تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لهو]:

صفحة 171 - الجزء 20

  نَتَّخِذَ لَهْواً}⁣(⁣١). قالوا: أَيِ امْرأَةً تعالى اللهُ عن ذلكَ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  واللُّهْوَةُ، بالضَّمِّ والفتح، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضم: ما أَلْقَيْتَهُ في فَمِ الرَّحا*.

  وفي الصِّحاح: ما أَلْقَاهُ الطاحِنُ في فَمِ الرَّحا بيدِهِ؛ وأَنْشَدَ القالِي لعَمْرو بنِ كُلْثوم:

  يَكونُ ثِفَالُها شرقيّ نَجدٍ ... وَلُهْوَتُها قُضاعةُ أَجمعِينَا⁣(⁣٢)

  واللُّهْوَةُ، بالضم والفتح: العَطِيَّةُ، واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الضم، وقالَ: دَرَاهِمُ كانت أَو غيرُها.

  أَو أَفْضَلُ العَطايَا وأَجْزَلُها؛ عن ابنِ سِيدَه؛ كاللُّهْيَةِ، بالضم؛ وهذه على المُعاقبَةِ.

  واللُّهْوَةُ، بالضم: الحَفْنَةُ مِن المالِ. يقالُ: اشْتَراهُ بلُهْوةٍ مِن المالِ.

  أَو اللُّهْوةُ: الأَلْفُ من الدَّنانيرِ والدَّراهمِ لا غَيْر؛ وفي المُحْكم: ولا يقالُ لغيرِها، عن أَبي زيْدٍ.

  ولَهِيَ به، كرَضِيَ: أَحَبَّهُ.

  قالَ ابنُ سِيدَه: وهو مِن الأوَّل لأنَّ حبَّكَ الشيء ضَرْب من اللهْو به.

  ولَهِيَ عنه: سَلا ونَسِيَ وغَفَلَ وتَرَكَ ذِكْرَه. تقولُ: الْهَ عن الشيءِ أَي اتْرُكْه.

  وفي الحديثِ: إذا اسْتَأْثَر اللهُ بشيءٍ فالْهَ عنه». وكانَ ابنُ الزُّبَيْر إذا سَمِعَ صوْتَ الرعْدِ لَهِيَ عن حديثِهِ، أَي تَرَكَه وأَعْرَضَ عنه.

  كَلَها عنه، كدَعا، لُهِيًّا، كعُتِيِّ، ولِهْياناً، بالكسْر، وهُما مَصْدَرَا لَهِيَ، كرَضِيَ، كما هو نَصّ المُحْكم والصِّحاح وابنِ الأثير وتَلَهَّى مِثْل لَها، أَي لَعِبَ؛ كما في الصِّحاح. وفي المُحْكم: لَهِيَ وتَلَهَّى. غَفَلَ عنه ونَسِيَه؛ ومنه قولُه تعالى: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهّى}⁣(⁣٣)، وأَصْلُه تَتَلَهَّى أي تَتَشاغَلُ. يقالُ: تَلَهَّ ساعةً أَي تَشاغَل وتَعَلَّل وتمَكَّث.

  واللهاةُ من كلِّ ذي حَلقٍ: اللّحْمَةُ المُشْرِفَةُ على الحَلْقِ، أَو ما بينَ منْقَطَعِ أَصْلِ اللِّسانِ إِلى مُنْقَطَعِ القَلْبِ من أَعْلَى الفَمِ؛ كما في المُحْكم.

  وقال الجَوْهرِي: هي الهَنَةُ المُطْبِقةُ في أَقْصَى سَقْفِ الفَمِ، ج لَهَواتٌ؛ أَنْشَدَ القالِي للفرَزْدَق يمدَحُ بني تميمٍ:

  ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ ... كَذاكَ اللَّيْثُ يَزْدَرِدُ الذُّبابا⁣(⁣٤)

  وفي حديثِ الشَّاةِ المَسْمومَةِ: «فما زلْتُ أَعْرفُها في لَهَواتِ رَسُولِ اللهِ ».

  ولَهَيَاتٌ: مِثالُ القَطَيات، نقلَهُما الجَوْهرِي.

  ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ، بالضَّمِّ والكسر مع تَشْديدِ يائِهما؛ نقلَهُما ابنُ سِيدَه.

  ولَهاءُ ولِهاءٌ، كسَحابٍ وكِتابٍ؛ قالَ ابنُ سِيدَه. وبهما رُوِي قولُ الشاعرِ:

  يا لكَ مِن تَمْرٍ ومِن شِيشاءِ ... يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللهاءِ⁣(⁣٥)

  قال: فمَن فَتَحَ ثم مدَّ فعلى اعْتِقادِ الضَّرورَة، وقد رآهُ بعضُ النّحويِّين، والمُجتمعُ عليه عكْسُه، وزعَم أَبو عبيدَةَ⁣(⁣٦) أنَّه جمْع لَهاً على لِهاءٍ، وهذا لا يُعرَّج عليه ولكنَّه جمْع لَهاةٍ، لأنَّ فَعَلَة تُكسَّر على فِعالٍ، ونظِيرُه أَضاةٌ وإضاءٌ، وفي السالمِ رَحَبَةٌ ورِحابٌ ورَقَبَةٌ ورِقابٌ، انتَهَى.

  وقال الجَوْهرِي: إنَّما مدَّه ضَرُورَةً، ويُرْوى بكسْرِ اللامِ. قال أبو عبيدة⁣(⁣٧) هو جمْعُ لَهاً مِثْل الإضَاء جَمْع أضاً والأضا جمْعُ أُضاةٍ.


(١) سورة الأنبياء، الآية ١٧.

(*) كذا، وبالقاموس: الرَّحى.

(٢) من معلقته، مختار الشعر الجاهلي ٢/ ٣٦٥، والبيت في الأساس وعجزه في التهذيب.

(٣) سورة عبس، الآية ١٠.

(٤) ديوانه ط بيروت ١/ ١٠١ برواية: «يلتهم» بدل: «يزدرد»، واللسان.

(٥) اللسان والصحاح والثاني في التهذيب، بدون نسبة.

(٦) في اللسان: أبو عبيد.

(٧) الصحاح: أبو عبيد.