تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[وخى]:

صفحة 282 - الجزء 20

  وأَوْحَى العَمَل: أَسْرَع فيه؛ عن ابن القطَّاع.

  [وخى]: ي الوَخْيُ، بفتح فسكون: القَصْدُ. يقالُ: وَخَيْتُ وَخْيَكَ: أَي قَصَدْتَ؛ كما في الصِّحاح، وهو قولُ ثَعْلَب، وأَنْشَدَ:

  فقلتُ وَيْحَكَ أَبْصِرْ أَينَ وَخْيُهُمُ ... فقال: قد طَلَعُوا الأَجْمادَ واقْتَحَمُوا

  قال الأزْهري: وسمعْتُ غَيْرَ واحِدٍ مِن العَرَبِ الفُصَحاء يقولُ لصاحِبِه إذا أَرْشَدَه: ألا وخُذْ على سَمْت هذا الوَخْي أَي على هذا القَصْدِ والصَّوْبِ.

  وفي الصِّحاح: هذا وَخْيُ أَهْلِكَ أَي سَمْتُهم حيث سارُوا.

  والوَخْيُ: الطَّريقُ المُعْتَمَدُ؛ وقيلَ: هو الطَّريقُ القاصِدُ، ج وُخِيٌّ ووِخِيٌّ، بضم وكَسْر مع كسْر خائِهما وتَشْديد الياء.

  فيهما، نقلَهُ ثَعْلب.

  قال ابنُ سِيدَه: إن كانَ عَنَى ثَعْلبٌ بالوَخْي القَصْدَ الذي هو المَصْدرُ فلا جَمْعَ له، وإن كانَ عَنَى الوَخْيَ الذي هو الطَّريقُ القاصِدُ فهو صَحِيحٌ لأنَّه اسْمٌ.

  والوَخْيَ أَيْضاً: السَّيْرُ القَصْدُ. يقالُ: وَخَتِ الناقَةُ تَخِي وَخْياً، أي سارَتْ سَيْراً قَصْداً؛ نقلَهُ الجَوْهرِي، وأنْشَدَ للراجزِ:

  افْزعْ لأَمْثالِ مِعًى أُلَّافِ ... يَتْبَعْنَ وَخْيَ عَيْهَلٍ نِيافِ

  وهْيَ إذا ما ضَمَّها إيجافي⁣(⁣١)

  والفِعْلُ وَخَى يخي وَخْياً كوَعَى يَعِي وَعْياً، قالَ أَبو عمرٍو: أَي تَوَجَّه لوجهٍ.

  ويقالُ: ما أَدْرِي أَيْنَ وَخَى، أَي أَينَ تَوَجَّه؛ وفَسَّر الأزْهرِي قولَ الشاعرِ في ترْجمةِ صلخ:

  لو أَبْصَرَتْ أَبْكَمَ أَعْمى أَصْلَخا ... إذاً تَسَمَّى واهْتَدَى أَنَّى وَخَى⁣(⁣٢)

  ووَخَّاهُ للأَمْرِ تَوْخِيَةً: وجَّهَهُ له؛ نقلَهُ اللَّيْث.

  واسْتَوْخَى القَوْمَ: اسْتَخْبَرَهُم. يقالُ: اسْتَوْخِ لنا بَني فلانٍ ما خَبَرُهم، أَي اسْتَخْبِرْهم.

  قال الجَوْهرِي: هذا الحَرْفُ هكذا رَواهُ أَبو سعيدٍ بالخاءِ مُعْجمة.

  قُلْتُ: ورَواهُ الأزْهري عن ابنِ السِّكِّيت بالحاءِ مُهْمَلَة، وتقدَّمَتِ الإشارَةُ إليه.

  وتَوَخَّى رِضاهُ، وكذا مَحَبَّتَه، إذا تَحَرَّاهُ وقَصَدَ إليه وتَعَمَّدَ فِعْلَه.

  وقال اللّيْثُ: تَوَخَّيْتُ أَمْرَ كذا تَيَمَّمْتُه. وفي الحديثِ: «قال لهما اذْهَبَا فتَوَخَّيا واستَهِما»، أَي اقْصِدا الحقَّ فيما تَصْنَعانِه مِن القِسْمة، وليَأخُذ كلٌّ منكما ما تَخْرجُه القَرْعَة من الشيء.

  وفي شَرْح أَمالِي القالِي لأبي عبيدٍ البَكْري: التَّوخِّي طَلَب الأفْضَل في الخَيْرِ؛ نقلَهُ شيْخنا.

  كوَخَاهُ وَخْياً؛ وأَنْشَدَ الأصْمعي:

  قالتْ: ولم تَقْصِدْ له ولم تَخِي

  أَي لم تَتَحَرَّ فيه الصَّوابَ.

  قُلْتُ: أَنْشَدَه اللّيْث:

  قالتْ ولم تَقْصِدْ له ولم تَخِهْ ... ما بالُ شَيْخٍ آضَ منْ تَشَيُّخِهْ

  كالكُرَّزِ المَرْبُوطِ بينَ أَفْرُخِهْ؟⁣(⁣٣)

  والهاءُ للسَّكْت.

  وممَّا يُسْتدركُ عليه:


(١) اللسان برواية «افرغ» بدل «افزع» والثاني في الصحاح والمقاييس ٦/ ٩٥.

(٢) اللسان وفيه: «إذاً لسمّى» ومثله في التهذيب «صلخ ٧/ ١٤٣».

(٣) اللسان هنا بهذه الرواية، وقد تقدم الرجز في «مخا» وانظر تعليقنا عليه هناك.