تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هضب]:

صفحة 493 - الجزء 2

  فباتَ يُشْئزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرُه ... تَذَاؤبُ الرِّيحِ والوَسْوَاسُ والهَضَبُ

  في الصّحاح: هو جمعُ هاضِبٍ، مثلُ: تابِعٍ وتَبَع، وباعِدٍ وبَعَدٍ، عن أَبي عمرٍو. ويُرْوَى: الهِضَبُ، كعِنَبٍ؛ وقد تقدَّمَ.

  والهِضَبُّ، كهِجَفٍّ: الفَرَسُ الكَثِيرُ العَرَقِ، وهو مَجَاز.

  قال طَرَفَةُ:

  من عَنَاجِيجَ ذُكُورٍ وُقُحٍ ... وهِضَبّاتٍ إِذا ابتلَّ العُذَرْ

  العَنَاجِيجُ: الجِيَادُ من الخيل، ويروى يَعَابِيبَ.

  والهَضْبُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ.

  والهَضْبُ: الضَّخْم من الضِّبَاب، وغَيْرِها. وسُرِقَ لأَعْرَابِيَّة ضَبٌّ، فحُكِمَ لها بضَبٍّ مِثْلِه، فقالت: ليس كَضَبِّي، [ضَبِّي]⁣(⁣١) ضَبٌّ هِضَبٌّ.

  وغَنَمٌ هَضِيبٌ، كأَمِيرٍ: قَلِيلَةُ اللَّبَنِ، كأَنَّهُ مَأْخوذٌ من الهَضْب، وهو حَلْبَةُ القَطْر.

  واسْتَهْضَبَ: صار هَضْباً، وفي الأَساس: هَضْبَةً⁣(⁣٢).

  ويُقَالُ: أَصابَتْهُم أُهْضُوبة⁣(⁣٣)، بالضَّمّ، من المَطَرِ، وهي الأُهْضُوبة والجَمع أَهاضِيبُ. وفي حديث عليّ ¥: «تَمْرِيهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِيبِه».

  وفي اللِّسان: الأُهْضُوبَةُ، كالهَضْبِ، وإِيَّاها كَسَّرَ عَبِيدٌ في قوله:

  نَحْنُ قُدْنَا من أَهاضِيبِ المَلَا الْ ... خَيْلَ في الأَرسانِ أَمْثَالَ السَّعالى

  والهَضْبُ: يُجْمَعُ على أَهْضابٍ، ثمّ أَهاضِيب، كقولٍ وأَقوالٍ، وأَقاوِيلَ. وأَنشد أَبو الهَيْثم للكُمَيْتِ، يصف فَرَساً:

  مُخَيَّفٌ بَعْضُهُ وَرْدٌ وسائِرُهُ ... جَوْنٌ أَفَانِينُ إِجْرِيّاهُ لا هَضَبُ

  وإِجْرِيّاهُ: جَرْيُهُ، وعادةُ جَرْيِهِ. أَفانِينُ: أَي فُنُونٌ وأَلْوانٌ. لا هَضَب أَي لا لَوْنٌ⁣(⁣٤) واحدٌ. كذا في لسان العرب. وقال يَصِفُ قَوْساً.

  في كَفِّهِ نَبْعَةٌ مُوتَّرَةٌ ... يَهْزِجُ إِنْباضُها ويَهْتَضِبُ⁣(⁣٥)

  أَي: يُرِنُّ فيُسْمعُ لرنينهِ صوتٌ. وعن أَبي عمْرو⁣(⁣٦): هضَبَ، وأَهْضَب، وضَبَّ، وأَضَبَّ: كُلُّه كلامٌ فيه جهَارَةٌ.

  وفي النّوادر: هضَبَ القَوْمُ، وضَهَبُوا، وهَلَبُوا، وأَلَبُوا، وحَطَبوا: كُلُّه الإِكْثارُ، والإِسراعُ. وقولُ أَبي صَخْرٍ الهُذَلِيِّ:

  تَصابيْتُ حتَّى اللَّيْلِ مِنْهنَّ رَغْبتِي ... رَوَانِيَ في يَوْمٍ من اللهْوِ هاضِبِ

  معناه: كانوا قد هَضَبُوا في اللهْوِ، قال: وهذا لا يكونُ إِلّا على النَّسَب، أَي: ذي هَضْبٍ.

  ومن المَجاز: وهو يَهْضِبُ بالشِّعْرِ وبالخُطَبِ: يَسِحُّ سحاًّ. كذا في الأَساس.

  وفي حديث ذِي المِشْعارِ⁣(⁣٧): «وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ»، الجِنابُ، بالكَسر: اسْمُ موضعِ.

  وهضْبٌ، غير مُضاف، جاءَ في شعر زُهَيْرٍ:

  فهَضْبٌ فرقْدٌ فالطَّوِيُّ فثَادِقٌ ... فوَادِي⁣(⁣٨) القِنَانِ حَزْمُهُ فمَداخِلُهْ

  وهِضَابٌ: موضِع في قول الأَخْطَل:

  طَهَّرَتْ خَيْلُنَا الجزِيرةَ مِنْهُمْ ... وعَسَى أَنْ تَنَالَ أَهْلَ هِضَابِ

  وهَضْبُ الجُثُوم، وهِضَابُ شَرَوْرى، وهضْبُ حَرْس، وهَضْبُ الدَّخُول، وهَضْبُ الصُّرَاد، وَهضْبُ الصَّفَا، وهَضْبُ غَوْل، وهَضْبُ القَلِيب، وهضْبُ لُبْنَى، وهَضْبُ


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) وشاهده في الأساس: قال رؤبة:

تمنّعت أركانه واستهضبا

(٣) كذا في القاموس واللسان، وفي الأصل والتهذيب: الهُضوبة.

(٤) في التهذيب: لا فن واحد.

(٥) البيت في التهذيب، نسبه للكميت يصف فرساً.

(٦) كذا في اللسان، وفي التهذيب: «عمر، وعن أبيه» لعله عمرو عن أبيه».

(٧) عن النهاية، وبالأصل: ذي الشعار. وبهامش المطبوعة المصرية «قوله ذي الشعار كذا بخطه والصواب ذي المشعار كما في النهاية. وفي المجد: وذو المشعار مالك بن نمط الهمداني الخارفي، صحابي».

(٨) في الأصل: «فتادق قواري» ما أثبتناه عن معجم البلدان (هضب).