تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الواو والياء

صفحة 160 - الجزء 20

  وفي التَّهْذِيبِ: رجُلٌ مُلْقًى لا يَزالُ يَلْقاهُ مَكْرُوه، وفي الأساسِ: فلانٌ مُلْقًى: أَي مُمْتَحَنٌ. ويقالُ: الشّجاعُ مُوَقَّى والجَبَانُ مُلَقَّى.

  ولاقاهُ مُلاقاةً ولِقاءً: قابَلَهُ.

  والأَلَاقِيٌّ: الشَّدائِدُ. يقالُ: لَقِيتُ منه الأَلاقِيَ، أي الشَّدائد؛ هكذا حَكَاهُ اللّحْياني بالتّخْفيفِ؛ كذا في المُحْكم.

  والمَلاقِي: شُعَبُ رَأْسِ الرَّحِمِ. يقالُ: امرأةٌ ضَيِّقَةُ المَلاقِي؛ وهو مجازٌ؛ جَمْعُ مَلْقًى ومَلْقاةٍ، وقيلَ: هي أَدْنى الرَّحِم مِن مَوْضِعِ الولدِ، وقيلَ: هي الإسْكُ.

  وفي التّهذيبِ: المَلْقاةُ جَمْعُها المَلاقِي، شُعَبُ رأْسِ الرَّحِمِ، وشُعَبٌ دونَ ذلكَ أَيْضاً.

  والمُتلاحِمَةُ مِن النِّساءِ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي، وهي مَآزِمُ الفَرْجِ ومَضايِقُه.

  وتَلَقَّتِ المرأَةُ فهي مُتَلَقٍّ: عَلِقَتْ، وقلَّما جاءَ هذا البِناءُ للمُؤَنَّثِ بغيرِ هاءٍ؛ كذا في المُحْكم.

  ولَقَّاهُ الشَّيءَ تَلْقِيَةً: أَلْقَاهُ إليه؛ وبه فسَّر الزجَّاجُ قولَه تعالى: وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ {مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ}⁣(⁣١)؛ أي يُلْقَى إليك القُرْآن وَحْياً مِن عِنْدِ اللهِ تعالى.

  وفي التّهذيبِ: الرَّجُل يُلَقَّى الكَلام، أَي يُلَقَّنه.

  واللَّقَى، كفَتًى: المُلْقَى، وهو ما طُرِحَ وتُرِكَ لهَوَانِه؛ وأَنْشَدَ الجَوْهرِي:

  وكُنْت لَقًى تَجْرِي عليْكَ السَّوابِلُ⁣(⁣٢)

  وأَنْشَدَ القالِي لابنِ أَحْمر يَذْكُر القَطاةَ وفَرْخَها:

  تَرْوِي لَقًى أُلْقِيَ في صَفْصَفٍ ... تَصْهَرُه الشمسُ وما يَنْصَهِر⁣(⁣٣)

  وتَرْوي مَعْناهُ: تَسْقِي؛ ج أَلْقاءٌ؛ وأَنْشَدَ القالِي للحارِثِ ابنِ حِلِّزة:

  فتَأَوَّتْ لهم قَراضِبَةٌ من ... كلِّ حَيٍّ كأنَّهم أَلْقاءُ⁣(⁣٤)

  ولَقاةُ الطَّريقِ: وسَطُه؛ وفي المُحْكم: وَسَطُها؛ وفي التكْملةِ: لقمُهُ ومَمَرُّه.

  والأُلْقِيَّةُ، كأُثْفِيَّةٍ⁣(⁣٥): ما أُلْقِيَ من التَّحاجِي. يقالُ: أَلْقَيْت عليه أُلْقِيَّةً، وأَلْقَيْت إليه أُحْجِيَّةً، كلُّ ذلكَ يقالُ؛ كما في الصِّحاح، أَي كلمةُ مُعاياةٍ ليَسْتخْرجَها؛ وهو مجازٌ.

  وقيلَ: الأُلْقِيَّةُ واحِدةُ الأَلاقِي، مِن قوْلِكَ: لَقِيَ الأَلاقِيَّ من شَرِّ وعُسْرٍ.

  وهم يَتَلاقَوْن بأُلْقِيَّةٍ لهم.

  والمَلْقَى، بالفتح: مَقامُ الأُرْوِيَّةِ من الجَبَلِ تَسْتَعْصِم به مِن الصيَّادِ.

  وفي التّهْذيبِ: أَعْلَى الجَبَلِ، والجَمْعُ المَلاقِي، ويُرْوَى قولُ الهُذَلِي:

  إذا سامَتْ على المَلْقاةِ سامَا⁣(⁣٦)

  وفُسِّرَ بهذا؛ والرِّوايَةُ المَشْهورةُ: على المَلَقاتِ، بالتّحْريكِ، وقد ذُكِرَ في القافِ.

  واسْتَلْقَى على قَفاهُ: نامَ.

  وقالَ الأزْهرِي: كلُّ شيءٍ كانَ فيه كالانْبِطاح ففيه اسْتِلْقاءٌ.

  وشَقِيٌّ لَقِيٌّ، كغَنِيِّ، اتْباعٌ؛ كما في الصِّحاح.

  وفي التّهذيب: لا يزالُ يَلْقَى شَرًّا.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اللَّقا، بالقَصْر: لُغَةٌ في اللِّقاءِ، بالمدِّ.


(١) سورة النمل، الآية ٦.

(٢) الصحاح واللسان وفيهما «السوائل»، وصدره:

فليتك حال البحر دونك كله

(٣) اللسان وفيه «فما» والمقاييس ٥/ ٢٦١ وفيه: «... فلا ينصهر»

(٤) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٥١ واللسان.

(٥) في القاموس: كأُغْنِيَّةٍ.

(٦) البيت لصخر الغي الهذلي، وهو في شعره في ديوان الهذليين ٢/ ٦٣ وصدره:

أتيح لها أقيدر ذو حشيف

والتكملة وعجزه في اللسان والتهذيب.