تاج العروس من جواهر القاموس،

مرتضى الزبيدي (المتوفى: 1205 هـ)

فصل الكاف مع الراء

صفحة 454 - الجزء 7

  والكُفْر بالضَّمِّ: القِير. قال ابنُ شُمَيْل: القِير ثَلاثةُ أَضْربِ: الكُفْر، والقِير، والزِّفْتُ؛ فالكُفْر يُذاب ثمّ يُطْلَى* به السُّفُن؛ والزِّفْتُ يُطْلَى به الزِّقاق.

  والكَفِرُ ككَتِف: العَظيمُ من الجِبَال، والجمع كَفِرَاتٌ، قال عبدُ الله بن نُمَيْر الثَّقَفيُّ⁣(⁣١):

  لَهُ أَرَجٌ من مُجْمِرِ الهِنْدِ ساطعٌ ... تطَلَّعُ رَيَّاهُ من الكَفِرَاتِ

  أَو الكَفِرُ: الثَّنِيَّةُ منها، أَي من الجبَال.

  والكَفَرُ، بالتَّحْريك: العُقَابُ، ضبط بالضَّمِّ في سائر النُّسخ، وهو غَلَطٌ والصَّوابُ بكسر العَيْن، جمع عَقَبة، قال أَبو عَمْرو: الكَفَرُ الثَّنَايَا: العِقَابُ، الوَاحِدَة كَفَرَةٌ، قال أُميّةُ:

  ولَيْسَ يَبْقَى لوَجْه الله مُخْتَلَقٌ ... إِلّا السماءُ وإِلَّا الأَرْضُ والكَفَرُ

  والكَفَر: وِعَاءُ طَلْعِ النَّخْلِ وقِشْرُه الأَعْلَى، كالكَافُورِ والكَافِرِ، وهذه نقَلَهَا أَبو حَنيفَةَ.

  والكُفُرَّى، وتُثَلَّث الكافُ والفَاءُ معاً. وفي حديثٍ:⁣(⁣٢) «هو الطِّبِّيعُ في كُفُرَّاه»، الطِّبِّيعُ: لُبُّ الطَّلْع، وكُفُرَّاهُ بالضَّمّ: وِعَاؤُه. وقال أَبو حَنيفَة: قال ابنُ الأَعْرابيّ: سمعتُ أُمَّ رَبَاح تقول: هذه كُفُرَّى، وهذَا كُفُرَّى [وكَفَرّى]⁣(⁣٣) وكِفِرَّاهُ وكُفَرَّاهُ، وقد قَالُوا فيه كافِرٌ. وجمع الكافُور كَوَافيرُ، وجَمْع الكَافِر كَوَافِرُ، قال لَبيدٌ:

  جَعْلٌ قِصَارٌ وعَيْدانٌ يَنُوءُ به ... من الكَوَافِر مَكْمُومٌ ومُهْتَصَرُ

  والكَافُورُ: نَبْتٌ طَيِّبٌ، نَوْرُهُ أَبيضُ كنَوْرِ الأُقْحُوَان، قاله اللَّيْث ولم يَقُلْ طَيِّب، وإِنّمَا أَخَذه من قول ابن سيدَه.

  والكافُورُ أَيضاً: الطَّلْعُ حين يَنْشَقُّ، أَو وِعَاؤُه وقيل: وِعَاءُ كلّ شيْءٍ من النَّبات كافورُه، وهذا بعَينه قد تقدَّم في قول المُصَنِّف، فهو تَكْرَار. وفي التَّهْذيب: كافُورُ الطَّلْعَة: وِعَاؤُها الذي يَنْشَقُّ عنها، سُمِّيَ به لأَنّه قد كَفَرَها، أَي غَطَّاها.

  والكَافُور: طِيبٌ، م. وفي الصحاح: من الطِّيب، وفي المُحْكَم: أَخْلاطٌ [تُجمعُ]⁣(⁣٤) من الطِّيب تُركَّب من كافُورِ الطَّلْع. وقال ابنُ دُرَيْد: لا أَحسبُ الكَافُورَ عَرَبيًّا، لأَنَّهُم ربَّمَا قالوا القَفُور والقَافُور، وقيل الكَافُور: يَكُونُ من شَجَرٍ بجبَال بَحْرِ الْهِنْدِ والصِّين يُظِلُّ خَلْقاً كَثيراً، لعِظَمه وكَثْرَةِ أَغْصانِه المتفرّعة، تَأْلفُهُ⁣(⁣٥) النُّمُورَةُ، جَمْع نَمِر، وخَشَبُه أَبْيَضُ هَشٌّ، ويُوجَدُ في أَجْوَافه الكافُور، وهو أَنواعٌ، ولَوْنُهَا أَحْمرُ، وإِنَّمَا يَبْيَضُّ بالتَّصْعيد، وله خواصّ كثيرةٌ ليس هذا محلَّ ذِكْرها. والكافُور: زَمَعُ الكَرْمِ، وهو الوَرَقُ المُغَطِّي لما في جَوْفه من العُنْقُود، شَبَّهَه بالكافُورِ الطَّلْع، لأَنّه يَنفرج عَمَّا فيه أَيضاً، ج كَوَافيرُ وكَوَافِرُ. قال العَجّاج:

  كالكَرْمِ إِذْ نَادَى من الكَافُورِ

  وهو مَجاز، والمَشْهُور في جمْع الكافُور كَوَافيرُ، وأَمَّا كَوافِرُ فإِنَّه جَمْع كافِر. وقولُه تعالَى: {إِنَّ الْأَبْرارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً}⁣(⁣٦) قال الفَرَّاءُ: عَيْنٌ في الجَنَّة تُسَمَّى الكافُور طَيبّة الرِّيح، قال ابنُ دُرَيْد: وكانَ يَنْبَغي أَن لا يَنْصَرفَ، لأَنَّهُ اسمُ مُؤَنَّث مَعْرفة على أَكثرَ من ثلاثةِ أَحْرُف، لكن إِنَّمَا صَرَفُه لتَعْديل رُؤُوس الأيِ. وقال ثَعْلَب: إِنّمَا أَجْراه لأَنّه جعله تشبيهاً، ولو كان اسماً لعَيْنِ لم يَصْرِفْه. قال ابنُ سِيدَه: قولُه جعَلَه تشبيهاً، أَراد كانَ مِزاجُهَا مثْلَ كافُور. وقال الزَّجَّاج: يجوز في اللُّغَة أَنْ يكونَ طَعْمُ الطِّيبِ فيها والكافورِ، وجائزٌ أَن يُمْزَجَ بالكافُورِ ولا يكون في ذلك ضَرُورَةٌ⁣(⁣٧)، لأَنّ أَهْلَ الجنَّةِ لا يَمسُّهم فيها نَصَبٌ ولا وَصَبٌ.

  والتَّكْفِيرُ في المَعَاصي كالإِحْبَاط في الثَّوَاب. وفي اليَمِين: فِعْلُ ما يَجبُ بالحِنْث فيها، والاسمُ الكَفَّارةُ. وفي البَصائر: التَّكْفيرُ: سَتْرُ الذَّنْب وتَغْطِيَتُه، وقولُه تعالَى: {لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ}⁣(⁣٨) أَي ستَرْنَاهَا حتَّى تَصير كأَنْ لم


(*) في القاموس: تُطْلَى.

(١) الأصل واللسان وحواشي التهذيب، وبحواشي المطبوعة الكويتية نسبه إلى محمد بن عبد الله بن غير.

(٢) اللسان والنهاية: وفي حديث الحسن.

(٣) زيادة عن اللسان.

(٤) زيادة عن اللسان.

(٥) في القاموس: وتألفه.

(٦) سورة الإنسان الآية ٥.

(٧) اللسان: ضررٌ.

(٨) سورة المائدة الآية ٦٥.