تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[عثث]:

صفحة 235 - الجزء 3

  عَاثَّ في غِنائِهِ مُعَاثَّةً وعِثَاثاً، وَعَثَّثَ: رَجَّعَ، [وكذلك القوسُ المُرِنِّةُ]⁣(⁣١)، قال كُثَيِّرٌ يَصف قوْساً:

  هَتُوفاً إِذا ذَاقَها النّازِعُونَ ... سَمِعْتَ لها بَعْدَ حَبْضٍ عِثاثَا⁣(⁣٢)

  وقال بعضُهم: هو شِبْهُ تَرَنُّمِ الطَّسْتِ إِذا ضُرِبَ.

  والعِثَاثُ أَيضاً: أَفاعِي⁣(⁣٣) يَأْكُلُ بَعْضُهَا بَعْضاً في الجَدْبِ، نقله الصّاغَانِيّ.

  والعَثْعَثُ: الفَسَادُ.

  وعَثْعَثٌ: جَبَلٌ بالمَدِينَة المُشَرَّفَةِ، ويقال له أَيضاً سُلَيْع، تصغير سَلْعٍ، علَيْه بيوتُ أَسْلَمَ بنِ أَفْصَى، وتُنْسَب إِليه ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ.

  وعَثْعَثٌ أَيضاً: اسم مُغَنٍّ.

  والعَثْعَثُ: ما لَانَ من الوَرِكِ، وبه فُسِّر قولُ الشّاعر:

  تُرِيكَ وذَا غَدائِرَ وارِداتٍ ... يُصِبْنَ عَثَاعِثَ الحَجَبَات سُود

  والعَثْعَثُ أَيضاً: ما لَانَ مِنَ الأَرْضِ، قال أَبو حنيفةَ: العَثْعَثُ مِن مَكارِمِ المَنابِت.

  والعَثْعَثُ: ظَهْرُ كَثِيب لا نَباتَ فِيه، وقيل: العَثْعَثُ: الكَثِيبُ⁣(⁣٤) من السَّهْلِ أَنْبَتَ أَو لَمْ يُنْبِتْ، وقيل: هو الذي لا يُنْبِتُ خاصَّةً، والأَوَّلُ الصَّحِيحُ، لقول القُطَامِيِّ:

  كَأَنَّهَا بَيْضَةٌ غَرَّاءٌ خُدَّ لَها ... في عَثْعَثٍ يُنْبِتُ الحَوْذَانَ والعَذَمَا

  وقيل: هو رَمْلٌ صَعْبٌ تَوْحَلُ فيه الرِّجْلُ، فإِن كان حارّاً أَحْرَقَ الخُفَّ، يعني خُفَّ البَعِيرِ، والجَمْعُ العَثَاعثُ، قال رؤبةُ:

  أَقْفَرَتِ الوَعْسَاءُ والعَثَاعِثُ

  والعَثُّ الإِلْحَاحُ في المسأَلَةِ.

  عَثَّهُ يَعُثُّه عَثًّا: رَدَّ عليهِ الكَلامَ أَو وَبَّخَهُ بِهِ، كعَتَّه⁣(⁣٥).

  والعَثُّ: عَضُّ الحَيَّةِ، عَثَّتْهُ الحَيَّةُ تَعُثُّه عَثًّا: نَفخَتْه ولمْ تَنْهَشْه، فسقَطَ لذلك شَعْرُه.

  وعَثْعَثَ مَتَاعَهُ: حَرَّكَ.

  وعَثعت متاعَه، وحَثْحَثَه، وبَثْبَثَهُ، إِذا بَذَّرَه [وفَرَّقَه]⁣(⁣٦).

  وعَثْعَثَ الرَّجُلُ بالمَكَانِ: أَقَامَ به، والمكانُ مُعَثْعَثٌ، عن أَبي زيد، نقله ابنُ القَطَّاع.

  وعَثْعَثَ: تَمكَّنَ.

  وعَثْعَثَ إِلى الشَّيْءِ: رَكَنَ.

  وفي الحديث: «ذُكِرَ لعلِيٍّ ¥ زَمَانٌ، فقال: «ذاك زمانُ⁣(⁣٧) العَثاعِث» أَي الشَّدائِد، من العَثْعَثَةِ والإِفْسادِ.

  والعَثَّاءُ: الحَيَّةُ كالنَّكْزَاءِ⁣(⁣٨).

  وفي النّوادر: تَعَاثَثْتُهُ وتَعَالَلْتُه، بمعنًى واحِد.

  ويقال: اعْتَثَّهُ عِرْقُ سَوْءٍ، أَي تَعَقَّلَه أَنْ يَبْلُغَ الخَيْرَ، نقلَه الصّاغَانيّ⁣(⁣٩).

  وفي المَثَلِ. «عُثَيْثَةٌ تَقْرُمُ جِلْداً أَمْلَسَا». قاله الأَحنَفُ حين بَلَغَه أَنّ رَجُلاً يَغتَابُه. يُضْرَبُ مثلاً للمُجْتَهِدِ أَن يُؤَثِّر في الشّيءِ فلا يَقْدِرُ عَلَيْه، وعُثَيْثَةٌ تصغير عُثَّة.

  * ومما يستدرك عليه:

  يقال: أَطْعَمَنِي سَوِيقاً حُثّاً وعُثًّا، إِذا كانَ غيرَ مَلْتُوتِ بدَسَمٍ.


(١) زيادة عن اللسان.

(٢) بهامش المطبوعة المصرية: «قبله كما في التكملة:

وصفراء تلمع بالنابلين ... كلمع الخريع تحلّت رعاثا»

(٣) ضبطت في القاموس بتشديد الياء ضبط قلم. وفي التهذيب والتكملة واللسان: «الأفاعي التي يأكل ..».

(٤) اللسان: «الكثيبُ السهلُ» وفي التهذيب فكالأصل.

(٥) عن اللسان، وبالأصل «كغته».

(٦) زيادة عن التهذيب.

(٧) الأصل واللسان، وفي التهذيب: زمن.

(٨) الأصل والتكملة «كالنكراء» بالراء، وما أثبت عن التهذيب واللسان.

(٩) عبارة التهذيب: يقال: اعتثه عرق سوء واغتثه عرق سوء إذا تعقله عن بلوغ الخير والشرف.