تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مطو]:

صفحة 192 - الجزء 20

  وقالَ أبو زيْدٍ: امْتَطَيْتُها اتَّخَذْتُها مَطِيَّةً.

  والمَطْوُ، بالفتح ويُكْسَرُ: جَرِيدَةٌ تُشَقُّ شَقَّتَيْنِ ويُحْزَمُ بها القَتُّ من الزَّرْعِ وذلكَ لامْتِدادِها. وأَيْضاً: الشِّمْراخُ بلُغَةِ بلحارِثِ بنِ كعْبٍ. كالمَطَا، مَقْصورٌ لُغَة فيه عن ابنِ الأعْرابي.

  وقالَ أبو حنيفَةَ: المَطْوُ والمِطْوُ عِذْقُ النَّخْلَةِ، وهي أَيْضاً الكِباسَةُ والعاسِي⁣(⁣١)؛ واقْتَصَرَ الجَوْهرِي على الكَسْر؛ وأَنْشَدَ أَبو زيادٍ:

  وَهَتَفُوا وَصرَّحُوا يا أَجْلَحْ ... وكان هَمِّي كلّ مِطْوٍ أمْلَحْ

  هكذا ضَبَطَهُ ابنُ برِّي، بكسْر الميمِ؛ ج مِطاءٌ، كجرْوٍ وجِراءٍ؛ كما في الصِّحاح؛ وأَنْشَدَ ابنُ برِّي للراجز:

  تحَدَّرَ⁣(⁣٢) عن كَوافِرِهِ المِطاءُ

  وأَمْطاءٌ، يكونُ جَمْعاً للمَفْتوحِ وللمَكْسورِ، ومَطِيٌّ، كغَنِيِّ، اسْمٌ للجَمْعِ.

  والأُمْطِيُّ، كتُرْكِيِّ: صَمْغٌ يُؤْكَلُ، سُمِّي به لامْتِدادِه، ويقالُ لشَجَره اللُّبايَةُ؛ قيلَ: هو ضَرْبٌ من نَباتِ الرَّمْلِ يَمْتَدُّ ويَنْفرشُ.

  وقال أبو حنيفَةَ: شَجَرٌ يَنْبُتُ في الرّمْلِ قُضْباناً وله عِلْكٌ يُمْضَغُ.

  والأُمْطِيُّ أَيْضاً: المُسْتَوِي القامَةِ المَديدُها.

  والمَطْوةُ: السَّاعَةُ لامْتِدادِها.

  والمِطْوُ، بالكسْر: النَّظِيرُ والصَّاحِبُ؛ وأَنْشدَ الجَوْهرِي:

  نادَيْت مِطْوي وقد مالَ النهارُ بهمْ ... وعَبْرةُ العَيْن جارٍ دَمْعُها سَجمُ⁣(⁣٣)

  وقالَ رجُلٌ من أزْدِ السّراةِ يَصِفُ بَرْقاً؛ وقالَ الأصْبهاني: إنَّه ليَعْلى بنِ الأحْول:

  فَظَلْتُ لدى البَيْتِ العَتِيقِ أُخِيلُه ... ومِطْوايَ مُشْتاقانِ لَهْ أَرِقانِ⁣(⁣٤)

  أَي صاحِبَاي.

  ويقالُ: المِطْوُ الصاحِبُ في السَّفَرِ خاصَّةً.

  وقال الراغبُ: هو الصاحِبُ المُعْتَمَدُ عليه، وتَسْمِيَته بذلكَ كتَسْمِيَته بالظَّهْر. والمَطْوُ: سُنْبُلُ الذُّرَةِ لامْتِدادِهِ.

  قالَهُ النَّضْر.

  * وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  التَّمَطِّي: التَّبَخْتُر ومَدُّ اليَدَيْن في المَشْيِ، ويقالُ: هو مَأْخُوذٌ مِن المَطِيطَةِ، وقد ذُكِرَ في الطاءِ؛ وقولُه تعالى: {ثُمَّ ذَهَبَ إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطّى}⁣(⁣٥)، أَي يمدُّ مَطاهُ أَو يَتَبَخْتَرُ.

  وفي حديثِ تَعْذِيبِ بِلالٍ: «وقد مُطِيَ في الشمْسِ»، أَي مُدَّ وبُطِحَ.

  وتَمَطَّى: سارَ سَيْراً طَوِيلاً مَمْدوداً؛ ومنه قولُ رُؤْبَة:

  به تمَطَّتْ غَوْلَ كلِّ مِيلَهِ ... بنا حَراحِيجُ المَهارِي النُّفَّهِ⁣(⁣٦)

  وقولُه: أَنْشَده ثَعْلَب:

  تَمَطَّتْ به أُمُّه في النِّفاسِ ... فليسَ بِيَتْنٍ ولا توأمِ⁣(⁣٧)

  فسَّره فقالَ: يريدُ أنَّها زادَتْ على تِسْعَة أَشْهُر حتى نَضَّجَتْهُ وجرَّتْ حَمْلَه.


(١) في التهذيب: الكناب والعاسي.

(٢) في اللسان: تَخَدّد.

(٣) اللسان والصحاح والمقاييس ٥/ ٣٣٢ وضبط «سجم» في الصحاح والمقاييس بفتح السين وكسر الجيم، وأهمل في اللسان ضبط الجيم.

(٤) اللسان والصحاح والتكملة، وبهامش المطبوعة المصرية: «يقرأ بسكون الهاء من له، للوزن كما هو مضبوط في التكملة» ونسبه في التكملة للأحول الكندي.

(٥) سورة القيامة، الآية ٣٣.

(٦) اللسان والثاني فيه برواية:

بنا حراجيج المطي النفه

وذكر الرواية الواردة بالأصل، والرجز في التهذيب وفيه «كل رسيلة» بدل «كل ميله» والصحاح.

(٧) اللسان والتهذيب بدون نسبة.