تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 284 - الجزء 7

  والأَعْيَارُ: كواكِبُ زُهْرٌ في مَجْرَى قَدَمَيْ سُهَيلٍ، نَقَلَه الصاغانيّ، واحِدُهَا العَيْرُ، شُبِّهَت بِعَيْرِ العَيْنِ، أَي حَدَقَتِهَا، أَو غَيْرِ ذلِك مِنْ مَعَانِي العَيْرِ مّما تَقَدَّمت.

  وأَعْيَرَ النَّصْلَ: جَعَلَ له عَيْراً ونَصْلٌ مُعْيَرٌ: فيه عَيْرٌ؛ نَقَلَه أَبو حَنِيفَةَ عن أَبي عَمْرِو.

  وبُرْقَةُ العِيَرَاتِ، بكَسْرِ العَيْنِ ثمّ فَتْحِ التَّحْتِيَّة: عٍ قال امرُؤ القَيْس:

  غَشِيتُ دِيَارَ الحَيِّ بالبَكَرَاتِ ... فعارِمَةٍ فُبرْقَةِ العِيَرَاتِ

  وأَفْرَدَه الحُصَيْنُ بنُ بُكَيْرٍ الرَّبَعِيّ فقال:

  وارْتَبَعَتْ بالحَزْنِ ذاتِ الصِّيَرَهْ ... وأَصْيَفَتْ بين اللِّوَى والعِيَرَهْ

  وعَيْرُ السَّرَاةِ، بالفَتْح: طائرٌ كهيئة الحَمَامَة، قَصِيرُ الرِّجْلَيْن مُسَرْوَلُهما، أَصفرُ الرِّجْلين والمِنْقَار، أَكْحَلُ العَيْنِ⁣(⁣١)، صافِي اللَّوْنِ إِلى الخُضْرَة، وباطنُ ذَنَبِه كأَنّه بُرْدٌ مَوْشِيُّ⁣(⁣٢). ويُجْمَع: عُيُور السَّرَاةِ. والسَّرَاة: مَوضعٌ بناحِيَةِ الطائف، ويَزْعُمون أَنّ هذا الطَّيْرَ يأْكل ثَلَاثَمِائةِ تِينَةٍ من حِين تَطْلُعُ من الوَرَقِ صِغَاراً وكذلك العِنَب.

  ويقال: ما أَدْرِي أَيُّ مَنْ ضَرَبَ العَيْرَ هُو، أَي أَيُّ الناسِ حكاه يَعْقُوبُ ويَعْنُونَ بالعَيْرِ الوَتِد، وقِيلَ: جَفْنُ العَيْنِ. وقِيل غَيْرُ ذلك.

  ومن أَمْثَالِ أَهلِ الشَّأْم قَوْلُهم: «عَيْرٌ بِعَيْرٍ، وزِيَادةُ عَشَرَةٍ» كان الخَلِيفَةُ من بَنِي أُمَيّةَ إِذا ماتَ وقامَ آخرُ زادَ في أَرْزاقِهِم وعطاياهُمَ عَشَرَةَ دراهِمَ، فكانُوا يَقُولُونَ هذا عِنْد ذلك.

  وفي المَثَلِ: فَعَلْتُهُ⁣(⁣٣) قَبْلَ عَيْر وما جَرَى»: أَي قَبْلَ لَحْظِ العَيْنِ، قال أَبو طالِبٍ: العَيْر: المِثالُ الّذي في الحَدَقَة، والَّذِي جَرَى الطَّرْفُ، وجَرْيُه حَرَكَتُه، والمَعْنَى قَبْلَ أَن يَطْرِفَ. وفي الصحاح: قال أَبو عُبَيْدَةَ: ولا يُقَال: أَفْعَلُ.

  وقولُ الشَّمْاخ:

  أَعَدْوَ القِبِصَّى قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى ... ولم تَدْرِ ما خُبُرِي ولَمْ أَدرِ مالَها⁣(⁣٤)

  فَسَّره ثَعْلَب فقال: معناه: قَبلَ أَنْ أَنْظُر إِليك؛ ولا يُتكلَّم بشيْءٍ من ذلك في النَّفْيِ. والقِبِصَّى والقِمِصَّى. ضَرْبٌ من العَدْوِ فيه نَزْوٌ. وقال اللّحيانيّ: العَيْر هُنا: الحِمَارُ الوَحشيّ.

  وتِعَارٌ، بالكَسْر: جَبَلٌ ببلادِ قَيْسٍ، بنَجْدٍ، قال كُثَيِّر:

  وما هَبَّتِ الأَرْوَاحُ تَجْرِى وما ثَوَى ... مُقِيماً بنجْدٍ عَوْفُها وتِعَارُهَا

  وفي اللّسَان في «ع ور»: وهذه الكلمةُ يحتمل أَنْ تَكْونَ في الثُّلاثِيّ الصحيحِ والثُّلاثيّ المُعْتَلِّ. ثم قال في «ع ي ر»: وتِعارٌ، بالكَسْر: اسمُ جَبَلٍ، قال بِشْرٌ يصف ظُعُناً ارْتَحَلْنَ من منازِلِهن فشبَّهَهُنّ في هَوادِجِهِنَّ بالظِّباءِ في أَكْنِسَتِها:

  ولَيْلٍ⁣(⁣٥) ما أَتَيْنَ على أَرُومٍ ... وشابَةَ عن شَمائِلها تِعَارُ

  كأَنَّ ظِباءَ أَسْنُمَةٍ عَلَيْها ... كَوانِسَ قالِصاً عنها المَغَارُ

  قال: المَغارُ: أَماكِنُ الظّبَاءِ، وهي كُنُسُها. وأَرُوم: موضِعٌ. وشابَةُ وتِعَار: جَبَلانِ في بلاد قَيْس. قلتُ: وقد ذكره المصنّف أَيضاً في «ت ع ر».

  والمَعَايِرُ: المَعايِبُ، يُقَال عارَه، إِذَا عابَه، قالت ليلى الأَخْيَلِيَّة:

  لَعَمْرُك ما بالمَوْتِ عارٌ على امْرِئ ... إِذا لم تُصِبْهُ في الحَيَاةِ المَعَايِرُ

  والمُسْتَعِيرُ: ما كانَ شَبِيهاً بالعَيْرِ في خِلْقَته، نقله الصاغانيّ، فالسِّينُ فيه للصَّيْرُورَة ليست للطَّلَب.

  * ومّما يُسْتَدْرَك عليه:

  من أمثالِهم في الرِّضا بالحاضِرِ ونِسْيَانِ الغَائب قولُهم: «إِنْ ذَهَبَ العَيْرُ⁣(⁣٦) فعَيْرٌ في الرِّباط»؛ قاله أَبو عُبَيْد.


(١) اللسان: أكحل العينين.

(٢) اللسان: بردٌ وُشي.

(٣) في الصحاح: «فعلت ذاك» وفي اللسان: «جاء قبل عير». وفي التهذيب: «أتيته قبل عير».

(٤) هذه رواية الديوان، وعجزه في التهذيب:

ولم تدر ما بالي ولم تدر بالها

(٥) في الديوان: بليل.

(٦) في التهذيب: «عيرٌ».