تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نصو]:

صفحة 246 - الجزء 20

  والناشِي: شاعِرٌ مَعْروفٌ.

  والنِّشْوَةُ، بالكسْر: الخَبَرُ أَوَّلُ ما يَرِدُ ونشْوَةٌ: قَرْيةٌ بمِصْرَ مِن الشرقيةِ.

  ونَشا: قَرْيةٌ مِن أَعْمالِ الغَربيةِ وقد وَرَدْتُها، ومنها الشيخُ كمالُ الدِّينْ النّشائيُّ مُصنِّفُ جامِعِ المُخْتَصَرات، وأَبُوه مِن كبارِ الفُضَلاءِ وغيرُهُما.

  وأَنْشَى الرَّجُل: تَناسَلَ ماله، والاسْمُ النّشاءُ؛ عن ابن القطَّاع.

  والمناشى: قُرًى بمِصْرَ.

  ومنتشا: بلَدٌ بالرُّومِ.

  والمُنْشِيَّةُ⁣(⁣١): مدينةٌ عَظِيمةٌ تجاه أخْمِيم، وقد دَخَلْتها.

  [نصو]: والناصِيَةُ والنَّاصاةُ، الأخيرَةُ لغةٌ طائِيَّةٌ وليسَ لها نَظِير إلَّا بادِيَةٌ وبادَاةٌ وقارِيَةٌ وقارَاةٌ، وهي الحاضِرَةُ، وناحِيَةٌ ونَاحاةٌ: قُصاصُ الشّعَرِ في مُقدَّمِ الرأْسِ، والجمْع النَّواصِي؛ وشاهِدُ النَّاصاةِ قولُ حُرَيْث بنِ عتاب الطائي:

  لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طيِّئٌ ... بحَرْبِ كناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ⁣(⁣٢)

  كذا أَنْشَدَه الجَوْهري.

  وقال الفرَّاءُ في قولهِ تعالى: {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ}⁣(⁣٣)، ناصِيَة مُقدَّم رأْسِه أَي لَنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بها أَي لنُقِيمنَّه ولنُذلَّنَّه.

  قالَ الأزْهري: النَّاصِيَةُ في كَلامِ العَرَبِ مَنْبتُ الشَّعَرِ في مقدَّم الرَّأْسِ لا الشَّعَرُ الذي تُسَمِّيه العامَّة الناصِيَة، وسُمِّي الشَّعَر ناصِيَةُ لنَباتِه مِن ذلك المَوْضِع؛ وقيلَ في قوله تعالى: {لَنَسْفَعاً بِالنّاصِيَةِ}، أي لنُسَوِّدَنَّ وَجْهَه بكفت⁣(⁣٤) النَّاصِيَة لأنَّها في مقدَّمِ الوَجْه مِن الوَجْه؛ والدَّليلُ على ذلكَ قولُ الشَّاعرِ:

  وكُنْتُ إذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ به ... سَفَعْتُ على العِرْنِينِ منه بِميسَمِ⁣(⁣٥)

  وقوله تعالى: {ما مِنْ دَابَّةٍ إِلّا هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها}⁣(⁣٦)؛ قال الزجَّاج: أَي في قَبْضتِه تَنالهُ بما شاءَ قُدْرَته، وهو سبْحانُه لا يَشاءُ إلَّا العَدْلَ.

  ونَصاهُ يَنْصُوه نَصْواً: قَبَضَ بناصِيَتهِ؛ وفي الصِّحاح: على ناصِيَتهِ.

  وفي حديثِ ابن عبَّاسِ: «أنّه قال للحُسَيْن، رضِيَ الله تعالى عنهم، حينَ أَرادَ العِراق: لولا أَنِّي أَكْرَهُ لنَصَوْتك، أَي أَخَذْتُ بناصِيَتِك ولم أَدَعْكَ تَخْرج.

  كأَنْصَى أَو نَصا النَّاصِيَةَ: مَدَّ بها؛ وبه فُسِّر حديثُ عائِشَةَ حينَ سُئِلَت عن تَسْريحِ رأْسِ المَيِّتِ فقالت: «عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكُم»، أَرادَتْ أَنَّ الميِّتَ لا يَحْتاجُ إلى تَسْريحِ الرأْسِ، وذلكَ بمنْزِلَةِ الناصِيَةِ.

  وقال الجَوْهرِي: أَي عَلَام تَمدُّونَ ناصِيَتَه، كأَنَّها كَرِهَتْ تَسْريحَ رَأْسِ الميِّتِ.

  ونَصَتِ المَفازَةِ تَنْصُو نَصْواً: اتَّصَلَتْ.

  ونَصا الثَّوْبَ نَصْواً. كَشَفَهُ، كأنَّه لُغةٌ في نَضا بالضادِ كما سَيَأْتي.

  وناصَيْتُه مُناصاةً ونِصاءً، بالكسر، نَصَوْتُهُ ونَصانِي، أَي جاذَبْتُه فأَخَذَ كلٌّ منَّا بناصِيَةِ صاحِبهِ.

  وفي الصِّحاح: المُناصاةُ والنِّصاءُ الأَحْذُ بالنَّواصِي، انتَهَى. وأَنْشَدَ ثَعْلَب:

  فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ نَفْسَه ... خَلِيعاً تُناصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ

  وقال ابنُ دُرَيْدٍ: ناصَيْتُه جَذَبْتُ ناصِيَتَه: وأنْشَدَ:

  قِلالُ مَجْدٍ فَرَّعَتْ آصَاصا ... وعِزَّةً قَعْساءَ لنْ تُناصَى

  وفي حديثِ عائِشَةَ: «لم تكُنْ واحِدَةٌ مِن نِساءِ النَّبيِّ، ، تُناصِيني غَيْر زَيْنَبَ»، أَي تُنازِعُني وتُبارِيني، وهو أَنْ يأْخُذَ كلُّ واحدٍ مِن المُتنازِعِين بناصِيَةِ الآخر؛ وقال عمْرُو بنُ مَعْدِيكرب:


(١) ضبطت عن ياقوت.

(٢) اللسان منسوباً لحريث، والتهذيب والصحاح بدون نسبة.

(٣) سورة العلق، الآية ١٥.

(٤) في اللسان والتهذيب: فكفت الناصية.

(٥) البيت للأعشى، ديوانه ص ١٨٢ برواية:

«نوت به صقعت على العرنين»

والمثبت كرواية اللسان والتهذيب ولم ينسباه.

(٦) سورة هود، الآية ٥٦.