه فَسَّرَ ابنُ شُمَيْل حديثَ الجُمعة: فقد لَغا.

  ولَغا ثَريدَتَه لَغْواً: رَوَّاها بالدَّسَمِ، كلَوَّغَها.

  وأَلْغاهُ: خَيَّبَهُ، رَواهُ أَبو داود عن ابن شُمَيْل.

  واللَّغْوُ واللَّغَى*، كالفَتَى: السَّقْطُ وما لا يُعْتَدُّ به من كَلامٍ وغيرِهِ ولا يُحْصَلُ منه على فائِدَةٍ ولا نَفْعٍ؛ كذا في المُحْكم. وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي للعجَّاج:

  عن اللَّغا ورَفَثِ التَّكَلُّمِ⁣(⁣٣)

  وقالَ القالِي: اللَّغا واللَّغْوُ صَوْتُ الطائِرِ؛ وكذلكَ كلُّ صَوْتٍ مُخْتَلَط؛ قالَ الجعْدِي:

  كأَنَّ قَطا العَيْن الذي خَلف ضارجٍ ... جلاب لَغا أَصْواتها حينَ تَقْرب

  قالَ: الذي، لأنَّه أَرادَ الماءَ.

  كاللَّغْوَى، كسَكْرَى، وهو ما كانَ من الكَلامِ غَيْر مَعْقودٍ عليه؛ قالَهُ الأزْهرِي.

  قالَ ابنُ برِّي: وليسَ في كَلامِ العَرَبِ مِثْل اللَّغْو واللَّغَا إِلَّا قَوْلهم الأَسْوُ والأسَا، أَسَوْتُه أَسْواً وأَساً أَصْلَحْته.

  * قُلْت: ومثْلُه النَّجْو والنَّجا للجلدِ، كما سيأتِي.

  واللَّغْوُ واللَّغا: الشَّاةُ لا يُعْتَدُّ بها في المُعامَلَةِ، وقد أَلْغَى له شَاة، وكلُّ ما أُسْقِط فلم يُعْتَد به مُلْغًى؛ قال ذُو الرُّمّة:

  ويَهْلِكُ وَسْطَها المَرئيُّ لَغْواً ... كما أَلْغَيْتَ في الدِّيَةِ الحُوارَا⁣(⁣٤)

  وفي الصِّحاح: اللَّغْوُ ما لا يُعَدُّ مِن أَوْلادِ الإِبِلِ في ديَّةٍ أَو غيرِها لصِغَرِها؛ وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكُور.

  قالَ ابنُ سِيدَه: عَمِله له جريرٌ، فلَقِيَ الفَرَزْدقُ ذا الرُّمَّة


(١) في اللسان: أكثف.

(٢) لم ترد «لغون» في الصحاح، واقتصر الجوهري على: لُغَات ولُغَّى. وهذه قد أهملها المصنف هنا، وذكرها في خطبة الكتاب.

(*) كذا، وبالقاموس: اللَّغا.

(٣) الصحاح بدون نسبة، ونسبه في اللسان لرؤبة، قال ابن بري هو للعجاج وقبله:

وربّ أسراب حجيجٍ كُظّمِ

(٤) اللسان والصحاح.