تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

(فصل الباء) الموحدة مع الراء

صفحة 113 - الجزء 6

  وعبارَةُ الأَساس: وابْتَكَرَ الخُطْبَةَ: سَمِعَ أَوّلَهَا؛ وهو مِن الباكُورَة.

  ومن المجاز: ابْتَكَرَ، إِذا أَكَلَ باكُورَةَ الفاكهةِ، وأَصلُ الابتكارِ الاستيلاءُ على باكُورةِ الشَّيْءِ.

  وأَوّلُ كلِّ شيْءٍ: باكُورَتُه.

  وفي نَوَادِرِ الأَعْرَابِ: ابْتَكَرتِ المرأَةُ: وَلَدَتْ ذَكَراً في الأَوّل⁣(⁣١)، واثْتَنَتْ⁣(⁣٢): جائَت بوَلَدٍ ثِنْيٍ، واثْتَلَثَتْ وَلَدَهَا الثّالِثَ، وابْتَكَرْتُ أَنا واثْتَنَيْتُ واثْتَلَثْتُ.

  وقال أَبو البَيْداءِ: ابتَكَرتِ الحامِلُ، إِذا وَلَدَتْ بِكْرَها، وأَثْنَتْ في الثاني، وثَلَّثَتْ في الثّالث، ورَبَّعَتْ، وخَمَّسَتْ، وعَشَّرَتْ.

  وقال بعضُهُم: أَسْبَعَتْ، وأَعْشَرَتْ، وأَثْمَنَتْ، في الثّامن، والعاشر، والسّابع⁣(⁣٣).

  وأَبْكَرَ فُلانٌ: وَرَدَتْ إِبلُه بُكْرَةَ النَّهَارِ.

  وبَكْرُونُ كحَمْدُونَ: اسمٌ. أَحمدُ بنُ بَكْرُونَ بنِ عبدِ اللهِ العَطَّارُ الدَّسْكَرِيُّ، سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلصِ، تُوُفِّيَ سنة ٤٣٤.

  * وممّا يُستدرَك عليه:

  حَكَى اللِّحْيَانيُّ عن الكِسَائِيِّ: جِيرَانُكَ باكِرٌ، وأَنشدَ:

  يا عَمْرُو جِيرَانُكُمُ باكِرُ ... فالقَلْبُ لا لاهٍ ولا صابِرُ

  قال ابنِ سِيدَه: وأُراهم يَذْهَبُون في ذلك إِلى معنَى القَومِ والجمعِ؛ لأَن لفظَ الجمْعِ واحدٌ، إِلّا أَنَّ هذا إِنّمَا يُسْتَعمَلُ إِذا كان المَوْصُوفُ معرفةً، لا يقولون: جِيرَانٌ باكِرٌ.

  هذا قولُ أَهلِ اللغةِ، قال: وعندِي أَنه لا يَمْتَنِعُ جِيرانٌ باكِرٌ، كما لَا يمتنعُ جِيرَانُكُم باكِرٌ.

  ومن المَجَاز: عَسَلُ أَبكارٍ⁣(⁣٤)؛ أَي تُعَسِّلُه أَبكارُ النَّحْلِ، أَي أَفتاؤُها⁣(⁣٥)، ويقال: بل أَبكارُ الجَوَارِي يَلِينَهُ⁣(⁣٦) وكَتَبَ الحَجّاجُ إِلى عاملٍ له: «ابْعَثْ إِليَّ بعَسَلِ خُلّارَ، من النَّحْل الأَبْكار مِن الدَّسْتَفْشارِ، الذي لم تَمَسَّه النار» يريد بالأَبكار أَفراخَ النَّحْل؛ لأَنّ عَسَلَها أَطيبُ وأَصْفَى. وخُلّارُ:

  موضعٌ بفارِسَ، والدَّسْتَفْشارُ: فارسيَّةٌ معناه ما عَصَرتْه الأَيْدِي وقال الأَعْشَى:

  تَنَحَّلَها مِن بِكَارِ القِطَافِ ... أُزَيْرِقُ آمِنُ إِكسادِهَا

  بِكَارُ القِطَاف: جمعُ باكِرٍ، كما يُقَال صاحِبٌ وصِحَابٌ، وهو أَوّلُ ما يُدرِكُ.

  ومن المَجَاز عن الأَصمعيِّ: نارٌ بِكْرٌ: لم تُقْتَبَسْ⁣(⁣٧) مِن نارٍ.

  وحاجةٌ بِكْرٌ: طُلِبَتْ حَدِيثاً، وفي الأَساس: وهي أَوّلُ حاجةٍ رُفِعَتْ، قال ذُو الرُّمَّة:

  وُقُوفاً لَدَى الأَبوابِ طُلّابَ حاجَةٍ ... عَوانٍ مِن الحاجاتِ أَو حاجةً بِكْرَا

  ومن المَجاز: يقال: ما هذا الأَمرُ منكَ بِكْراً ولا ثِنْياً، على معنَى: ما هو بأَوّلٍ ولا ثانٍ.

  والبِكْرُ: القَوْسُ، قال أَبو ذُؤَيْبٍ:

  وبِكْرٍ كُلَّما مُسَّتْ أَصاتَتْ ... تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِي الشِّرَعِ العَتِيقِ

  أَي القَوْس أَوّلَ ما يُرْمَى عَنْهَا؛ شَبَّه تَرَنُّمَها بنَغَمِ ذِي الشِّرَعِ، وهو العُودُ الذي عليه أَوتارٌ.

  والبِكْرُ: الدُّرَّةُ التي لم تثقب، قال امْرُؤُ القَيْسِ:

  كبِكْر مُقَانَاةِ البَيَاضِ بصُفْرَةٍ⁣(⁣٨)

  ذَكَرَه شُرّاحُ الدِّيوان كما نقله شيخُنَا.


(١) عبارة التهذيب: ابتكرت المرأة ولداً إذا كان أول ولدها ذكراً.

(٢) عن التهذيب، وبالأصل «اثتنيت» وهي اثتنى على زنة افتعل من ثنى ..

(٣) في مراعاته الترتيب وجب عليه القول: أسبعت وأثمنت وأعشرت في السابع والثامن والعاشر.

(٤) هذا ضبط التكملة عسلُ أبكارٍ بالإضافة، وضبطت في التهذيب واللسان والأساس: عسلٌ أبكارٌ.

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله أفتاؤها، كذا بخطه وليس في عبارة الأساس، ولعلها فتاؤها جمع فتية وهي الشابة من كل شيء» وأفتاؤها وردت في التهذيب واللسان والتكملة.

(٦) عن التهذيب، وبالأصل واللسان «تلينه»

(٧) عن التهذيب، وبالأصل «يتقبس».

(٨) ديوانه وعجزه فيه:

غذاها نُمير الماء غير المحلَّلِ