فصل النون مع الواو والياء
  كالرَّمْلِ الذي في الكاثِبِ؛ ونقلَهُ الجَوْهرِي أيْضاً.
  قالَ ابنُ برِّي: الصَّحِيحُ في النَّبِّي هنا أَنَّه اسْمُ رَمْلٍ مَعْروف؛ وقيلَ: الكاثِبُ: اسْمُ قُنَّةٍ في الصاقِبِ، وقيلَ: يَقُومُ بمعْنَى يُقاوِمُ، انتَهَى.
  وقال الزجَّاجُ: القِراءَةُ المُجْمَعُ عليها في {النَّبِيِّينَ} و {الْأَنْبِياءَ} طَرْح الهَمْزة، وقد هَمَز جماعَةٌ مِن أَهْلِ المَدينَةِ جَمِيعَ ما في القُرْآنِ من هذا؛ واشْتِقاقُه مِن نَبَّأَ وأَنْبَأَ، أَي أَخْبَر؛ قالَ: والأَجْود تَرْكَ الهَمْز لأنَّ الاسْتِعمالَ يُوجِبُ أَنَّ ما كانَ مَهْموزاً مِن فَعِيل فجمعه فُعَلاء مِثْل ظَرِيفٍ وظُرَفاء، فإذا كانَ مِن ذواتِ الياءِ فجمْعُه أَفْعِلاء نَحْو غَنِيِّ وأَغْنِياء ونَبِيِّ وأَنْبِياء بغَيْرِ هَمْز، فإذا هَمَزْت قلْتَ نَبِيء ونُبَآء مما تقولُ في الصَّحِيح، قالَ: وقد جاءَ أَفْعلاء في الصَّحِيح، وهو قَلِيلٌ، قالوا خَمِيسٌ وأَخْمساء ونَصِيَبٌ وأنْصِباء، فيجوزُ أَن يكونَ نَبيّ من أَنْبَأْتُ ممَّا تركَ هَمْزه لكَثْرةِ الاسْتِعْمال، ويَجوزُ أَن يكونَ مِن نَبَا يَنْبُو إذا ارْتَفَعَ، فيكونُ فَعِيلاً مِن الرِّفْعةِ.
  والنَّباوَةُ: ع بالطَّائِفِ، وقد جاءَ في الحديثِ: «خَطَبنا رَسُولُ الله، ﷺ، بالنَّباوَةِ مِن الطائِفِ».
  والنَّباوَةُ، بالكسر: النُّبُوَّةُ، أَي اسْمٌ منه على رأْيِ مَنْ قال إنَّ النَّبِيَّ مَأْخوذٌ مِن النّباوَةِ.
  ونابِي بنُ ظَبْيانَ: محدِّثٌ. ونابِي بنُ زيْدِ بن حرام الأنْصارِيُّ: جَدُّ عُقْبَةَ بنِ عامِرٍ: وجَدُّ والِدِ ثَعْلبَةَ بن عَنْمَةَ(١) بنِ عَدِيِّ بنِ نابِي بنِ عَمْرو بنِ سوادِ بن غنم بنِ كعْبِ بنِ سلمَةَ السّلميّ، الصَّحابِيَّيْنِ. أَمَّا عُقْبَةُ بنُ عامِرٍ فإنَّه بَدْرِيٌّ شهِدَ العَقَبَةَ الأُولى وقُتِلَ باليَمامَةِ. وأمَّا ثَعْلبةُ ابنُ عنمةَ فإنَّه شهِدَ بدْراً والعَقَبَةَ وقُتِلَ يومَ الخَنْدقِ ويَوْم خَيْبَر، وهو خالُ جابِرِ بنِ عبدِ الله.
  قُلْتُ: وابنُ أَخِي الأوَّل بهيرُ(٢) بنُ الهَيْثمِ بنِ عامِرٍ صَحابيٌّ أَيْضاً، ومِن أَوْلادِ نابِي بنِ عَمْرو السّلمي مِن الصَّحابَة: عُمَرُ بنُ عُمَيْر وعَبْسُ بنُ عامِرٍ وأَسْماءُ بنْتُ عَمْرو بني عَدِيِّ بن نابِي، فهؤلاء كُلُّهم لَهُم صُحْبَة، ¤.
  وكسُمَيٍّ: نُبَيُّ بنُ هُرْمُزَ(٣) الباهِلِيُّ أَو الذُّهُلِيُّ تابِعِيٌّ عن عليِّ، وعنه سماكُ بنُ حَرْب.
  وذُو النَّبَوانِ، محرَّكة: وَدِيعَةُ بنُ مَرْثَدٍ اليَرْبُوعي مِن الفُرْسانِ.
  ونَبَوانُ(٤)، مُحرَّكةً: ماءٌ نَجْدِيٌّ لبَني أَسَدٍ، وقيلَ: لبَني السَّيِّدِ من ضبةَ؛ قالَهُ نَصْر؛ ومنه قولُ الشاعر:
  شَرْجٌ رَواءٌ لَكُما وزُنْقُبُ ... والنَّبَوانُ قَصَبٌ مُثَقَّبُ
  يَعْني بالقَصَبِ مَخارِجَ ماءِ العُيونِ، ومُثَقَّب: مَفْتوح بالماءِ.
  وأَنْبَيْتُهُ إنْباءً: نَبَّأْتُه، أَي أَخْبَرْتُهُ، لُغَةٌ في أَنْبَأْته، ومنه قولُ الشاعرِ:
  فمن أَنْبَاك أَنَّ أبَاكَ ذيبُ
  وعليه أُخْرِجَ المَثَلُ: الصِّدْقُ يُنْبي عنْكَ لا الوعيدُ؛ أَي أنَّ الفِعْلَ يُخْبرُ عن حَقِيقَتِك لا القَوْل؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.
  وهناك قوْلٌ آخَرُ نَذْكُره فيما بعد.
  وأَبو البيانِ: نَبَا بنُ محمدِ بنِ محفُوظِ بن أَحمدَ القُرَشِيُّ الدِّمَشْقي الزَّاهدُ، شَيْخُ البَيانِيِّينَ(٥)، ذَكَرَه أَبو الفُتوحِ الطَّاوِسي في رِسالَةِ الخرق ولَقّبَهُ بقُطْبِ العارِفِينَ، وقالَ: إنَّه رأَى النَّبيَّ، ﷺ، عياناً وأَلْبَسَهُ الخرقَةَ الشَّريفَةَ مع بُعْدِ العَصْر، وكانَ المَلْبوسُ معه معايناً للخَلقِ، ونسبَ إليه الخِرْقَة يقالُ لها النّبائِيَّة والبَيائِيَّة؛ قال الحافِظُ تُوفي في سنة ٥٥١.
  قلْت: وذكَرَ الطَّاوِسي سَنَدَ لِبْسِه لخِرْقتِه إليه، فقالَ: لَبِسْتها مِن يَدِ الشيخِ عبدِ الرحيمِ بنِ عبدِ الكَريمِ الجرهي عن قاضِي القُضاةِ كَمال الدِّيْن محمد بن أَحمدَ بن عبْدِ
(١) في القاموس: «غَنْمَةَ» والثبت كالتبصير ١/ ٥٤.
(٢) في التبصير ١/ ٥٤ «نُهَير» ومثله في أسد الغابة.
(٣) على هامش القاموس عن نسخة: زُبَيرٍ.
(٤) في القاموس: والنَّبُوانِ.
(٥) في التبصير ١/ ٢٢١ شيخ البيانية.