تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

[لمذ]:

صفحة 395 - الجزء 5

  ولاوَذَ مُلَاوَذَةً وَلِوَاذاً ولِيَاذاً: استَتَرَ.

  وقالَ ثَعْلَبٌ: لُذْت به لِوَاذا: احْتَصَنْتُ.

  ولَاوَذَ القَوْمُ مُلَاوَذَةً ولِوَاذاً، أَي لاذَ بَعْضُهُم ببعْضٍ، ومنه قولُه تعالى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً}⁣(⁣١).

  وفي حديث الدُّعاء: «اللهُمَّ بِكَ أَعُوذُ، وبك أَلُوذُ»، لَاذَ به، إِذا الْتَجَأَ إِليه وانْضَمَّ واستغَاثَ. وفي الحديث: «يَلُوذُ به الهُلَّاكُ». أَي يُسْتَترُ به ويُحْتَمَى⁣(⁣٢)، وإِنما قال تعالى: لِواذاً لأَنه مَصدَرُ لَاوَذْتُ، ولو كان مَصْدَراً لِلُذْتُ لقلْتَ لُذْت به لِيَاذَا، كما تقول قُمْت إِليه قِيَاماً وقَاوَمْتُك قِوَاماً طَوِيلاً. وفي خُطْبَة الحَجّاج: وأَنَا أَرْمِيكُمْ بِطَرْفِي وأَنتم تَتَسَلَّلُونَ لِوَاذاً.

  أَي مُسْتَخْفِينَ [و]⁣(⁣٣) مُسْتَتِرِينَ بعضُكم ببعضٍ. وقال الطِّرِمَّاح في بَقرِ الوَحْشِ:

  يُلَاوِذْن مِنْ حَرٍّ كَأَنَّ أُوَارَهُ ... يُذِيبُ دِمَاغَ الضَّبِّ وهْوَ جَدُوعُ

  أَي تَلْجَأُ إِلى كُنُسِها.

  واللَّوْذُ: الإِحاطَةُ، كالإِلَاذَةِ، يقال: لاذَ الطريقُ بالدارِ وأَلاذَ إِلاذَةً، والطرِيق مُلِيذٌ بالدارِ، إِذا أُحاط بهَا. وأَلَاذَتِ الدارُ بالطرِيق، إِذا أَحاطَتْ به، واللَّوْذ: جانِبُ الجَبَلِ وحِضْنُه⁣(⁣٤) وما يُطِيفُ به. واللَّوْذُ: مُنْعَطَفُ الوَادِي، ج أَلْوَاذٌ ويقال: هو بِلَوْذِ كَذا، أَي بناحية كذا.

  والمَلَاذُ: المَلْجأُ والحِصْنُ، كالمِلْوَذَةِ، بِالكسر⁣(⁣٥)، ولاذَ به، ولَاوَذَ، وأَلَاذَ: امْتَنَع.

  والمُلَاوَذَةُ واللِّوَاذُ: المُرَاوَغَةُ، كاللَّوَاذَانِيَّةِ مُحَرّكةً، وبا فسَّر بعضٌ قوله تَعَالى: {يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً} ومثله في كتاب ابن السيد في الفرق، فإِنه قال: لَاوَذَ فُلَانٌ: رَاغَ عنك وحَادَ.

  والمُلَاوَذَة واللِّوَاذُ: الخِلَافُ، وبه فَسَّر الزَّجَّاج الآيةَ، أَي يُخَالِفون خِلَافاً، قال: ودليل ذلك قوله ø: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ}⁣(⁣٦). والمُلَاوَذَةُ واللِّوَاذُ: أَن يَلُوذَ، أَي يَسْتَتر بَعْضُهم بِبَعْضٍ، كالتَّلْوَاذِ، بالفَتح، قال عُمرو بن حُمَيْل:

  يُرِيغُ شُذَّاذاً إِلَى شُذَّاذِ ... مِنَ الرَّبَابِ دَائِمِ التَّلْوَاذِ

  وبه فسَّر بعضُهم الآية، كما تقدّم ذلك قريباً.

  ولَوْذَانُ: اسم أَرْضٍ، وقال الراعي:

  فَلَبَّثَها الرَّاعِي قَلِيلاً كَلَا وَلَا ... بِلَوْذَانَ أَوْ مَا حَلَّلَتْ بِالكَرَاكِرِ⁣(⁣٧)

  وقال ثَعلبٌ: لَوْذَان: ع وأَنشد:

  أَمِنْ أَجْلِ دَارٍ بَيْنَ لَوْذَانَ فَالنَّقَا ... غَدَاةَ النَّوَى عَيْنَاكَ تَبْتَدِرَانِ

  واللَّوْذَانُ من الشيْءِ: ناحِيَتُهُ، كاللَّوْذِ، يقال: هو بِلَوْذِ كذا، أَي بِنَاحِيَةِ كَذَا، وبِلَوْذَانِ كَذَا، قال ابنُ أَحمر:

  كَأَنَّ وَقْعَتَه لَوْذَانَ مِرْفَقِهَا ... صَلْقُ الصَّفَا بِأَدِيمٍ وَقْعُه تِيَرُ

  تِيَرٌ، أَي تَارَاتٌ.

  والَّلاذَةُ: ثَوْبٌ حَرِيرٌ أَحْمَرُ صِينِيٌّ، أَي يُنْسَج بالصّين، ج لَاذٌ، وهو بالعَجَميّة سَواءٌ، تُسمّيه العَرب والعَجَمُ اللَّاذَةَ.

  والمَلَاوِذُ: المآزِرُ عن ثعلب.

  ولَوْذٌ: جَبَلٌ باليَمَنِ، نقله الصاغانيُّ.

  ولَوْذُ الحَصَى: ع، عن الصاغانيّ.

  ولَاوَذُ بنُ سَامِ بنِ نُوحٍ #، أَخو أَرفَخْشِذ وأَشْوَذ وإِرَم وعَيْلَم ومَاش والمَوْصِل، ولدّ. ولَاوَذُ أَبو عِمْلِيقٍ وطَسْمٍ وأُمَيْمٍ، وقد انْقَرَض أَكثرُهم.

  وخُزَرُ بنُ لَوْذَانَ شاعِرٌ معروف⁣(⁣٨).


(١) سورة النور الآية ٦٣.

(٢) في النهاية: أي يحتمي به الهالكون ويستترون.

(٣) زيادة عن النهاية واللسان.

(٤) في اللسان: «حصن الجبل» تحريف.

(٥) ضبطت في اللسان بفتح الميم ضبط قلم.

(٦) سورة النور الآية ٦٣.

(٧) ديوانه ص ١٣٦ وانظر تخريجه فيه.

(٨) انظر المؤتلف والمختلف للآمدي ص ١٠٢.