تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل العين مع الراء

صفحة 285 - الجزء 7

  وكَتِفٌ⁣(⁣١) مُعَيَّرَةٌ ومُعْيَرَة، على الأَصْل: ذاتُ عَيْر.

  والعائرُ: المُتَردِّدُ، الجَوّال كالعَيّارِ. ومنه المَثَلُ: «كَلْبٌ عائِرٌ خَيْرٌ من أَسَدٍ رابضٍ». ويُقَال: كَلْبٌ عائِرٌ وعَيّارٌ.

  وعارَ الرَّجُلُ في القَوْمِ: عاثَ وعَابَ؛ ذكرهما ابنُ القطّاع، وقد ذكر المصنّف الأَخيرَ، كما تقدّم.

  وعارَ في القَوْم يَضْرِبُهُم بالسَّيْف عَيَرَاناً: ذَهَبَ وجَاءَ، ولم يُقَيِّدْهُ الأَزهريّ بضَرْبٍ ولا بِسَيْفٍ⁣(⁣٢).

  وفَرَسٌ عَيّارٌ، إِذا عَاثَ، وإِذَا نَشِطَ فرَكِبَ جانِباً ثمّ عَدَلَ إِلى جَانِبٍ آخَرَ.

  وجرادةُ العَيَّارِ: مَثَلٌ، وقد تقدّم في «جرد». وقيل: العَيّارُ: رجلٌ، وجَرادَةُ: فَرَسُه. وأَنشد أَبو عُبَيْد.

  ولَقَدْ رَأَيْتُ فَوارساً من قَوْمِنا⁣(⁣٣) ... غَنَظُوكَ غَنْظَ جَرَادَةِ العَيّارِ

  وثَمَرَةٌ عائِرَةٌ: ساقِطَةٌ لا يُعْرَف لها مالِكٌ⁣(⁣٤).

  وشاةٌ عائِرَةٌ: متردِّدَةٌ بين قَطِيعَيْن لا تَدْرِي أَيْهما تَتْبَع.

  وقد مُثِّل بها المُنَافِق⁣(⁣٥).

  والعَيِّر، كسَيّدٍ: الفَرَسُ النَّشِيط؛ قاله ابن الأَعرابيّ.

  والعَائِرَةُ من الإِبِلِ: التي تَخْرُج منها إِلى أُخْرَى لِيَضْرِبَها الفَحْلُ.

  ومن أَمْثَالهم: «عَيْرٌ عارَه وَتِدُه» أَي أَهْلَكه، كما يُقَال: «لا أَدْرِي أَيُّ الجَرَادِ عارَهُ»، قاله المُؤَرّجُ.

  وعِرْتُ ثَوْبَهُ: ذَهَبْتُ به. وأَنشد الباهِلِيّ قولَ الراجِز:

  وإِنْ أَعارَتْ حافِراً مُعَارَا

  أَي رَفَعَتْ وحَوَّلَت. قال الأَزهريّ: ومنه إِعارَةُ الثِّيابِ والأَدَواتِ.

  واسْتَعارَ فُلانٌ سَهْماً من كِنَانتِه: رَفَعَه وحَوَّلَه منها، وأَنشد قَوْل الراجِز:

  هَتّافَةٌ تَخْفِضُ مَنْ يدِيرِها ... وفي اليَدِ اليُمْنَى لمُسْتَعِيرِها

  شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِها⁣(⁣٦)

  وذكره الزَّمخشريّ في «عور» وقد تقَدّم.

  ويقال: هُمْ يَتَعَيَّرُونَ من جِيرانِهم الأَمْتِعَةَ والقُمَاشَ⁣(⁣٧)، أَي يَسْتَعِيرُون. قال الأَزهريّ: وكلامُ العَرَب: يَتَعَوَّرُون، بالواو.

  وفي حديث أَبِي سُفْيَانَ: «قال رجلٌ: أَغتالُ مُحَمَّداً ثمّ آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي»، أَي أَمْضى فيه وأَجْعَلُه طَرِيقِي وأَهْرُبُ؛ حَكَى ذلك ابنُ الأَثِيرِ عن أَبي مُوسَى.

  وعِيَارٌ، ككِتَابٍ: هَضْبَةٌ في دِيارِ الأَزْدِ لِبَنِي الإِواس⁣(⁣٨) بن الحِجْر، مِنْهُم.

  والعَيْرَةُ، بالفَتْحِ: جَبَلٌ بأَبْطَح مَكّة.

  وعَيْرٌ: جَبَلٌ آخَرُ بِمَكَّة، يُقَابِلُ الثَّنِيَّةَ المعروفَةَ بشِعْبِ الخُوزِ؛ كذا في المعجم.

  وقال الزُّبَيْرُ بنُ بَكّارٍ: العَيْرَةُ: الجَبَلُ الّذِي عند المِيلِ، على يَمِين الذاهِبِ إِلى منًى. والعَيْرُ: الجَبَلُ الذي يُقَابِلُه، فهُمَا العَيْرَتانِ. وإِيّاهُمَا عَنَى الحارِث بنُ خالِدٍ المَخْزُومِيّ في قوله:

  أَقْوَى مِنَ الِ ظَلِيمَةَ الحَزْمُ ... فالعَيْرَتَانِ فَأَوْحَشَ الخَطْمُ

  قال: ولَيْسَ بالعَيْرِ والعَيْرَة اللَّتَيْن عند مَدْخَلِ مَكّة مِمّا يَلِي خُمّ، انتهى.

  وسَعِيدُ بنُ أَبِي سَعِيدٍ العَيّارُ: مُحَدِّث مشهورٌ.

  وراعِي العِيرِ: لَقَبُ والدِ بِشْرٍ الصَّحابيّ.


(١) عن اللسان وبالأصل «وكف».

(٢) نص التهذيب: ويقال: عار الرجل يعير عيراناً، وهو تردده في ذهابه ومجيئه.

(٣) في التهذيب: «من رهطنا» قيل أراد بجرادة العيار جرادة وضعها في فيه فأفلتت من فيه.

(٤) بهامش المطبوعة المصرية: «قوله: وثمرة عائرة الخ ومنه الحديث: كان يمر بالثمرة العائرة فما يمنعه من أخذه إلا مخافة أن تكون من الصدقة اه».

(٥) بهامش المطبوعة المصرية: «وقد مثل بها المنافق ففي الحديث: مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين غنمين».

(٦) الهاء في مستعيرها لها، وشهباء: معلبة، والبصيرة: طريقة الدم.

(٧) اللسان: الماعون والأمتعة.

(٨) عن معجم البلدان (عيار) وبالأصل «الاراشى».