تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[حدث]:

صفحة 189 - الجزء 3

  المُتَفَرِّقُ من الرَّمْلِ والتُّرَابِ وليس بطِينَةٍ صَمِغَةٍ، أَو اليَابِسُ الغَلِيظُ الخَشِنُ من الرَّمْلِ وأَنشد الأَصمعيّ:

  حتّى يُرَى في يَابِسِ الثَّرْياءِ حُثّ ... يَعْجِزُ عن رِيّ الطُّلَى المُرْتَغِثْ⁣(⁣١)

  هكذا أَنشده ابنُ دُريْد، عن عبدَ الرّحمن بن عبدِ الله، عن عمّه الأَصمعيّ.

  والحُثُّ: الخُبْزُ القَفَارُ⁣(⁣٢)، عن أَبي عُبيْد.

  ومَا لَمْ يُلَتَّ من السَّوِيقِ، يقال: سَوِيقٌ حُثٌّ، أَي ليس بِدَقِيقِ الطَّحْنِ، وقيل: غيرُ مَلْتُوت، وكُحْلٌ حُثٌّ، مِثْلُه، وكذلك مِسْكُ حُثٌّ، وأَنشد ابنُ الأَعْرابيّ:

  إِنَّ بأَعْلاكِ لَمِسْكاً حُثَّا

  وحَثْحَثَ المِيلَ في العَيْنِ: حَرَّكَ.

  والحَثْحَثَةُ: الحَرَكَةُ المُتَدَارِكةُ، يقال: حَثْحَثُوا ذلك الأَمرَ ثمّ تَرَكُوهُ، أَي حَرَّكُوه.

  وحَيَّةٌ حَثْحَاثٌ، ونَضْنَاضٌ⁣(⁣٣): ذو حرَكَةٍ دَائِمة، وفي حَدِيث سَطِيح:

  كأَنَّما حُثْحِثَ مِنْ حِضْنَي ثَكَنْ⁣(⁣٤)

  أَي حُثَّ وأُسْرعَ.

  وحَثْحَثَ: البَرْقُ: اضْطَرَبَ وخَصّ بعضُهم به اضطرابَ البَرْقِ في السَّحابِ وانْتِخَالَ المَطَرِ، أَو البَردِ أَو الثَّلْجِ من غيرِ انْهِمَارٍ.

  والأَحَثُّ: ع في بلادِ هُذَيْلٍ، ولهم فيه يومٌ مَشْهُورٌ، قال أَبو قِلَابَةَ الهُذَلِيّ:

  يا دارُ أَعْرِفُهَا وَحْشاً مَنَازِلُها ... بَيْنَ القَوَائِم مِن رَهْطٍ فأَلْبَانِ

  فدِمْنَةٍ برُحَيَّاتِ الأَحَثِّ إِلى ... ضَوْجَىْ دُفَاقٍ كسَحْقِ المَلْبَسِ الفانِي

  * ومما يستدرك عليه:

  الحِثَاثَةٌ بالكسر: الحَرُّ والخُشُونَةُ يَجِدُهُمَا الإِنْسَانُ في عَيْنَيْهِ⁣(⁣٥)، قال راوِيَةُ أَمالِي ثَعْلَب: لم يَعْرِفْهَا أَبو العَبّاس.

  وتَمْرٌ حُثٌّ: لا يَلْزَقُ بعضُهُ بِبَعْضٍ، عن ابن الأَعْرَابِيّ، قال: وجاءَنَا بِتَمْرٍ فَذٍّ، وفَضٍّ، وحُثٍّ⁣(⁣٦) أَي لا يَلْزَقُ بعضُه بِبَعْضٍ.

  وفَرَسٌ جَوادُ المَحَثَّةِ، أَي إِذا حُثَّ جاءَه جَرْيٌ بعدَ جَرْيٍ.

  وحُثَّ الرَّجُلُ، بالضمّ، لُغَةٌ في جُثَّ بالجيم، أَي ذُعِر، فهو مَحْثُوثٌ: مَذْعُور.

  والحِثَاثُ، ككِتَابٍ: مَوضِعٌ من أَعْرَاضِ المدِينَةِ.

  والحُثُّ، بالضَّمّ: من مَنَازِل بَنِي غِفَارٍ بالحِجَاز.

  [حدث]: حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً، بالضّمّ، وحَدَاثَةً بالفَتْحِ: نَقِيضُ قَدُمَ، والحَدِيثُ: نَقِيضُ القَدِيمَ، والحُدُوثُ: نَقِيضُ القُدْمَةِ⁣(⁣٧)، وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ كأَنَّه إِتْبَاعٌ، ومثله كثِيرٌ.

  وفي الصّحاح: لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيْءٍ من الكلامِ إِلا في هذا المَوْضِعِ، وذلك لِمكَانِ قَدُمَ، على الازْدِواجِ، وفي حَدِيثِ ابنِ مَسْعُودٍ «أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وهو يُصَلّي فَلَمْ يَرُدَّ #، قال: فأَخَذَنِي ما قَدُمَ ومَا حَدُثَ» يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ، يقال: حَدَثَ الشَّيْءُ، فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ، للازْدَواج.

  والحُدُوثُ: كونُ شيْءٍ لم يَكُنْ، وأَحْدَثَهُ الله فهو مُحْدَثٌ، وحَدِيثٌ، وكذلك استَحْدَثَهُ، وفي الصّحاح: اسْتَحدثْتُ خَبَراً، أَي وَجَدْتُ خَبَراً جدِيداً.


(١) بالأصل «المرتعث» وما أثبت عن التكملة واللسان. وفي هامش المطبوعة المصرية: «قبله كما في التكملة:

احرمه كل رزماني ملث ... ودعقات الدرآن المندلث»

(٢) أي الذي لا أدم معه.

(٣) الأصل واللسان، وفي التهذيب: فضفاض.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قال في اللسان: وثكن جبل معروف وقيل جبل حجازي بفتح الثاء والكاف. قال عبد المسيح ابن أخت سطيح في معناه:

تلفه في الريح بوغاء الدمن ... كأنما

الخ».

(٥) عن اللسان، وبالأصل: «عيشه».

(٦) في الأصل: «قد، وقص وحث» وما أثبت عن التهذيب واللسان.

(٧) الأصل واللسان. وبهامش المطبوعة المصرية: «قوله القدمة لعله القدم».