تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[خجست]:

صفحة 45 - الجزء 3

  قال ابنُ سِيدَهْ: فإِذا كان كذلك، فهو من خ ر ى، [أو من خ - ر - و]⁣(⁣١) وتَبِعَهُ المصنِّف هُنَاك أَيضاً: وسأَل الزَّجّاجُ ثَعْلَباً عنهما، فقال له: يقولُ ابنُ الأَعرابيّ: هُمَا كَوكبانِ من كَواكبِ الأَسَدِ. ويقول أَبو نَصْرٍ صاحِبُ الأَصمعيّ: كوكبانِ في زُبْرَة الأَسَد، أَي وَسَطِه. والّذِي عندي أَنّهما كَوكبانِ بعدَ الجَبْهَةِ والقَلْب، فأَنْكَر الزَّجّاج ذلك وقال: إِذاً أَقُولُ إِنّهما كوكبانِ في مَنْخِرِ الأَسَد، من خَرْتِ الإبرةِ، وهو ثَقْبُها. فقال ثعلب: هذا خطأٌ؛ لأَنّ خَرات، ليس من الخُرْت. وقال: هما خَراتانِ لا يَفترقانِ. فقال له: بل خراةٌ كحَصاةٍ. فدفعَ ذلك. قال: فقد قيل يومٌ أَرْوَنانٌ من الرَّنَّة يُرادُ به الشِّدَّة، فقال: هذا يقوله ابن الأَعْرَابيّ وهو⁣(⁣٢) غَلطٌ؛ لأَنه من الرّون⁣(⁣٣) وهو ماءُ الرَّبْل لأَنَّه إِذا شُرِب قتل، فأُريدَ يومٌ شديدٌ كشدّة هذا. فقال لثعلب: فأَعْطِنا في أَيّهما كما قلتَ حُجَّةً. فأَنشد الأَبيات المتقدّمة، الّتي فيها.

  جَبْهَته أَو الخَراتَ والكَتَدْ فيدلّ هذا على أَنَّهما ليسا في المَنْخِر. فقال الزَّجّاج: أَعْطِني الكتابَ الذي فيه هذا، فغضب ثعلبٌ. قال أَبو بكر. فلقيت الزَّجّاج في غدِ ذلك اليومِ، فحدّثني بأَمرِ المَجْلِس، فقلت له: فأَنْت تقول حَصاةٌ وحَصًى وحَصَيَاتٌ، فتقول: خراةٌ وخَرًى وخَرَياتٌ. فأَمْسَكَ. فجئتُ إِلى ثعلب، فحدَّثته بذلك، فسُرَّ به. قاله شيخنا. وسيأْتي البحث عليه في المعتلّ.

  والمَخْرَتُ، كمَقْعَد: الطَّريقُ المسْتَقِيمُ البَيِّنُ، والجمع مَخارِتُ، وسُمِّي مَخْرَتاً، لأَنّ له مَنْفَذاً، لا يَنسدُّ على مَنْ سلَكَه، وسُمّي الدليلُ خِرِّيتاً، لأَنّه يَدُلُّ على المَخْرَت.

  والأَخْراتُ: الحَلَقُ في رُؤُوس النُّسُوع، كالخُرْتِ بالضمِّ والخُرَتِ بضَمٍّ ففتح؛ والأَخْراتُ: جمعُ الجَمْعِ والواحِدَةُ خُرْتةٌ، بالضمِّ، وهي الحَلْقَة الّتي [تجري]⁣(⁣٤) فيها النِّسْعَة، وهذا الّذي ضَبطْناه هو الصّحيحُ. ومنهم من ضبطَ الأَوّلَ والثّالث بالفتح، وهو خطأٌ.

  وخِرْتُ بِرْتُ، بكسْرِ⁣(⁣٥) الخاءِ، اسمانِ جُعِلا اسماً واحداً: د، بالرُّوم يقولُه العَوامُّ: خربوت. وضبطه عبدُ البَرِّ بنُ الشّحْنَة بالفتح، وقال: هو حِصْنٌ، يُعْرَف بحِصْن زِياد، في أَقصَى دِيارِ بَكْرٍ، بينه وبين مَلطْيَةَ مَسِيرَةُ يَومَيْن، وبينهما الفُرات، ويُنسَب إِليه جماعة.

  وذِئبٌ خُرْتٌ، بالضَّمِّ: أَي سَرِيعٌ، وكذلك الكلبُ أَيضاً.

  وخَرْتَةُ، بالفتْح فالسّكون: فرَسُ الهُمَام، هكذا في اللّسان.

  * وممّا يُستدرك عليه: أَخْرَاتُ المَزادَةِ: عُرَاها، واحدُها خُرْتَةٌ، فكأَنَّ جَمْعه إِنّما هو على حذف الزائد الّذي هو الهاءُ. وفي التّهذيب: في المَزادة أَخْراتُها، وهي العُرَى بينها القَصَبةُ⁣(⁣٦) الّتي تُحْمَلُ بها. قال أَبو منصور: وأَخْرابُ المَزادَةِ الواحِدَةُ خُرْبَةٌ⁣(⁣٧)، وكذلك خُرْبَةُ الأُذُن، بالباءِ، وغلامٌ أَخْرَبُ الأُذُنَيْنِ⁣(⁣٨). قال: والخُرْتةُ، بالتّاءِ، في الحَديد من الفأْس والإِبرة؛ والخُرْبة، بالباءِ، في الجِلْدة⁣(⁣٩). وقال أَبو عمرٍو: الخُرْتةُ: ثَقْبُ الشَّغِيزَة⁣(⁣١٠)، وهي المِسَلَّةُ.

  قال ابنُ الأَعرابيّ: وقال السَّلُوليّ: رَادَ خُرْتُ القومِ: إِذا كانوا غَرِضِينَ بمَنْزِلِهم⁣(⁣١١) لا يَقِرُّونَ. ورادَتْ أَخْراتُهم؛ هو كقول الأَعْشى:


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) في المطبوعة الكويتية: «هو» تصحيف. وجاء في اللسان (رون) عن ابن الأعرابي قال: يوم أرونان مأخوذ من الرون، وهو الشدة وجمعه روون.

(٣) بالأصل «الروى» وما أثبت عن المطبوعة الكويتية. ولم أجد في اللسان «الرون» بهذا المعنى.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) في القاموس: «بالكسر».

(٦) في التهذيب: القصب.

(٧) عبارة التهذيب: «قلت: هذا وهم (يريد القول الذي نقله عن ابن المظفر» في المزادة أخراتها ...») إنما هو خُرَبُ المزادة الواحدة خُربة».

(٨) التهذيب: الأذن.

(٩) التهذيب: الجلد.

(١٠) عن التهذيب وبالأصل «الشعيرة».

(١١) بالأصل: «إذا عرس بمنزلهم» وما أثبتناه عن التهذيب؛ وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله إذا عرس الخ كذا بخطه والذي في التكملة: إذا كانوا غرضين بمنزلهم لا يقرون اه. وقوله غرضين أي مللين ضجرين كما يعلم بمراجعة القاموس».