[حثث]:
  أَبا عليٍّ عن فَساده، فقال: العِلَّةُ أَنّ أَصلَ البَدَلِ في الحُروفِ إِنما هو فيما تَقَارَبَ منها، وذلك نحو الدّال والطّاء والتّاء، والظّاء والذّال والثاءِ، والهاءِ والهمزة، والميمِ والنُّون، وغير ذلك مما تَدَانَتْ مَخارِجُه، وأَما الحاءُ فبعيدةٌ من الثاء، وبينهما تَفَاوُتٌ يَمْنَعُ من قَلْبِ إِحداهُمَا إِلى أُخْتِها، كذا في اللسان. وأَشار له شيخُنَا مُخْتَصِراً، ونُقِلَ القَلْبُ عن ابن القَطّاع في كتاب الأَبْنِيَةِ.
  والحُثْحُوثُ بالضمّ: الكَثِيرُ، عن أَبي عَمْرٍو.
  وهو أَيْضاً السَّرِيعُ ما كان.
  والحُثْحُوثُ: المُنْكَرَةُ من المِعْزَى. نقله الصاغانيّ.
  والحُثْحُوثُ: الحَضُّ، كالحَثِّ، بالفتح.
  والحِثِّيثَى بالكسر، وفي الصّحاحِ: الحِثِّيثَى: الحَثُّ، وكذلك الحُثْحُوثُ.
  وقال ابنُ سِيدَه: الحُثْحُوثُ: الكَتِيبَةُ، أَرَى.
  والحَثُوثُ، كصَبُورٍ: السَّرِيعُ، كالحَثِيثِ، رجل حَثِيثٌ، وحَثُوثٌ(١): حادٌّ سَرِيعٌ في أَمْرِهِ، كأَنّ نَفْسَه تَحُثُّه.
  وَولَّى حَثِيثاً، أَي مُسْرِعاً حَرِيصاً، وقومٌ حِثَاثٌ.
  وامرأَة حَثِيثَةٌ، في موضعِ حَاثَّةٍ(٢).
  وَحَثِيثٌ، في موضعِ محْثُوثَة، قال الأَعْشَى:
  تَدَلَّى حَثِيثاً كَأَنَّ الصُّوَا ... رَ يَتْبَعُه أَزْرَقِيٌّ لَحِمْ
  شَبَّه الفَرَس في السُّرْعَةِ بِالبَازِيّ.
  والحَثْحَاثِ، بالفَتْح معطُوفٌ على ما قَبْلَهُ. يقال: خِمْسٌ حَثْحَاثٌ(٣)، وحَذْحَاذٌ وقَسْقَاسٌ(٤) كلّ ذلك: السَّيْرُ الذي لا وَتِيرَةَ فيه، وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ، وثَحْثَاحٌ، وحَذْحَاذٌ، ومُنَحِّبٌ، أَي شديد، وقَرَبٌ حَثْحَاثٌ، أَي سريعٌ ليس فيه فُتُورٌ، وخِمْسٌ قَعْقَاعٌ، وحَثْحَاثٌ، إِذا كانَ بَعِيداً، والسَّيْرُ فيهِ مُتْعِباً لا وَتِيرَةَ فيه، أَي لا فُتُورَ فِيه.
  ولا يَتَحَاثُّونَ على طَعَامِ المسْكِينِ التَّحَاثُّ: التَّحَاضُّ أَي لا يَتَحاضُّون. والتَّقْوَى أَفْضَلُ(٥) ما تَحَاثَّ الناسُ عليه، وتَدَاعَوْا إِليْه.
  وما ذُقْتُ حَثَاثاً ولا حِثَاثاً، أَي ما ذُقْتُ نَوْماً، وما اكْتَحَلَ حَثَاثاً، بالفَتْحِ، قال أَبو عُبَيْدةَ(٦): هو أَصحُّ وبالكَسْرِ رأْيُ الأَصمعيِّ، وأَورَدَهُما ثَعْلَبٌ معاً، ونقلَ الكسْرَ عن الفَرّاءِ، قال شيخُنَا: ونَسَبُوا الفَتْحَ إِلى أَبي زَيْد أَيضاً، أَي ما نَامَ، أَنشد ثعلبٌ:
  ولِلّه ما ذَاقَتْ حَثَاثاً مَطِيَّتِي ... ولا ذُقْتُه حتى بَدَا وَضَحُ الفَجْر
  وقد يُوصَفُ به، فيقال: نَوْمٌ حِثَاثٌ، أَي قليل، كما يقال: نَوْمٌ غِرَارٌ، وما كُحِلَتْ عيني بِحَثاثٍ، أَي بنَوْمٍ، وقال [الزُّبَيْر](٧) الحَثْحَاثُ والحُثْحُوثُ: النَّوْمُ، وأَنشد:
  ما نِمْتُ حُثْحُوثاً ولا أَنامُهُ ... إِلّا على مُطَرَّدٍ زِمَامُهُ
  وقال زَيْدُ بنُ كَثْوَةَ(٨): ما جَعَلْتُ في عيْنِي حِثَاثاً، عند تَأْكِيدِ السَّهَرِ.
  وحَثَّثَ الرَّجُلُ: نامَ.
  وقال ابنُ دُرُسْتَوَيْه: الحَثَاثُ: النَّومُ الحَثِيثُ، أَي الخَفِيفُ، فمن كسرَ الحَاءَ شَبَّهَه بالغِرَارِ، وهو القَلِيلُ من النَّوْمِ، ومن فَتَحَه شَبَّهَه بالغَمَاضِ والذَّوَاقِ واللَّمَاجِ؛ لأَنَّهَا أَسماءُ القَلِيلِ من الأَكْلِ والشُّرْبِ والنَّوْمِ، قال: وروى عن أَعْرابِيٍّ أَنه قال: الحَثَاثُ: القَلِيلُ من الكُحْلِ، وهو عند غيرِه: القَلِيلُ من النَّوْمِ، وكذلك في نَوادِر اللِّحْيانيّ، ونقلَ عن الفِهْرِيّ: الحَثَاثُ: البَرُودُ، وهو الكُحْلُ، ونقلَهُ ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِيّ وسَلَّمهُ، ونقل ابنُ خَالَويْه ما يُخَالفه.
  والحُثُّ بالضمّ: حُطَامُ التِّبْنِ، وهو ما تَكَسَّر منه.
  والحُثُّ أَيضاً: المُتَرَقْرِقُ، هكذا في نسختنا، وفي اللّسان: المدْقُوق من كُلِّ شيْءٍ، وفي التَّكْمِلَة: الخَفِيّ
(١) في التهذيب واللسان: محثوث.
(٢) في الأصل واللسان، وفي التهذيب: وامرأة حثيث في موضع محثوثة.
(٣) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله يقال خمس الخ يتأمل ويحرر» ومثله في التهذيب.
(٤) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «قنقاس».
(٥) عن الأساس، وبالأصل «أصل».
(٦) في اللسان: أَبو عبيد.
(٧) زيادة عن اللسان.
(٨) عن التهذيب واللسان، وبالأصل «كثرة».