تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الواو مع نفسها ومع الياء

صفحة 281 - الجزء 20

  يَفِيضُ عَنْهُ الرَّبْوُ من وَحائِه

  ورُبَّما أَدْخَلوا الكافَ مع الألفِ واللامِ، فقالوا: الوَحَاك الوَحَاك، وتقدَّم أنَّهم يقولون: النَّجا النَّجا والنَّجاء النَّجاء والنَّجَاك النَّجَاك والنَّجاءَك النَّجاءَك.

  ووَحَى بالشَّيءِ وَحْياً؛ عن ابن القطَّاع.

  وتَوَحَّى: أَسْرَعَ. يقالُ: تَوَحَّ يا هذا، أَي أَسْرع؛ وهذه عن الجَوْهري.

  وفي الحديثِ: «إذا أَرَدْت أَمْراً فتَدَبَّر عاقِبَتَه فإن كانتْ شرًّا فانْتَه وإن كانت خَيْراً فتَوَحَّه» أَي أَسْرِع إليه، والهاءُ للسَّكْت.

  وشَيْءٌ وَحِيٌّ، كغَنِيٍّ: عَجِلٌ مُسْرِعٌ.

  قال الرَّاغبُ: ولتَضَمَّن الوَحْي السُّرْعَة قيلَ: أَمْرٌ وَحِيُّ أَي مُسْرِعٌ.

  وقال الجَوْهرِي: مَوْتٌ وَحِيٌّ: أَي سَرِيعٌ.

  واسْتَوْحاهُ: حرَّكَهُ ودَعاهُ ليُرْسِلَهُ؛ ومنه: اسْتَوْحَيْتُ الكَلْبَ إذا دَعَوْته لتُرْسِلَه على الصَّيْدِ؛ وكَذلكَ آسَدَه واسْتَوْشاهُ.

  واسْتَوْحاهُ: اسْتَفْهَمَهُ؛ عن ابن الأعْرابي.

  ووَحَّاهُ تَوْحِيَةً: عَجَّلَهُ؛ نقلَهُ الجَوْهرِي.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:

  أَوْحَى إليه: كلَّمهُ بكَلامٍ يُخْفِيهِ وأَيْضاً: أَشارَ، كأَوْمَأَ ووَمَأَ؛ قيلَ: ومنه وَحى الأنْبياء؛ وأيْضاً: أَمَر، وبه فُسِّر قولهُ تعالى: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ}⁣(⁣١)، أَي أَمَرْت؛ وأَيْضاً؛ كَتَبَ، نقلَهُ الجَوْهرِي.

  ووَحَى القَوْمُ وَحْياً وأَوْحوا: صَاحُوا.

  وأَوْحَى: كلَّمَ عبْدَه بِلا رَسُولٍ.

  وأَوْحَى: إذا صارَ مَلِكاً بَعْد فَقْر.

  وأَوْحَى ووَحَى وأَحَى: إذا ظَلَمَ في سُلْطانِه. وقَرَأَ جُؤَيَّة الأسَدِي: قُل أُحِيَ إليَّ من وَحَيْتُ، هَمَز الواو.

  والوَحاةُ: صَوْتُ الطائِرِ، هكذا خَصَّه ابنُ الأعْرابي.

  ووَحَّى ذَبيحَتَه تَوْحِيةً: ذَبَحَها ذَبْحاً سَرِيعاً؛ قال الجَعْدِي:

  أَسِيرانِ مَكْبُولانِ عندَ ابنِ جعْفَرٍ ... وآخرُ قد وحَّيْتُمُوه مُشاغِبُ⁣(⁣٢)

  واسْتَوحاهُ: اسْتَصْرَخَه؛ وأَيْضاً اسْتَعْجَلَه.

  والإيحاءُ: البُكاءُ. يقالُ: هو يُوحِي أَباهُ، أَي يَبْكِيهِ.

  والنائِحَةُ تُوحِي الميِّت: تَنُوحُ عليه؛ قال الشاعرُ:

  تُوحِي بمالِ أَبيها وهو مُتَّكِيءٌ ... على سِنانٍ كأَنْفِ النّسْرِ مَفْتُوقِ⁣(⁣٣)

  ويقالُ: اسْتَوْحِ لنا بَني فلانٍ ما خَبَرُهم: أَي اسْتَخْبِرهم؛ هكذا نقلَهُ الأزْهري عن ابنِ السِّكِّيت بالحاءِ المُهْملَةِ؛ وكذا الزَّمَخْشري وغيرِهِما. وأَوْرَدَه الجَوْهري في الذي يَلِيه، وتَبِعَه المصنِّفُ كما سَيَأْتي.

  وقالَ ابنُ كَثْوة: مِن أَمْثالِهم: إنَّ مَنْ لا يَعْرِف الوَحَا أَحْمَقُ.

  يقالُ للذي يُتَواحَى دُونه بالشيءِ.

  وقال أَبو زيْدٍ: مِن أَمْثالِهم: وَحْيٌ في حَجَر، يُضْرَبُ لمَنْ يَكْتُم سِرَّه.

  قال الأزْهرِي: وقد يُضْرَبُ للشيءِ الظاهِر البَيِّن.

  يقالُ: كالوَحْي في الحَجرِ إذا نُقِرَ فيه؛ ومنه قولُ زُهَيْر:

  كالوَحْي في حَجَرِ المَسِيل المُخْلِدِ⁣(⁣٤)


(١) سورة المائدة، الآية ١١١.

(٢) اللسان والتهذيب.

(٣) اللسان والتهذيب وفيهما: «توحي بحال أبيها ...» ولم ينسباه.

(٤) ديوانه ط بيروت ص ٢٥ وصدره:

لمن الديار غشيتها بالفدفد

وعجزه في اللسان والتهذيب.