تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لقو]:

صفحة 161 - الجزء 20

  ولَقاهُ يَلْقاهُ، لُغَةٌ طائيَّةٌ؛ قال شاعرُهم:

  لم تَلْقَ خَيْلٌ قبْلَها ما قد لَقَتْ ... مِنْ غِبِّ هاجِرةٍ وسَيْرٍ مُسْأَدِ

  وقولُ الشَّاعرِ:

  أَلا حَبَّذا مِنْ حُبِّ عَفْراء مُلْتَقَى ... نَعَمْ وأَلا لا حيثُ يَلْتَقِيانِ!

  أَرادَ: مُلْتَقَى شَفَتَيْها لأنَّ التِقاءَ نَعَمْ ولا إنَّما يكونُ هنالكَ، أَو أَرادَ حَبَّذا هي مُتكلِّمةً وساكِتَة، يُريدُ بمُلْتَقَى نَعَم شَفَتَيْها؛ وبألا لا تُكلِّمُها، والمَعْنيانِ مُتَجاورانِ، كذا في المُحْكم.

  والمَلاقِي من الناقَةِ: لَحْمٌ باطِنِ حَيائِها؛ ومِن الفَرَسِ: لَحْمُ باطِنِ طَبْيَيْهَا.

  وأَلْقَى الشيءَ إِلْقَاءً: طَرَحَهُ حيثُ يَلْقاهُ، ثم صارَ في التَّعارفِ اسْماً لكلِّ طرْحٍ؛ قالَهُ الراغبُ.

  قالَ الجَوْهرِي: تقولُ أَلْقِه مِن يدِكَ، وألْقِ به من يدِكَ، وأَلْقَيْتُ إليه المودَّةَ وبالمودَّةِ.

  وتلَقَّاهُ: اسْتَقْبَلَه؛ ومنه الحديثُ: «نَهَى عن تَلَقِّي الرُّكْبانِ».

  والالْتِقاءُ: المُحاذاةُ، ومنه الحديثُ: «إذا الْتَقَى الخِتانَانِ فقد وَجَبَ الغُسْلُ». وتَلاقَوْا: مثل تَحاجَوْا.

  وتلَقَّاه منه: أَخَذه منه.

  ولاقَيْتُ بينَ فلانٍ وفلانٍ، وبينَ طَرَفَيْ قَضِيبٍ: حَنَيْته حتى تلاقَيَا والْتَقَيا، ولُوقِيَ بينهما.

  ولَقِيتُه لُقًى كثيرةً، جَمْعُ لُقْيَةٍ بالضم.

  ومَلاقِي الأَجْفانِ: حيثُ تَلْتَقِي.

  وهو مُلْقى الكناسات، وفِناؤُه مُلْقَى الرِّحالِ.

  ورَكِبَ مَتْنَ المُلَقَّى: أَي الطَّرِيق.

  وهو جارِي مُلاقِيَّ: أَي مُقابِلِي.

  ويا ابنَ مُلْقَى أرحل الرّكْبان، يريدُ يا ابنَ الفاجِرَةِ.

  ولقاء فلانٍ لقاء أي حرب.

  وأَلْقَيْتُ إليه خَيْراً: اصْطَنَعْته عنْدَه.

  وأَلْقِ إليَّ سَمْعَك: أَي تَسَمَّع.

  وتَلَقَّتِ الرَّحِمُ ماءَ الفَحْلِ: قَبِلَته وأرْتَجَت عليه.

  واللُّقَى: الطُّيورُ، والأوْجاعُ، والسَّريعاتُ اللَّقَح من جميعِ الحيواناتِ.

  واللَّقى، كفَتَى: ثَوْبُ المُحْرِمِ يَلْقِيهِ إذا طافَ بالبيتِ في الجاهِلِيَّةِ والجَمْعُ ألْقاءٌ.

  واللَّقَى: المَنْبوذُ لا يُعْرفُ أَبُوهُ وأُمُّه؛ قالَ جريرٌ يَهْجُو البَعِيث:

  لَقًى حَمَلَتْه أُمُّه وهي ضَيْفةٌ

  وأَلْقَى اللهُ تعالى الشيءَ في القُلوبِ: قَذَفَهُ.

  وأَلْقَى القُرْآنَ: أَنْزَلَه.

  وأبو الحَسَنِ يوسفُ بنُ إسْحاق الجرْجانيُّ الفَقِيهُ يُعْرفُ بالمُلْقِي لأنَّه كانَ يُلْقِي الدَّرْسَ عنْدَ أَبي عليِّ بن أَبي هُرَيْرَةَ، حدَّثَ عن أَبي نُعَيْم الجرْجاني، وسَمِعَ منه الحاكِمُ.

  قال الحافِظُ: وهي أَيْضاً: نِسْبةُ بعضِ النسَّاخِينَ⁣(⁣١) مِن الإسْكندريَّةِ.

  [لقو]: واللَّقْوَةُ، بالفتح: داءٌ في الوَجْهِ؛ زادَ الأزْهرِي: يَعْوَجُّ منه الشِّدْق.

  وقالتِ الأطبَّاء: اللَّقْوةُ مَرَضٌ يَنْجذِبُ له شِقّ الوجْهِ إلى جهَةٍ غيْر طَبِيعِيَّة ولا يحسنُ الْتِقاء الشفَتَيْن ولا تَنْطَبِقُ إحْدَى العَيْنَيْن.

  قال الجَوْهرِي: يقالُ منه: لُقِيَ الرَّجُلُ، كعُنِيَ لَقاً؛ ومثْلُه لابنِ القوطيَّة.

  وفي المُحْكم وأفْعالِ ابن القطَّاع: لَقِيَ، كرَضِيَ، لَقْوةً فهو مَلْقُوٌّ: أصابَتْهُ اللَّقْوَةُ.

  ولَقَوْتُه: أَجْرَيْتُ عليه ذلك؛ كذا في المُحْكم.


(١) في التبصير ٤/ ١٣٩١ النسّاجين.