تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حثث]:

صفحة 187 - الجزء 3

  وَرُحْنَا كأَنّى من جُؤُاثَى عَشِيَّةً ... نُعَالى النِّعَاجَ بَيْنَ عِدْلٍ ومُحْقِبِ⁣(⁣١)

  ثم قَالَ: وضَبَطَه عليُّ بنُ حَمْزَةَ في كتاب النَّبَات جُوَاثَى، بغير همز، فإِما أَن يكونَ على تخفيفِ الهَمْزِ، وإِمّا أَن يكونَ أَصْلُه ذلك. وقِيل: جُؤَاثَى: قريةٌ بالبَحْرَينِ مَعْرُوفَة.

  قال شيخنا: وضَبطَه عِياضٌ في المشارِق بالواو، وقَال: كذا ضَبَطَه الأَصِيلِيّ بِغَيْر همز، وهمزَه بعضٌ، ومثله في المطالع، واقتَصَرَ ابنُ الأَثِير في النّهَايَة على كونِه بالواو، وكذا رُوَاةُ أَبي داوودَ قاطبةً.

  وفي معجم البكريّ: هي مدينةٌ بالبَحْرَيْنِ لعبدِ القَيْسِ.

  وفي المراصد: جُوَاثى بالضّمّ، ويُمَدّ ويُقْصَر: حِصْنٌ لعبْدِ القَيْسِ بالبَحْرَينِ ورواه بعضُهم بالهَمْزِ.

  وجُوَيْثٌ⁣(⁣٥)، كزُبَيْر: ع، ببَغْدَاد.

  وبكسرِ الوَاو المُشَدّدة، وفتح الجِيم: د، بالبَصْرَةِ بِنَوَاحِيها، مِنْه أَبُو القَاسم نَصْرُ بنُ بِشْرِ بنِ عليٍّ العِرَاقِيّ القاضي، فقيهٌ شافِعِيّ مُحَقِّق محمودُ المُنَاظَرةِ، ولي القَضَاءَ بها، سمِعَ أَبا القَاسِمِ بنِ بشرانَ، وعنه أَبو البَركات هِبَةُ الله بن المُبَارَك السَّقَطِيّ، ومات بالبَصرة سنة ٤٧٧.

  قلت: ومنه أَيضاً الإِمامُ المُحدِّثُ عَلَمُ الدين عليُّ بنُ محمودِ بنِ الصَّابُونِيّ الجَوِّيثِي.

  وابْنُه الحافظُ أَبو حامدٍ محمدُ بنُ علِيٍّ، ذَيَّلَ على كتابِ ابنِ نُقْطَةَ بذَيْلٍ لَطِيفٍ، وهو بِخَطِّه عندي.

  وجُوثَةُ بالضمّ: ع، أَوْ: حَيٌّ، ذكره ابنُ منظور في المَحَلَّيْنِ، في الهمْزَة، فقال: قبيلةٌ إِليها نُسِبَ⁣(⁣٢) تَمِيم، وهُنَا في الواو فقال: جُوثَةُ: حَيٌّ أَو مَوْضِعٌ، وتَمِيمُ جُوثَةَ منْسُوبُون إِليهم، وفي حديث التِّلِبّ⁣(⁣٣) «أَصابَ النَّبِيَّ، جُوثَةٌ» هكذا جاءَ في روايته، قالوا: والصَّوابُ حُوبَةٌ، وهي الفَاقَةُ.

  [جهث]: جَهَثَ الرَّجُلُ، كمَنَعَ، يَجْهَثُ جَهْثاً: اسْتخَفَّهُ أَي حملَهُ الفَزَعُ أَي الخَوفُ أَو الغضَبُ، عن أَبي مالِكٍ، أَو الطَّربُ أَي السُّرُورُ والفَرحُ، وهو جاهِثٌ، وجَهْثَانُ بهذا المعْنَى.

فصل الحاءِ المهملة مع الثاءِ المثلّثة

  [حبث]: الحَبِثُ، ككَتِفٍ أَهمله الجوهَرِيّ، وقال الأَصمعيّ: هو ضرْبٌ من الحيَّاتِ وأَنْشَد:

  إِنْ يَكُ قَدْ أُولِعَ بِي وقَدْ عَبِثْ ... فاقْدُرْ له أُصَيْلَةً مِثلَ الحَفِثْ

  أَوْ مَجَّ أَنْيَابِ قُزَاتٍ أَو حَبِثْ ... أَو نابَ حَادٍ جُرْشُبٍ شَثْنٍ شَرِثْ

  قال: القُزَاتُ جَمْعُ قُزَةٍ، وهي حَيَّةٌ عَوْجَاءُ بَتْرَاءُ، هكذا نصّ الأَصْمعيّ⁣(⁣٤).

  [حتث]: التَّحْتِيثُ: التَّكَسُّرُ والضَّعْفُ، عن ابن الأَعرابيّ، وهو تَكَسُّرُ الأَعضاءِ وضَعْفُهَا، وكذا تَكَسُّرُ الأَغْصَانِ ولِينُهَا.

  [حثث]: حَثَّهُ يَحُثُّهُ حَثًّا، إِذا أَعْجَلَهُ في اتِّصَالٍ، وقيل: هو الاسْتِعْجَالُ ما كان.

  وحثَّه علَيْهِ، واسْتحَثَّهُ اسْتِحْثاثاً، وأَحثَّهُ إِحْثَاثاً، واحْتَثَّهُ احْتِثَاثاً، وحَثَّثَهُ تَحْثِيثاً، وحَثْحَثَهُ حَثْحَثَةً، كلُّ ذلك بمعنَى حَضَّهُ عليه، ونَدَبَه له وإِليه، وهذا ظاهرٌ في كَوْنِ الحَثِّ والحضّ مُتَرَادِفَيْنِ.

  وزعم الحَرِيريّ أَنَّ بَيْنَهُمَا فَرْقاً، وأَنَّ الحَثَّ في السَّيْرِ، والحَضَّ في غيرِه، ونقله عن الخليل. قالَهُ شيخُنا.

  ويقالُ: حَثَّثَ فُلاناً فاحْتَثَّ، لازِمٌ، مُتَعدٍّ، قال ابن جِنّي: أَما قولُ تأَبَّطَ شَرًّا:

  كأَنَّمَا حَثْحَثُوا حُصًّا قَوادِمُه ... أَو أُمَّ خِشْفٍ بذِي شَتٍّ وطُبَّاقِ

  إِنه أَرادَ حَثَّثُوا فأَبْدل من الثَّاءِ الوُسطَى حاءً، فمردودٌ عندنا، قال: وإِنما ذَهَب إِلى هذا البَغْدَادِيّون، قال: وسأَلتُ


(١) بهامش المطبوعة المصرية: قوله كأني كذا بخطه ولعله كأنّا وقد تقدم».

(٥) في القاموس: الجُوَيْتُ.

(٢) بالأصل نسبت وما أثبت عن اللسان (جأث).

(٣) في النهاية واللسان «الثَّلِب».

(٤) وقد نقله الصاغاني في التكملة. قال الأزهري في التهذيب: لا أعرف الحَبِث.