تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل اللام مع الواو والياء

صفحة 172 - الجزء 20

  قال ابنُ برِّي: إنَّما مدَّ اللهاء ضَرُورةٌ عنْدَ مَنْ رواهُ بالفَتْح لأنَّه مدّ المَقْصُور، وذلكَ ممَّا ينْكرُه البَصْريُّون، قالَ: وكذلكَ ما قَبْل هذا البَيْت:

  قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْلاء ... أنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواء

  فمدّ السِّعلاء والخَواء ضَرُورَةً.

  واللهْواءُ، مَمْدودٌ: ع؛ عن أَبي زيْدٍ.

  ولَهْوَةُ: اسمُ امْرأَةٍ⁣(⁣١)؛ عن ابنِ سِيدَه، قالَ:

  أَصدُّ وما بي من صُدُودٍ ومن غِنًى ... ولا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَهْوةَ لائقُ

  ولُهاءُ مِائَةٍ، بالضَّمِّ مع المدِّ: مثْلُ: زُهاؤُها ونُهاؤها زِنَةٌ ومَعْنًى؛ أَي قَدْرُها؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للعجَّاج:

  كأَنَّما لُهاؤُه لمَنْ جَهَر ... لَيْلٌ ورِزٌّ وَغْرِه لمن وَغَر

  ولاهاهُ مُلاهاةً ولِهاءً: قارَبَهُ؛ وقيلَ: نازَعَهُ؛ وقيلَ: دَاناهُ، هو بعَيْنِه بمعْنَى قارَبَهُ فهو تِكْرارٌ، ونَصُّ ابن الأعْرابي: لاهاهُ إذا دنا منه⁣(⁣٢) وهالاهُ إذا نازَعَهُ⁣(⁣٣)، فتأَمَّل هذه العِبارَةَ مع سِياقِ المصنِّفِ.

  ولاهَى الغُلامُ الفِطامَ: أَي دَنا منه وقَرُبَ.

  واللَّاهونَ: جاءَ ذِكْرُه في الحديثِ ونَصّه: «سأَلْتُ ربِّي أَن لا يعذِّبَ اللَّاهينَ من ذُرِّيَّةِ البَشَرِ فأَعْطانِيهم»، قيلَ: هم البُلْه الغافِلُون، وقيلَ: هم الذينَ لم يَتَعَمَّدُوا الذَّنْبَ، ونَصّ النِّهايةِ: الذّنُوبَ؛ وإنّما أَتَوْهُ وفرطَ منهم سَهْواً ونِسْياناً أَو غَفْلَةً أَو⁣(⁣٤) خَطَأَ، أَو هُم الأطْفالُ الذينَ لم يَقْتَرِفُوا ذَنْباً؛ أَقْوالٌ، وهو جمْعُ لاهٍ.

  وبَيْتُ لَهْيَا، بفتح فسكون: ع ببابِ دِمَشْقَ، ومنه: محمدُ بنُ بكَّارِ بنِ يَزِيد⁣(⁣٥) السّكْسَكيُّ اللهْييُّ، ذكَرَه المَالِينِي.

  وأَلْهَى: شَغَلَ، هذا قد تقدَّمَ في قوْلِه وألْهاه ذلكَ.

  وألْهَى: تَرَكَ الشَّيءَ ونَسِيَه، أَو تَرَكَه عَجْزاً.

  أَو أَلْهى: اشْتَغَلَ بسماعِ اللهْوِ، أَي الغِناءِ.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  اللهْوُ: الطَّبْلُ؛ وبه فُسِّر قولُه تعالى: {وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً}⁣(⁣٦)؛ نقلَهُ ابنُ سِيدَه.

  ويْكنَى باللهْوِ عن الجِماعِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي؛ ومنه سَجْعُ العَرَب: إذا طَلَعَ الدَّلْوُ: انْسَلَّ العِفْوُ وطلَب اللهْوَ الخِلْوُ.

  واللهْوُ في لُغَةِ حَضْرَمَوْت: الوَلَدُ.

  واللها، بالفتح: جَمْع لَهاةٍ، يُكْتَبُ بالألِفِ، أَنْشَدَ القالِي لأبي النجْمِ:

  يلقيه في طرف أُتَتْها من عَلِ⁣(⁣٧) ... قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

  وقد ذكَرَه الجَوْهرِي أَيْضاً.

  واللُّها، بالضم: جمْعُ لُهْوة الرَّحَى، ولُهْوة العَطِيّة؛ ومنه قولُهم: اللُّها تَفْتح اللها أَي العَطايَا تَفْتَح اللهَواتِ.

  ويقالُ: إنَّه لمَعْطاءُ اللُّها إذا كانَ جَواداً يُعْطِي الشيءَ الكَثيرَ.

  واللُّهْوةُ أَيْضاً: الدّفْعَةُ من رأْيٍ أَوْ حُلْمٍ، والجَمْع لهاً، وأَنْشَدَ القالِي لعبدَةَ بنِ الطَّبيب:

  ولُهاً من الكَسْبِ الذي يُغنيكُمُ ... يَوماً إذا احتَضَرَ النفوسَ المَطْمَعُ⁣(⁣٨)


(١) في القاموس بالرفع منونة، والكسر ظاهر.

(٢) قوله: «منه» زيادة عن اللسان والتهذيب.

(٣) في اللسان: «فازعه»، وفي التهذيب: «قارعه».

(٤) في القاموس: وخَطأً.

(٥) في التبصير ٣/ ١٢٣٦ «زيد وفي حاشيته عن نسخة: يزيد.

(٦) سورة الجمعة، الآية ١١.

(٧) في اللسان برواية:

تلقيه في طُرْقٍ أتتها من علِ

(٨) المفضلية ٢٧ البيت ٥، والضبط منها، وفيها: «احتصر النفوس».