تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[ننى]:

صفحة 267 - الجزء 20

  صَرَمَتْ أُمَيْمَةُ خُلَّتي وصِلاتي ... ونَوَتْ ولمَّا تَنْتَوي كنَواتي⁣(⁣١)

  ويُرْوَى بنَواتي.

  ونَوَى الله فلاناً: حَفِظَهُ.

  قال ابنُ سِيدَه: ولسْتُ منه على ثِقَةٍ.

  وفي التهذيبِ: قالَ الفرَّاء: نَواكَ الله أَي حَفِظَكَ؛ وأَنْشَدَ:

  يا عَمْرو أَحسِنْ نَواكَ الله بالرَّشَدِ ... واقْرَأْ سَلاماً على الأنْقاءِ والثَّمدِ⁣(⁣٢)

  وفي الصِّحاح: نَواكَ الله، أَي صَحِبَك في سَفَرِكَ وحَفِظَكَ، وأَنْشَدَ البَيْتَ المَذْكُور، وفيه: على الزَّلْفاءِ⁣(⁣٣) والثَّمدِ.

  والنِيَّةُ، بالكسر: الوجهُ الذي يُذْهَبُ فيه مِن سَفَرٍ أَو عَمَلٍ.

  وفي الصِّحاح: الوجهُ الذي يَنْوِيه المُسافِرُ مِن قُرْبٍ أَو بُعْدٍ، وقد تُطْلَقُ على البُعْدِ⁣(⁣٤) نَفْسِهِ؛ قالَ الشَّاعرُ:

  عَدَتْهُ نِيَّةٌ عنها قَذوف

  كالنَّوَى فيهما، أَي في البُعْدِ والوَجْهِ. قالَ الجَوْهرِي: النَّوَى بهذا المَعْنَى مُؤَنَّثَةٌ لا غَيْر.

  وقال القالِي: النَّوَى مُؤَنَّثة النِّيَّة للمَوْضِع الذي نَوَوْه وأَرادُوا الاحْتِمالَ إليه: قالَ الشاعرُ، وهو مُعقِّرُ بنُ حِمارٍ البارِقي، وقيلَ الطِّرمَّاح بنُ حكيمٍ:

  فأَلْقَتْ عَصَاها واسْتَقَرَّتْ بها النَّوَى ... كما قَرَّ عَيْناً بالإيابِ المُسافِرُ

  قالَ ابنُ برِّي: وشاهِدُ تَأْنِيثِ النِّيَّة:

  وما جَمَعَتْنا نِيَّة قبْلَها معا

  وأَنْشَدَ القالِي شاهِداً على النَّوَى بمعْنَى البُعْدِ قولَ الشاعرِ:

  فما للنَّوَى لا بارَكَ الله في النَّوَى ... وهَمٌّ لَنا منها كهَمِّ المُراهِنِ

  قال القالِي: وسَمِعْتُ أَبا بكْرِ بنَ دُرَيْدٍ يقولُ: النَّوَى: الدَّارُ، فإذا قالوا شَطَتْ نَواهُم فمْعناهُ بَعُدَتْ دارُهم؛ ولم نَسْمَع هذا إلَّا منه وأَحْسَبُه إنَّما قالَ ذلكَ لأنَّهم يَنْوونَ المَنْزلَ الذي يَرْحَلُونَ إليه، فإن نَوَوْا البَعِيدَ كانتْ دارُهُم بَعِيدَةً، وإن نَوَوْا القَريبَ كانتْ قَرِيبةً، فأَمَّا الذي ذَكَرَه عامَّةُ اللّغَويِّين فهو ما أَنْبَأْتُك به، والنَّوَى عنْدِي ما نَوَيْت مِن قُرْبٍ أَو بُعْدٍ، انتَهَى.

  والنَّوَى: التَّحوُّلُ مِن مَكانٍ إلى آخَرَ، أَو مِن دارٍ إلى غيرها، أُنْثَى وكُلُّ ذلكَ يُكْتَبُ بالياءِ.

  وأَمَّا النَّوَى الذي هو جَمْعُ نَواةٍ: التَّمْرُ فهو يُذكَّر ويُؤَنَّث، كما في الصِّحاح ويُكْتَبُ أَيْضاً بالياءِ، جج أَي جَمْعُ الجَمْع أنْواءٌ؛ قالَ مليحُ الهُذَلي:

  مُنِيرٌ تَجوزُ العِيسُ مِن بَطِناتِه ... حَصًى مِثْلَ أَنْواءِ الرَّضِيخِ المُفَلَّقِ⁣(⁣٥)

  وفي الصِّحاح: جَمْعُ نَوى التّمْر أنْواءٌ، عن ابنِ كَيْسان.

  وقالَ الأصْمعي: يقالُ في جَمْعِ نَواةٍ ثلاثُ نَوَياتٍ.

  ومنه حديثُ عُمَر: «أنه لَقَطَ نَوَياتٍ مِن الطَّريقِ فأَمْسكَها بيدِه حتى مَرَّ بدارِ قوْم فأَلْقاها فيها وقال: تأْكلُه داجِنَتُهم». والكثيرُ نُوِيٌّ ونِوِيٌّ بضم النُّونِ وكسْرها مع تَشْديدِ الياءِ فيهما، كصُلِيٍّ وصِلِيٍّ، فالصَّحيحُ أَنَّهما جَمْعا نَواةً لا جَمْعا جَمْع، فتأَمَّل.


(١) اللسان والصحاح والتهذيب بدون نسبة.

(٢) الصحاح والمقاييس ٥/ ٣٦٦:

واقرأ سلاماً على الذلفاء بالثمد

وفي اللسان والأساس: «واقرا السلام ...» وفي التهذيب: «واقر السلام ...».

(٣) انظر الحاشية السابقة.

(٤) في القاموس بالرفع، والكسر ظاهر.

(٥) شرح أشعار الهذليين ٣/ ١٠٠١ واللسان، وبالأصل:

منير تحور العيس من بطنانه

والتصحيح عن شرح أشعار الهذليين، وفيه: «رضيح» بالحاء المهملة وفسره بالمكسور.