تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل القاف مع الدال المهملة

صفحة 201 - الجزء 5

  والقُعْدَةُ: السَّرْجُ والرَّحْلُ يُقْعَد عليهما، وقال ابنُ دُرَيْد: القُعْدَات: الرِّحَالُ والسُّرُوجُ، وقال غيره: القُعَيْدَات.

  وأَقْعَدَه، إِذا خَدَمَه، وهو مُقْعِدٌ له ومُقَعِّد، قاله ابنُ الأَعرابيّ وأَنشد:

  ولَيْست لِي مُقْعِدٌ في البَيْتِ يقْعِدُنِي ... ولَا سَوَامٌ ولَا مِنْ فِضَّةٍ كِيسُ

  وأَنشد للآخَر:

  تَخِذَهَا سُرِّيَّةً تُقَعِّدُهْ

  وفي الأَساس: ما لفلان امرأَةٌ تُقْعِده وتُقَعِّده.

  ومن المَجاز: أَقْعَدَ أَباهُ: كَفَاهُ الكَسْبَ وأَعانَه، كَقَعَّدَه تَقْعِيداً، فيهما، وقد تقدَّمَ شاهده.

  واقْعَنْدَدَ بالمكانِ: أَقامَ به، وقال ابنُ بُزُرْج يقال: أَقْعَدَ بِذلك المكانِ، كما يُقالُ: أَقَامَ، وأَنشد:

  أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا ... ولَا غَداً ولَا الَّذِي يَلِي غَدَا

  والأَقْعَادُ⁣(⁣١)، بالفَتْح، والقُعَادُ، بالضمّ: دَاءٌ يأْخُذُ في أَوْرَاكِ الإِبلِ والنَّجَائبِ فَيُميلُها إِلى الأَرْضِ. وفي نصّ عِبارة ابنِ الأَعرابيّ: وهو شِبْهُ مَيْلِ العَجُزِ إِلى الأَرض، وقد أُقْعِدَ البَعِيرُ فهو مُقْعَد، وفي كتاب الأَفعال لابن القطّاع: وأُقْعِد الجَمَلُ: أَصابَه القُعَاد، وهو اسْتِرْخاءُ الوَرِكَيْنِ.

  * ومما يستدرك عليه:

  المَقْعَدَة: السَّافِلة.

  والمَقَاعِدُ: موضِع قُعود النَّاسِ في الأَسْوَاقِ وغيرِهَا.

  وعن ابنِ السِّكّيت: يقال: ما تَقَعَّدَنِي عن ذلك الأَمْرِ إِلَّا شُغُلٌ، أَي ما حَبَسَني.

  وفي الأَفعال لابن القَطَّاع: قَعَد عن الأَمْرِ: تَأَخَّر. وبي عَنْك شُغلٌ حَبَسَني. انتهى.

  والعرب تدعو على الرّجل فتقول: حَلَبْتَ قاعِداً وشَرِبْتَ قائماً، تقول: لا مَلَكْت غيرَ الشَّاءِ التي تُحْلَبُ مِن قُعُودٍ ولا مَلَكْتَ إِبلاً تَحْلُبُها قائماً، معناه: ذَهبَتْ إِبلُك فصِرْتَ تَحْلُبُ الغَنَم⁣(⁣٢) والشَّاءُ مَالُ الضُّعفاءِ⁣(⁣٣). والأَذلَّاءِ. والإِبلُ مالُ الأَشرافِ والأَقوِيَاءِ.

  ويقال: رجلٌ قاعدٌ عن الغَزْوِ، وقَوْمٌ قُعَّادٌ وقاعدُونَ.

  وتقَاعَدَ به فُلانٌ، إِذا لم يَخْرُج إِليه منْ حَقَّه.

  وما قَعَّدَك واقْتَعَدك: ما حَبَسَك.

  والقَعَدُ: النَّخْلُ، وقيل: صِغَارُ النَّخْلِ، وهو جمع قاعِدٍ، كخادمٍ وخَدَمٍ.

  وفي المثل: «اتَّخذوه قُعَيِّدَ الحاجات» تصغير القَعُود، إِذا امْتَهنُوا الرَّجُلَ في حَوائجهم.

  وقاعَدَ الرَجُلَ: قَعَدَ معه.

  والقِعَادَةُ: السَّريرُ، يَمانِيَة.

  والقاعِدَة أَصْلُ الأُسِّ. والقَوَاعِدُ الإِسَاسُ وقَوَاعِدُ البيت إِسَاسُه، وقال الزَّجّاج: القَوَاعِد: أَساطِينُ البِنَاءِ التي تَعْمِدُه، وقولُهم: بَنَى أَمْرَه على قَاعِدَةٍ، وقَوَاعِدَ، وقاعِدَةُ أَمْرِك وَاهِيَةٌ، وتَركوا مقاعِدَهم: مَرَاكِزَهم، وهو مَجازٌ، وقواعِدُ السَّحاب: أُصولُها المُعْتَرِضة في آفاق السماءِ، شُبِّهَتْ بقواعِدِ البِنَاءِ، قاله أَبو عُبَيْدٍ⁣(⁣٤)، وقال ابنُ الأَثير: المُرَاد بالقواعِدِ ما اعترَضَ منها وسَفَلَ، تَشْبِيهاً بقَوَاعِد البِنَاءِ.

  ومن الأَمثَال: «إِذا قام بك الشَّرُّ فاقْعُدْ» قال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال: «إِذا نَزَل بك الشرُّ» بدل «قام». وقوله فاقْعُدْ.

  أَي احْلُم. قلت: ومعناه ذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ، وله معنًى ثَانٍ، أَي إِذا انْتَصَب لك الشّرُّ ولم تَجِدْ منه بُدًّا فانْتَصِبْ له وجاهِدْه، وهذا مما ذَكَرَه الفَرَّاءُ.

  وفي اللسان والأَفْعَالِ: الإِقْعَادُ في رِجْلِ الفَرس: أَن تُفْرَشَ جدًّا فلا تَنْتَصِب.

  وقعَدَ الرَّجلُ: عَرَجَ⁣(⁣٥)، والمُقْعَد: الأَعْرَجُ.

  وفي الأَساس: من المَجازِ: قَعَدَ عن الأَمْرِ: تَرَكَه. وقَعَد يَشْتُمُني: أَقْبَلَ. انتهى. والذي في اللسان: الفَرَّاءُ: العَرَبُ


(١) ضبطت في التهذيب بكسر الهمزة ضبط قلم.

(٢) بعده في اللسان: لأن حالبَ الغنم لا يكون إلّا قاعداً.

(٣) في التهذيب واللسان: الضَّعْفَى.

(٤) جاء قول أبي عبيد وابن الأثير في تفسير حديث النبي ÷ حين سأل عن سحابة مرّت، فقال: كيف ترون قواعدها وبواسقها.

(٥) في الصحاح: والمقعد: الأعرج، تقول منه: أُقعدَ الرجل.