تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مطو]:

صفحة 191 - الجزء 20

  تَمَضَّتْ إلينا لم يرِبْ عَيْنَها القَذَى ... بكَثْرةِ نِيرانٍ وظَلْماءَ حِنْدِسِ

  ويقالُ: مَضَيْتُ بالمَكانِ ومَضَيْتُ عليه.

  وكانَ ذلكَ في الزَّمَنِ الماضِي، وهو خِلافُ المُسْتَقْبل.

  وأَبو ماضِي: مِن كناهم.

  والمَضاءُ بنُ حاتِمٍ: محدِّثٌ.

  والمَضاءُ بنُ أَبي نُخَيْلَةَ رَجُلٌ، وفيه يقولُ أَبوه:

  يا رَبّ مَنْ عابَ المَضاءَ أَبَداً ... فاحْرِمْه أَمْثالَ المَضاءِ وَلَدا

  وأَمْضَى من السَّيْفِ. وسُيوفٌ مَواضٍ.

  وأَمْضَيْتُ له: تَرَكْته في قَلِيلِ الخطا حتى يَبْلغَ به أَقْصاهُ فيُعاقَب في مَوْضِع لا يكونُ لصاحِبِ الخطا فيه عذْرٌ؛ وكذلكَ أَمْدَيْت له وأَنْمَيْت له؛ نقلَهُ الأزْهرِي.

  والتَّمْضِيَةُ في الأمْرِ: الأمْضاءُ.

  [مطو]: ومَطا مَطْواً: جَدَّ في السَّيْرِ، وأَسْرَعَ.

  وقيلَ: مَطَا يَمْطُو إذا سارَ سَيْراً حَسَناً.

  ومَطا مَطْواً: أَكَلَ الرُّطَبَ مِن المَطْوِ، وهي الكِباسَةَ.

  ومَطَا مَطْواً: أَي صاحَبَ صَدِيقاً في السَّفَرِ.

  ومَطَا إذا فَتَحَ عَيْنَيْه، وأَصْلُ المَطْوِ المَدّ في هذا.

  ومَطا بالقَوْمِ مَطْواً: مَدَّ بهم في السَّيْرِ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، ومنه قولُ امْرئِ القَيْس:

  مَطَوْتُ بهم حتَّى يَكِلَّ غَرِيمُهُم ... وحتَّى الجِيادُ ما يُقَدْنَ بأَرْسانِ⁣(⁣١)

  ومَطَا المَرأَةَ مَطْواً: نَكَحَها.

  وتَمَطَّى النَّهارُ وغيرُهُ، كالسَّفَرِ والعَهْدِ، امْتَدَّ وطالَ؛ وهو مجازٌ.

  والاسْمُ مِن كلِّ ذلكَ: المُطَواءُ، كغُلَواء. وقالَ أبو عليِّ القالِي: المُطواءُ التَّمطِّي عنْدَ الحُمَّى. والمَطَا: التَّمَطِّي؛ عن الزجَّاجي حَكَاهُ في الجُمَلِ، قَرَنَه بالمَطا الذي هو الظَّهْر؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي لذُّرْوَة بن جُحْفَةَ الصُّمُوتي:

  شَمَمْتُها إذْ كَرِهَتْ شَمِيمِي ... فَهْيَ تَمطَّى كَمْطا المحمومِ

  والمَطَا: الظَّهْرُ لامتدادِه. وقيلَ: هو حَبْلُ المَتْنِ من عَصَبٍ أَو عَقَبٍ أَو لَحْم؛ ج أَمْطاءٌ.

  والمَطِيَّةُ: الدَّابَّة تُمَطُّ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي عن الأصْمعي؛ وفي المُحْكم: تَمْطُو في سَيْرِها، واحِدٌ وجَمْعٌ.

  قالَ الجَوْهرِي: قالَ أَبو العُمَيْثل: المَطِيَّةُ تُذَكَّر وتُؤَنَّثُ؛ وأَنْشَدَ أبو زيْدٍ لربيعَةَ بنِ مَقْرُوم الضَّبِّي جاهِلِي⁣(⁣٢):

  ومَطيته مَلَثَ الظَّلامِ بَعَثْتُه ... يَشْكُو الكَلالَ إليَّ دامِي الأظْلَلِ⁣(⁣٣)

  وقيلَ: المَطِيَّةُ: الناقَةُ يُرْكَبُ مَطاها؛ أَو البَعيرُ يُمْتَطَى ظَهْرُه؛ ج: مَطايا ومَطِيٌّ، ومِن أَبياتِ الكتابِ:

  متى أَنامُ لا يُؤَرِّقْني الكَرِي ... لَيْلاً ولا أسْمَعُ أَجْراسَ المَطِي⁣(⁣٤)

  وأَنْشَدَ الأَخْفَش:

  ألم تَكُنْ حَلَفْتَ باللهِ العَلِي ... أنَّ مَطايَاكَ لَمِنْ خَيْرِ المَطِي؟

  قالَ الجَوْهرِي: والمَطايا فَعالَى، وأَصْلُه فعائِلُ إلَّا أنَّه فُعِل به ما فُعِلَ بخَطايَا.

  وامْتَطاها وأمْطاها: جَعَلَها مَطِيَّةً.

  قالَ الأُمَوي: امْتَطَيْناها جَعَلْناها مَطايانا.


(١) ديوانه ط بيروت ص ١٧٥ برواية: «تكلّ مطيهم» وفي اللسان «غريهم» والمقاييس ٥/ ٣٣٢.

(٢) كذا بالأصل، قلت: ربيعة شاعر مخضرم، أسلم وحسن إسلامه ... وعاش في الإسلام زماناً شهد القادسية وجلولاء وغيرهما من الفتوح. وقال ابن حجر في الإصابة: كان ربيعة أحد شعراء مضر في الجاهلية والاسلام.

(٣) شعراء إسلاميون، شعر ربيعة ص ٢٧٢، برواية: «ومطيه» واللسان والصحاح.

(٤) كتاب سيبويه ٣/ ٩٥.