تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[نغو]:

صفحة 257 - الجزء 20

  نَظَرْتَ إلى الكَواكِبِ رأَيْتها تتحرَّكُ بتَحَرُّكِ الماءِ؛ قال الراجزُ:

  أَرْخى يَدَيْه الادْم وَضَّاح اليَسَر ... فتَركَ الشَمسَ يُناغِيهِ القَمَر

  أَي صَبَّ لَبَناً فتَركَه يُناغِيه القمرُ، قالَ: والأُدْم السَّمْنُ، والناغِيَةُ: الكَلمةُ؛ ومنه قولُ سيِّدنا عليٍّ: «حتى لا أنغى ناغِيَة»؛ وقد ذُكِرَ في الخُطْبةِ.

  [نغو]: والنَّغْوَةُ: أَهْملَهُ الجَوْهري.

  وقالَ أَبو عَمْرو: النَّغْوَةُ والنَّغْيَةُ: النَّغْمَةُ.

  ويقالُ: نَغَوْتُ ونَغَيْتُ نَغْوَةً ونَغْيَةً؛ وكَذلكَ مَغَوْتُ ومَغَيْتُ؛ وما سَمِعْتُ له نَغْوةً أَي كلمةً.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  نُغائي، بالضم والمَدِّ مُمالاً: جِيلٌ مِن الأكْرادِ.

  [نفي]: ي نَفاهُ يَنْفِيه نَفْياً ويَنْفُوهُ؛ أيْضاً لُغَة عن الإمام أبي حَيَّانَ في الارْتِشافِ كما يأْتي؛ نَحَّاهُ وطَرَدَهُ وأَبْعَدَهُ؛ ومنه قوله تعالى: {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ}⁣(⁣١)، أَي يُطْرَدُوا، وقيلَ مَعْناه يُقاتَلونَ حيثُ تَوَجَّهوا منها، وقيل: نَفْيُهم إذا لم يَقْتلوا ولم يَأْخذوا مالاً أَن يُخَلَّدوا في السِّجْن إلَّا أن يَتُوبُوا قبْلَ أَن يُقْدَرَ عليهم.

  ونَفْيُ الزَّاني الذي لم يُحْصِنْ: أَن يُنْفَى مِن بلدِه الذي هو به إلى بلدٍ آخر سَنَةً، وهو التَّغْريبُ الذي جاءَ في الحديثِ.

  ونَفْيُ المُخَنَّثِ: أَن لا يُقَرَّ في مدنِ المُسْلِمِين؛ وفي الحديثِ: «المدينَةُ كالكِيرِ تَنْفِي خَبَثَها»، أَي تُخْرِجُه عنها.

  فنَفَى* هو لازمٌ متعدِّ، ومنه قولُ القُطامي:

  فأصْبَح جاراكُم قَتِيلاً ونافِياً ... أَصَمَّ فزَادُوا في مَسامِعِه وَقْرا⁣(⁣٢)

  أَي مُنْتَقِياً ومن هذا يقالُ: نَفَى شَعَرُ فلانٍ يَنْفي إذا ثارَ واشْعانَّ وشَعَثَ وتَساقَطَ.

  وانْتَفَى: تَنَحَّى، وهو مُطاوعُ نَفاهُ إذا نَحَّاه وطَرَدَه.

  ونَفَى السَّيْلُ الغُثاءَ: حَمَلَه ودَفَعَه؛ قال أَبو ذؤَيْبٍ يصِفُ يَراعاً:

  سَبيٌّ مِنْ أباءَتِهِ نَفاهُ ... أَتيٌّ مَدَّهُ سُحَرٌ ونُوبُ⁣(⁣٣)

  ونَفَى الشَّيءَ نَفْياً: جَحَدَهُ؛ ومِنْهُ نَفَى الأبُ الابنَ يقالُ: ابنٌ نَفِيٌّ، كغَنِيٍّ إذا نَفاهُ أَبُوهُ عن أَنْ يكونَ له ولداً.

  ونَفَتِ الرِّيحُ التّرابُ نَفْياً ونَفَياناً، بفتحهما، أَطارَتْهُ.

  ونَفَى الدَّراهِمَ نَفْياً: أَثارَها للانْتِقادِ، قال الشاعرُ:

  تَنْفِي يَدَاها الحَصَا في كلِّ هاجِرَةٍ ... نَفْيَ الدَّراهمِ تَنْقادُ الصَّياريف

  ونَفَتِ السَّحابَةُ ماءَها نَفْياً: مَجَّتْه، أَي صَبَّتْهُ ودَفَعَتْهُ.

  والنَّفِيُّ، كغَنِيٍّ: ما جَفَأَتْ به القِدْرُ عنْدَ الغَلَيانِ.

  والنَّفِيُّ أَيْضاً: ما تَطَايَرَ مِن الماءِ عن الرِّشاءِ عنْدَ الاسْتِقاءِ كالنَّثِيِّ.

  وقيلَ: ما وَقَعَ مِن الماءِ عن الرِّشاءِ على ظَهْرِ المُسْتَقي لأنَّ الرِّشاءَ تَنْفيه.

  وفي الصِّحاح: ما تَطايَرَ من الرِّشاءِ على ظَهْرِ المائحِ؛ وأنْشَدَ للأَخْيَل:

  كأَنَّ مَتْنَيْه من النَّفِيِّ ... مَواقِعُ الطَّيرِ على الصّفِيِّ⁣(⁣٤)

  قالَ ابنُ سِيدَه: كذا أَنْشَدَه أَبو عليٍّ، وأَنْشَدَه ابنُ دُرَيْدٍ


(١) سورة المائدة، الآية ٣٣.

(٢) اللسان والتهذيب وصدره في الصحاح منسوباً للقطامي، وفي التكملة، قال الصاغاني: وليس الشعر للقطامي، وإنما هو للأخطل ... والبيت كثير الروايات.

(*) كذا وبالقاموس: فَنَفَا.

(٣) ديوان الهذليين ١/ ٩٢ برواية: «من براعته صُحَرٌ ونوبُ» واللسان وفيه «صحر ولوب».

(٤) الصحاح، واللسان والتهذيب وبينهما:

من طول إشرافي على الطوي

وفي الجمهرة: «كأن متنى» قال ابن دريد: وهو الصحيح.