تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[أي]:

صفحة 245 - الجزء 20

  بآيةِ ما أنَّ النّقا طَيِّبُ النَّشا ... إذا ما اعْتَراهُ آخِرَ اللّيْل طارِقُهُ

  ومن النَّتْن النَّشا، سُمِّي بذلكَ لنَتْنِهِ في حالِ عَمَلِه.

  قالَ ابنُ برِّي: فهذا يدلُّ على أَنَّ النَّشا عَرَبيٌّ وليسَ كما ذَكَرَه الجَوْهرِي، قالَ: ويدلُّكَ على أَنَّ النَّشا ليسَ هو النَّشاسْتَجِ، كما زَعَم أَبو عبيدٍ في بابِ ضُروبِ الألْوانِ مِن كتابِ الغَرِيبِ المصنَّف الأُرْجُوان: الحُمْرَةُ، ويقالُ الأُرْجُوان النَّشاسْتَج، وكَذلكَ ذَكَرَه الجَوْهرِي في فصْلِ رجا فقالَ: والأُرْجُوان صبْغٌ أَحْمر شَدِيدُ الحُمْرةِ؛ قالَ أبو عبيدٍ: وهو الذي يقالُ له النَّشاسْتَج، والبَهْرَمان دُونَه، قالَ ابنُ برِّي: فثَبَتَ بهذا أنَّ النَّشاسْتَج غَيْرُ النَّشا.

  ومحمدُ بنُ حبيبٍ النَّشائيُّ: محدِّثٌ؛ هكذا في النسخ والصَّوابُ محمدُ بنُ حرب قالَ الحافظُ في التّبْصير: هو مِن المَشايخِ النبل نُسِبَ إلى عملِ النَّشا.

  ونَشْوَى، كسَكْرَى؛ كذا في النسخِ وضَبَطَه ياقوتُ كحمزى⁣(⁣١)؛ د. بأَذْرَبِيجان⁣(⁣٢)، أَو مِن أرّ أن بلصقِ إرْمِينِيَة، منه الإمامُ أَبو الفَضْلَ خداداءُ⁣(⁣٣) بنُ عاصِمِ بنِ بكران النَّشويُّ خازاندار الكُتُب بجنزة⁣(⁣٤)، رَوَى عن أَبي نَصْر عبدِ الواحدِ بنِ عسْرَة⁣(⁣٥) القَزْويني، وعنه ابن ماكولا.

  ولا تَقُلْ نَخْجَوانُ، بالخَاءِ والجيمِ، ولا نَخْشَوانُ، بقلْبِ الجيمِ شيناً، ولا نَقْشَوانُ، بقلْبِ الخاءِ قافاً، فإنَّها مِن إطْلاقاتِ العامَّة، وصَحَّح بعضٌ نَخْجَوان وجَعَلَ النِّسَبَ إليه نَشَويٌّ على غيرِ القِياسِ.

  وأُتْرُجَّةٌ نَشْوَةٌ: إذا كانتْ لسَنَتِها.

  والنَّشاةُ: الشَّجَرَةُ اليابِسَةُ، ج نَشاً، كعَصاةٍ⁣(⁣٦) وعَصاً؛ ذَكَرَه المطرز. قال ابنُ سِيدَه: إمَّا أَنْ يكونَ على التَّحْويل، وإمَّا أنْ يكونَ على ما حَكَاه قُطْرب مِن أَنَّ نَشا يَنْشَوُ لُغَة في يَنْشَأَ؛ قالَ الهُذَلي:

  تَدَلَّى عَلَيْه من بَشام وأَيْكةٍ ... نَشاة فُرُوعِ مُرْثَعِنِّ الذَّوائِبِ⁣(⁣٧)

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  النّشا، مَقْصورٌ، ومَصْدَر نشا رِيحاً، كعَلِمَ، إذا شَمَّها؛ كالنَّشاة، يقالُ للرَّائِحةِ نَشاةٌ ونَشاً؛ نقلَهُ ابنُ برِّي عن عليِّ ابنِ حَمْزةَ، والجَمْعُ أَنْشاءٌ.

  وأَنْشاكَ الصَّيْد: شَمَّ رِيحَكَ.

  وأَنْشاكَ الشَّرابُ: أَسْكَركَ؛ ومنه قَهْوةُ الانْشاءِ.

  وامْرأَةٌ نَشْوَى، والجَمْعُ نَشَاوَى، كسَكَارَى، قال زُهَيْر:

  وقد أَغْدُو على ثُبةٍ كِرامٍ ... نَشَاوَى واجِدينَ لمَا نَشَاءُ⁣(⁣٨)

  والاسْتِنْشاءُ في الوضوءِ: هو الاسْتِنْشاقُ.

  وقال الأصْمعي: يقالُ اسْتَنْش هذا الخَبَرَ واسْتَوِشِ، أَي تَعرَّفْه.

  والمُسْتَنْشِيةُ: الكاهِنَةُ لأنَّها تَبْحثُ الأخْبارَ؛ ويُرْوَى بالهَمْزِ، وقد ذُكِرَ في محلِّه.

  ونَشَوْتُ في بَني فلانٍ نَشْوَةً ونَشْواً: كَبِرْتُ؛ عن ابن القطَّاع.

  قال قُطْرب: هي لُغَةٌ وليسَ على التَّحْويلِ.

  والنَّشْوُ: اسْمٌ لجَمْعِ نَشاة للشَّجَرَةِ اليابسَةِ: ومنه قولُ الشاعرِ:

  كأَنَّ على أَكْتافِهِم نَشْوَ غَرْقَدٍ ... وقد جاوَزُوا نَيَّانَ كالنَّبَطِ الغُلْفِ


(١) قيده ياقوت بالنص: بفتح أوله وثانيه وثالثه.

(٢) عن القاوس وياقوت وبالأصل بأزربيجان، بالزاي.

(٣) في ياقوت «حداد» وفي الباب: «خذا داه».

(٤) عن اللباب وياقوت وبالأصل «بخبزة».

(٥) عن اللباب وياقوت وبالأصل «بسرة».

(٦) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: كعصاة وعصا، كذا بخطه ولعله تصحيف: كقناة «وقنا».

(٧) البيت لصخر الغي، شرح أشعار الهذليين ١/ ٢٤٨ واللسان منسوباً فيه للهذلي.

(٨) ديوان زهير بن أبي سلمى ط بيروت ص ١١ واللسان.