تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[مكت]:

صفحة 135 - الجزء 3

  وعن الزّجّاج - في قوله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلّا ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً}⁣(⁣١) - قال: المَقْتُ: أَشَدُّ البُغْضِ، المَعْنى: أَنَّهمُ عَلِمُوا⁣(⁣٢) أَنّ ذلك في الجَاهِلِيَّة كان يُقَال له، المَقْتُ، [وكان المولودُ عليه يقال له: المَقْتِيُّ]⁣(⁣٣) فأُعْلِمُوا أَنَّ هذَا الذي حُرِّمَ عليهِم من نِكاح امْرَأَةِ الأَبِ لم يَزَلْ مُنْكَراً في قُلوبِهم، مَمْقُوتاً عِندَهُم. وفي الحديث: «لم يُصِبْنَا عَيْبٌ مِنْ عُيُوبِ الجَاهِلِيَّةِ في نِكاحِها ومَقْتها».

  ونِكاحُ المَقْتِ⁣(⁣٤): أَن يَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَةَ أَبيهِ بَعْدَهُ أَي إِذا طَلَّقَها، أَو ماتَ عَنْها⁣(⁣٥)، وكان يُفْعَلُ في الجَاهِلِيَّة، وحَرَّمَه⁣(⁣٦) الإِسْلامُ.

  والمَقْتِيُّ: ذلك المُتَزَوِّجُ، قاله ابن سيده، أَو وَلَدُه، حكاهُ الزَّجّاج.

  وما أَمْقَتَهُ عِنْدِي وأَمْقَتَني له، قال سيبويهِ: هو على معنيين: إِذا قُلْتَ: ما أَمْقَتَهُ عِنْدِي فإِنّما تُخْبِرُ أَنَّهُ مَمْقُوتٌ، وإِذا قُلْتَ: ما أَمْقَتَني لَهُ فإِنّما تخبر أَنَّكَ مَاقِتٌ.

  وقال قتادة - في قول الله تعالى: {لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ}⁣(⁣٧) - قال: يقول: لَمَقْتُ اللهِ إِيّاكُمْ حينَ دُعِيتُم إِلى الإِيمان فَلَمْ تُؤْمِنُوا أَكْبَرُ من مَقْتِكُمْ أَنفُسَكم حينَ رأَيتُم العَذابَ.

  وفي الأَساس: تَمَقَّتَ إِليه، نَقِيضُ تَحَبَّبَ [إِليه]⁣(⁣٨)، ومَاقَتَهُ، وتَماقَتُوا.

  * واستدرك شيخنا: مقتى، وهي قَرْيَةٌ قريبَةٌ من أَيْلَة لها ذكر في غزوة تبُوك.

  ومَقَتَ إِذا خَدَمَ⁣(⁣٩)، ومنه المَقْتَوِيّ، ذكره المُصَنّف في قَتَا وأَهمَلَه هُنا.

  [مكت]: مَكَتَ، أَهْمَله الجَوهَرِيّ، وقال ابنُ دريد: مَكَتَ بالمَكان أَقامَ، كمَكَدَ بِه، وقيل: إِنّها لُثْغة، وقيل: أُبْدِلت المُثَنَّاةُ من المُثَلَّثَة، قاله شيخُنا.

  ويُقَال: اسْتَمْكَتَتِ البَثْرَةُ، إِذا امْتَلأَتْ قَيْحاً، وهو قولُ ابنِ الأَعرابيّ، نقله الأَزهريّ في التهذيب في آخر ترجمة متك⁣(⁣١٠) وهذا نَصُّه: يُقال: اسْتَمْكَتَ العُدُّ فافْتَحْهُ، والعُدُّ: البَثْرَةُ، واسْتِمْكاتُها: أَنْ تَمْتَلِيءَ قَيْحاً، وفَتْحُها⁣(⁣١١): شَقُّها وكَسْرُهَا. كذا في اللسان.

  [ملت]: مَلَتَهُ، أَهمله الجوهريّ، وقال ابن دريد: مَلَتَ الشيءَ يَمْلِتُه مَلْتاً، كمَتَلَه: حَرَّكَهُ أَو زَعْزَعَه، نقله ابنُ سِيدَه. وقال الأَزْهَرِيّ: لا أَحْفَظُ لأَحدٍ من الأَئِمّة في مَلَتَ شَيْئاً، وقد قالَ ابنُ دريد، في كِتابه: مَلَتُّ الشَّيءَ مَلْتاً، ومَتَلْتُه مَتْلاً، إِذا زَعْزَعْته وحَرَّكْته، قال: ولا أَدْرِي ما صِحَّتُه.

  والأَمالِيتُ: الإِبِلُ السِّراعُ، نقله الصاغانيّ. قال شيخنا: قيل إِنّه اسمُ جَمْعٍ، أَو جَمْعٌ لا مُفْرَدَ له، وقِيل: مُفْرَدُه أُمْلُوتٌ، أَو إِمْليتٌ، وأَنكرَه أَقْوَامٌ من أَهلِ اللُّغَة.

  والمِلِّيتُ، كسِكِّيتٍ: سِنْفٌ - بكسرٍ فسُكُون - المَرْخِ أَي وَرَقُ شَجَرِهِ، نقله الصَّاغَانِيّ.

  [موت]: مَاتَ يَمُوتُ مَوْتاً.

  ومَاتَ يَمَاتُ، وهذه طَائِيّة، قال الراجز:

  بُنَيَّتِي سَيِّدَةَ البَنَاتِ ... عِيشِي ولا نَأْمَنُ أَنْ تَمَاتِي⁣(⁣١٢)

  ومَاتَ يَمِيتُ.

  قال شيخنا: وظاهِرُه أَنّ التَّثْلِيث في مضارع ماتَ مُطْلَقاً،


(١) سورة النساء الآية ٢٢.

(٢) الأصل والتهذيب، وفي اللسان: أعلموا.

(٣) زيادة عن التهذيب واللسان.

(٤) هذا شرح ابن الأعرابي، كما ذكر الهروي.

(٥) زاد الهروي، ويقال لهذا الرجل: الضّيزن.

(٦) عن النهاية واللسان، وبالأصل: وحرمها.

(٧) سورة غافر الآية ١٠.

(٨) زيادة عن الأساس.

(٩) بالأصل «فدم» وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله فدم كذا بخطه وعبارة المجد في مادة قتا: من مقت: خدم. فما في الشارح تصحيف».

(١٠) كذا، وفي اللسان: «مكت» والعبارة وردت في التهذيب في ترجمة مكت.

(١١) الأصل واللسان، وفي التهذيب: وفتحها: فضخها عن قيحها.

(١٢) اللسان: بنيّ ... ولا يؤمن.