تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[بحح]:

صفحة 5 - الجزء 4

  وقال آخر:

  أَراك قَصيراً ثائرَ الشَّعْرِ أُنَّحاً

  بَعيداً مِن الخَيْراتِ والخُلُقِ الجَزْلِ

  والأَزُوحُ من الرّجالِ والأَنوحُ: الّذي يَستأْخِرُ عن المكارِم، وسبق إنشادُ البَيت. وفي حديثِ ابن عُمَرَ⁣(⁣١) «أَنّه رَأَى رجلاً يَأْنِح ببَطْنِه»، أَي يُقِلُّه مُثْقَلاً به، من الأُنُوحِ: صَوْت يُسْمَعُ من الجَوْفِ معَه نَفَسٌ وبُهْرٌ ونَهِيجٌ يَعْترِي السِّمانَ⁣(⁣٢) من الرِّجال، وكذلك الأَنيحُ. قال أَبو حَيّةَ النُّمَيريّ:

  تَلَاقَيْتُهمْ يَوْماً علَى قَطَريَّةٍ⁣(⁣٣)

  وللبُزْلِ ممَّا في الخُدورِ أَنِيحٌ

  يعني من ثِقَل أَرْدافِهنّ.

  والآنِحَةُ: القَصيرةُ.

  وأُنَّحَةُ كقُبَّرَة: ة، باليَمَامةِ وفي بعض النُّسخ: وكقُبَّرَةٍ: النَّمّامَةُ. وقال أَبو ذُؤيب:

  سَقَيْتُ به دَارَها إِذْ نَأَتْ

  وصَدَّقَتِ الخَالَ فينا الأَنوحَا⁣(⁣٤)

  قال أَبو سعيدٍ السُّكّريّ: فَرَسٌ أَنوحٌ كصَبورٍ: إِذا جَرَى فَرْفَرَ⁣(⁣٥)، هذا هو الصّواب. وفي بعض النُّسخ: قَرْقَرَ.

  قال العَجّاج:

  جِرْيَةَ لا كَابٍ ولا أَنُوحٍ

  وهو مثلُ النَّحِيطِ.

  [أيح]: الآحُ، كبَابٍ: بَياضُ البَيْضِ الّذي يُؤْكَل. وصُفْرَتُه المَاحُ، كذا في التّهذيب في آخرِ حَرْفِ الحاءِ في اللَّفيف، عن أَبي عَمرٍو.

  وآحِ مبنيّاً على الكسر: حِكايةُ صَوْتِ السَّاعِلِ.

  وأَيْحَى وإِيحَى، بالفتح والكسر: كَلِمتا تَعجُّبٍ، يُقال للمُقَرْطِسِ⁣(⁣٦) إِذا أَصاب. فإذا أَخطأَ قيل: بَرْحَى.

  ويُقال لمن يَكْرَه الشيْءَ: آحٍ⁣(⁣٧) بالكسر، أَو آحَ بالفتح.

(فصل الباءِ) مع الحاءِ المهملة

  [بجح]: البَجَحُ، محرَّكةً: الفَرَحُ.

  وقد بَجِحَ به كَفرِحَ بَجَحاً وابْتَجَحَ: فَرِحَ. قال:

  ثم اسْتَمَرّ بها شَيْحانُ مُبْتَجِحٌ

  بالبَيْنِ عنك بما يَرْآكَ شَنْآنَا

  وقال الجوهريّ: بَجِحَ بالشَّيْءِ وبَجَحَ به كَمَنَعَ لُغة ضعيفةٌ فيه.

  وتَبَجَّحَ: كابْتَجَحَ.

  ورَجُلٌ بَجّاحٌ.

  وأَبْجَحَه الأَمرُ، وبَجَّحَه: أَفْرَحَه:

  وبَجَّحْتُه تَبْجِيحاً فتَبَجَّحَ، أَي أَفرَحْته ففَرِحَ. وفي حديث أُمِّ زرعٍ: «وبَجَّحَني فَبَجِحْت»، أَي فَرَّحَني ففَرِحْت. وقيل: عَظَّمَني فعَظُمَتْ نَفْسِي عِندي.

  ورَجُلٌ باجِحٌ: عَظيمٌ، من قَومٍ بُجَّحٍ وبُجْح.

  وتَبجَّحَ به: فَخَرَ. وفُلانٌ يَتَبجَّحُ علينا ويَتمجَّحُ، إِذا كان يَهْذِي به إِعجاباً. وكذلك إِذا تَمزَّحَ به. وقال اللِّحيانيّ: فُلانٌ يَتبَجَّحُ ويَتمَجَّحُ، أَي يَفتخِر ويُباهِي بشيْءٍ ما. وقيل: يَتعَظَّمُ. [وقد بَجِحَ يَبْجَحُ وبَجَحَ يبجَحُ]⁣(⁣٨) قال الرّاعي:

  وَمَا الفقرُ عن أَرْضِ العَشِيرةِ ساقَنَا

  إِليكَ ولكِنَّا بقُرْبَاكَ نَبْجَحُ

  وفي الأَساس: والنِّساءُ يَتَبَاجَحْنَ [فيما بينهن]⁣(⁣٩) يَتَبَاهَيْنَ وَيَتَفَاخَرْن.

  ولَقِيت منه المَنَاجِحَ والمَبَاجِحَ.

  [بحح]: بَحِحْتُ، بالكسر، أَبَحُّ، بالفتح بَحَحاً محرَّكَةً، رواه ابن السِّكِّيت، وهو اللُّغة الفُصحَى العالِيةُ، كما قاله


(١) في النهاية: حديث عمر. (٢) في النهاية واللسان: السمين.

(٣) قطرية: يريد بها إبلاً منسوبة إلى «قطر» موضع بعمان.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله الخال، هو هنا المتكبر كما في اللسان».

(٥) في القاموس: «قرقر». وفي التهذيب واللسان: فزفر.

(٦) كذا في القاموس والتكملة، وفي اللسان: للرامي.

(٧) كذا منونة في القاموس، وفي هامش اللسان: ويقال لمن يكره الشيء: أحِ بكسر الحاء وفتحها بلا تنوين فيهما كما في القاموس.

(٨) زيادة عن التهذيب. (٩) زيادة عن الأساس.