تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[هلب]:

صفحة 494 - الجزء 2

  مَدَاخِل، وهَضْبُ المِعَا، وهَضْبُ وَشْجَى⁣(⁣١): مواضع، وسيأْتي ذِكرُها في مَواضِعِها.

  [هقب]: الهَقْبُ، بالفتح: السَّعَةُ.

  والهِقَبُّ كَهِجَفٍّ: الوَاسِعُ الحَلْقِ، يَلتقمُ كُلَّ شَيْءٍ.

  والهِقَبُّ: الضَّخْمُ في طُولٍ وجِسْمٍ وخَصَّ بعضُهم به الفحْلَ من النَّعام. قال الأَزهريُّ: قال اللَّيْثُ: الهِقَبُّ: الضَّخْمُ، الطَّويلُ من النَّعَام؛ وأَنشدَ:⁣(⁣٢)

  من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ⁣(⁣٣)

  والهِقَبُّ: الطَّوِيلُ من غَيْرِه.

  والهَقَبْقَبُ: الصُّلْبُ الشَّدِيدُ، نقلَه الصّاغانيُّ.

  وهِقَبْ، بكسر أَوّله وسكون آخره: زَجْرٌ لِلخَيْلِ خاصَّةً.

  [هكب]: الهَكْبُ، بالفَتْح وبالتَّحْرِيك: أَهْملَهُ الجوْهرِيُّ، وروى ثعلبٌ عن ابْن الأَعْرابيّ أَنَّه الاسْتِهْزاءُ أَصله هَكْمٌ، بالميم. كذا في التّهذيب للأَزهريّ. والفَتْح الذي صَدَّر به، نقله الصّاغانيُّ.

  [هلب]: الهُلْبُ، بالضَّمِّ: الشَّعَرُ كُلُّه، أَو ما غَلُظَ مِنْهُ، أَي: من الشَّعَر مطلقاً، ومثلَهُ قال الجوهَريّ. وجَزَم السُّهَيْليُّ في الرَّوْض بأَنّه الخَشِنُ من الشَّعَر، وزاد الأَزْهريّ: كشعَرِ ذَنَبِ النّاقة، أَوْ شَعَرُ الذَّنَبِ وحْدَهُ، أَو شَعَرُ الخِنْزِيرِ الّذِي يُخْرَزُ بِه، واحدتُهُ هُلْبَةٌ.

  وبالتَّحْرِيكِ: كَثْرَةُ الشَّعَرِ، وهو أَهْلَبُ.

  والأَهْلَبُ: الفَرَسُ الكَثِيرُ الهُلْبِ.

  ورجلٌ أَهْلَبُ: غَلِيظُ الشَّعَرِ. وفي التَّهذيب: رجلٌ أَهْلَبُ: إِذا كانَ شَعَرُ أَخْدَعَيْهِ وجَسَدِهِ غِلاظاً. والأَهْلَبُ الكثيرُ شَعَرِ الرّأْسِ والجَسَدِ.

  والهُلْبُ أَيضاً: الشَّعَرُ النّابتُ على أَجْفانِ العَين⁣(⁣٤).

  والهُلْبُ: الشَّعَرُ تَنْتِفُهُ من الذَّنَب، واحدتُه هُلْبةٌ.

  والهُلَبُ: الأَذنابُ، والأَعْرَافُ المنتوفَة.

  وهَلَبَهُ، أَي: الفَرَسَ، هَلْباً: نَتَف هُلْبَهُ، كهَلَّبهُ تَهليباً، فتهلَب وانْهَلَبَ، فهو مَهلوبٌ ومُهَلَّبٌ. وفَرَسٌ مَهْلُوبٌ: مَجزوزُ الهُلْبِ، كما في الأَساس. وفي اللّسان: أَي مُسْتَأْصَلُ شَعَرِ الذَّنَبِ. وفي حديث أَنَسٍ: «لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَيْلِ»، أَي: لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ والقَطْعِ.

  وهَلَبَت السَّماءُ القَوْمَ: إِذا بَلَّتْهُمْ بالنَّدَى، أَو نحوِ ذلك، أَو مَطَرَتْهُم مَطَراً مُتَتَابِعاً، وبهما فُسِّرَ ما جاءَ في حديثِ خالدٍ⁣(⁣٥)، ¥: «ما مِن عَمَلي شيْءٌ أَرْجَى عندي، بعدَ لا إِله إِلّا اللهُ، من لَيْلَةِ بِتُّهَا، وأَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِي⁣(⁣٦)، والسَّماءُ تَهْلُبُني»، أَي: تَبُلُّني وتُمْطِرُني. وقد هَلَبَتْنَا السَّماءُ: إِذا أَمْطَرَت⁣(⁣٧) بجَوْدٍ.

  وفي التَّهْذِيب: يُقَال: هَلَبَتْنا⁣(⁣٨) السَّماءُ، إِذا بَلَّتْهم بشَيْءٍ من نَدىً، أَو نحوِ ذلك.

  والهَلْبُ: تَتابعُ القَطْرِ، قال رُؤْبَةُ:

  والمُذْرِياتُ بالذَّواري حَصْبَا ... بها جُلالاً ودُقاقاً هَلْبَا

  وهو التَّتابُعُ والمَرُّ ومنه يُقالُ هَلَبَ الفَرَسُ إِذا تابَعَ الجَرْيَ، كأَهْلَبَ فيهما.

  ويُقَال: أَهْلَبَ في عَدْوِه إِهْلاباً، وأَلْهَبَ إِلْهاباً، وعَدْوُهُ ذُو أَهالِيبَ.

  والهَلُوبُ: المُتَقَرِّبَةُ من زَوْجِهَا، والمُحِبَّةُ له، المُقْصِيَةُ غيرَهُ، المتباعدةُ عنه. والهَلُوبُ، أَيضاً: المُتَجَنِّبَةُ منه، أَي: من زوجها، والمُتَقَرِّبة من خِلِّها، والمُقْصِيَةُ زَوْجَها ضِدُّ وفي حديث عُمَرَ، ¥: «رَحِمَ اللهُ الهَلُوبَ» بالمَعْنَى الأَوّل، «ولَعَن اللهُ الهَلُوبَ» بالمعنى


(١) في الأصل «هضب الحفاء وهضب شجا» وما أثبتناه عن معجم البلدان. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله الحفاء كذا بخطه، وفي القاموس: وحفاء ككساء: جبل. وفي المطبوعة: المها، وليحرر».

(٢) في التهذيب: وقال ذو الرمة.

(٣) خشب عن التهذيب، وبالأصل «حشب».

(٤) اللسان: العينين.

(٥) في التكملة: وفي حديث خالد بن الوليد أنه قال لما حضرته الوفاة: «لقد طلبت القتل مظانه فلم يقدر لي إلا أن أموت على فراشي وما من عملي ..»

(٦) الأصل: «بترس» وما أثبتناه عن النهاية والتكملة.

(٧) في النهاية: مطرت.

(٨) عن التهذيب، وفي الأصل: أهلبتنا.